أبدى العديد من المثقفين الأكراد امتعاضهم من معرض
كاريكاتير إيراني مقام حاليا في أربيل، شمال العراق، ويحمل اتهامات وتحريض ضد المملكة العربية
السعودية وتركيا، بدعوى دعم
تنظيم الدولة، في وقت سخر زوار للمعرض من محاولة إيران رمي الآخرين بالتهم التي توجه إليها أصلا.
وأقيم المعرض في مدينة أربيل عاصمة إقليم
كردستان العراق، وافتتحه القنصل الإيراني مرتضى عبادي، ووزير الثقافة في حكومة الإقليم خالد دوسكي، وشاركت فيه مجموعة من الرسامين الإيرانيين الذين تناولوا موضوع الدول الداعمة لتنظيم الدولة، مركزين على السعودية وتركيا، فضلا عن دول أخرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.
وعلت أصوات المعترضين من الزوار على محاولة إلصاق تهمة دعم الإرهاب بالدول الجارة والصديقة من قبل إيران؛ التي قالوا إنها متهمة أصلا بدعم التطرف وتشجيعه، بالإضافة إلى سجلها السيئ في قمع مكونات الشعب الإيراني ومصادرة حقوقها، ومنها المكون الكردي.
وبينت تابلو صديق خوشناو، طالبة فنون جميلة، أن بعض الأفكار التي طرحها المعرض تثير الاستياء والسخرية في آن معا؛ لأنها تهاجم دولة صديقة لإقليم كردستان، ويأتي هذا الاتهام من رسامين دولة تعد الأكثر دعما للتطرف والأبرز في التدخل بشؤون الآخرين، حسب قولها.
وأضافت خوشناو في حديث لــ"
عربي21"؛ أنها كانت تتوقع معرضا يحتوي على أفكار ورؤى فنية جميلة وهادفة، ولكنها وجدت محاولة رخيصة لتمرير ألاعيب السياسة وتصفية الحسابات مع الآخرين، داعية الرسامين الإيرانيين إلى إبراز الظلم الذي يعانونه في الداخل بدلا من مهاجمة الآخرين.
وفي السياق ذاته أوضح "هه وراز حاجي"، وهو فنان تشكيلي ومصور فوتوغرافي، أن محاربة التنظيمات المتطرفة عبر استخدام الفن هو شيء جميل وهادف، لكن استدرك بأن هذا الأمر هو من حق الذين يحترمون حقوق وآراء الآخرين، وبالتأكيد فإن إيران ليست من هذه الدول، بحسب تعبيره.
وأوضح حاجي لــ"
عربي 21" أنه شخصيا لم يكمل مشاهدة اللوحات والرسومات، وغادر المعرض الذي وصفه بـ"المسيء والبعيد عن روح الفن"، منتقدا في الوقت ذاته سماح وزارة الثقافة في الحكومة الكردية للقنصلية الإيرانية باستخدام هذه الطريقة "الرخيصة" في مهاجمة واتهام الآخرين.
وأشار حاجي إلى أنه شخصيا لديه ثلاثة أقرباء تم إعدامهم في إيران خلال السنوات الماضية بسبب نشاطهم السلمي في الدفاع عن حقوق الأكراد، وأن اثنين آخرين من أصدقائه يقبعان الآن في السجون الإيرانية بانتظار أحكام مماثلة.
وشهد المعرض مغادرة عدد كبير من الزوار احتجاجا على الاتهامات والمغالطات التي حملتها العديد من اللوحات، بينما أوضح مصدر رسمي مشرف على المعرض أنهم سمحوا بإقامته التزاما بمبدأ حرية التعبير الذي تنتهجه وزارة الثقافة والشباب في حكومة الإقليم، وأن المجال مفتوح لجميع المعترضين في إبداء آرائه وانتقاداتهم.
وتصور إحدى اللوحات في المعرض أحد عناصر تنظيم الدولة وهو يخرج من صالة العمليات المكتوب عليها العراق وسوريا ويداه ملطختان بالدماء، بينما تمتد إليه مجموعة أيادي تحمل مناشف لإزالة الدماء وكتب على كل واحدة منها اسم دولة ومن بينها تركيا، والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دول أوربية، والولايات المتحدة.