وضعت رئيسة
تشيلي ميشيل باشيليت حجر الأساس في منطقة على قمة جبال الأنديز، إيذانا ببدء الأعمال الإنشائية لواحد من أكبر
التلسكوبات تطورا في العالم، لإلقاء مزيد من الضوء على احتمالات وجود الحياة في الكواكب النائية في
الفضاء الخارجي.
ومن المقرر انتهاء العمل في تلسكوب "ماجلان العظيم" بحلول عام 2024، وستكون قوته أكبر بواقع عشر مرات من تلسكوب "هابل" الشهير، فيما يقول الخبراء إنه سيكون بإمكانه رصد الثقوب السوداء في الفضاء السحيق، علاوة على مراقبة كواكب المجموعات النجمية الأخرى بدقة متناهية.
يقول علماء
الفلك إن مثل هذه التقنية ستساعد الإنسان على التعرف على كيفية نشوء الكون، وما إذا كانت الكواكب التي تبعد عنا مئات السنوات الضوئية تمتلك مقومات الحياة عليها.
والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة.
وقالت رئيسة تشيلي في موقع إنشاء التلسكوب في مرصد على قمة الجبل البالغة 2500 متر: "بالاستعانة بهذه الإمكانات العلمية لا توجد حدود للاحتمالات المتاحة. إنها تفتح الباب على مصراعيه أمام فهم الكون".
وتشارك في هذا المشروع المقام في صحراء "أتاكاما" ذات الطقس الجاف مؤسسات من الولايات المتحدة وتشيلي وكوريا الجنوبية والبرازيل وأستراليا، فيما يعتمد التلسكوب على سبع عدسات قطر الواحدة منها 8.5 متر.
وقال عالم الفلك من روسيا البيضاء، يوري بيليتسكي، إن "علوم الفلك مثل علوم الآثار، حيث إن ما نراه في السماوات قد حدث بالفعل منذ الكثير من السنوات. سقف توقعاتنا أن نجد شيئا لم نكن نتصور وجوده".
ومن المقرر الانتهاء في عشرينيات القرن الحالي من إنشاء التلسكوب الأوروبي الضخم في تشيلي وتلسكوب الثلاثين مترا في هاواي، لكن رئيس المرصد باتريك مكارثي قال إن عدسات التلسكوب الجديد أكبر وتتيح مجالا أكبر للرصد والقياسات الدقيقة.
ومن بين الظواهر الفلكية التي سيرصدها التلسكوب المادة المعتمة الغامضة التي يعتقد بأنها تمثل 96 في المئة من مادة الكون، وهو تعبير أطلق علي مادة افتراضية لا يمكن قياسها إلا من خلال تأثيرات الجاذبية الخاصة بها، التي دونها لا تستقيم حسابيا العديد من نماذج تفسير الانفجار العظيم وحركة المجرات.