انتشرت في الآونة الأخيرة، ورشات صناعة الأسلحة والقذائف، المحلية الصّنع في
سوريا، بشكل واسع، حيث باتت معظم فصائل المعارضة المسلحة، تملك ورشاتها الخاصة، وتقوم بإنتاج ما تحتاجه من المدافع والقذائف والرّاجمات.
وتسبّب تواصل الحرب في البلاد، لأكثر من 4 سنوات، وتوسع جبهات القتال فيها وقلة الدعم العسكري الذي تتلقاه المعارضة، في زيادة الاعتماد على تلك الورشات كأحد أهم مصادر التسليح للمعارضة.
وتتصف الأسلحة المحلية الصنع، بأنها بدائية ولا تحتاج إلى تكنولوجيا عالية، بل إنه يتم إنتاجها من مواد متوافرة، ونتيجة ذلك، فهي لا تكون دقيقة في إصابة الأهداف، وليست قادرة على قلب فارق التسليح الكبير، بين قوى المعارضة وقوات النظام التي تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة الروسية الصّنع إلى جانب الطائرات.
ورصدت وكالة الأناضول، أحد ورشات صناعة القذائف والصواريخ، في ريف
حلب التابعة لفيلق الشام، حيث يمر الإنتاج بعدة مراحل، باستخدام مواد وآلات بسيطة، كماكينات الخراطة والتسوية وصفائح الألومنيوم.
وأوضح مدير الورشة، فيصل الأحمد، لمراسل الأناضول، أنهم ينتجون في الورشة، القذائف والصواريخ اللازمة للمدافع والراجمات المصنعة محليًا، مشيرا إلى أن تلك الصواريخ والقذائف بدائية، وأن المواد والإمكانيات المتوفرة لديهم، لا تسمح لهم بأكثر من ذلك.
ولفت الأحمد، إلى أن هدفهم من كل ما ينتجونه، هو "الدفاع عن المدنيين وعن أنفسهم، أمام قوات النظام التي ما انفكّت تقصف مناطق سيطرة المعارضة خلال السنوات الماضية، وتسببت بقتل مئات الآلاف من المدنيين".
من جانبه، قال سيف الرائد، رئيس المكتب الإعلامي لفيلق الشام، إنهم يقومون بتصنيع بعض الأسلحة المحلية، وذلك بسبب عدم توفر
السلاح القوي والنوعي، وعدم تلقيهم دعمًا عسكريًا خارجيًا يمكّنهم من التصدي لهجمات قوات النظام، التي تمتلك كافة أنواع الأسلحة الثقيلة وبكميات كبيرة.
وأضاف الرائد، أن قدرة وقوة الأسلحة المحلية ضعيفة، لكنها تكون دائمًا حلًا لاستهداف مراكز قوات النظام ومقرّاته، مشيرا إلى أن الأسلحة والقذائف المذكورة لا يتم استخدامها في كل المعارك وذلك بسبب عدم دقتها، فهي تستخدم فقط في معارك مثل القطع العسكرية الكبيرة لقوات النظام أو المطارات.
وأكد الرائد، أن فصائل المعارضة تعمل دائما على تطوير الأسلحة المحلية، لكي تكون أكثر دقة وفعالية.
يشار إلى أن المعارضة، ومنذ بدء المعارك مع قوات النظام، تعاني من نقص مزمن، في الأسلحة والعتاد العسكري، وقد تسبب ذلك في استعادة النظام عددا من المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة، معتمدا على سلاح الجو والقدرة التدميريّة الهائلة للأسلحة التي يمتلكها.
ومنذ منتصف آذار/ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة
الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول للسلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع بالبلاد إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.