توج
الفيلم الوثائقي "الملجأ" لمخرجه السويسري فيرناند ميلغار بالجائزة الكبرى لمهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي الذي اختتمت فعالياته مساء أمس السبت بأصيلة (شمال
المغرب) بحضور وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي.
وتدور أحداث الفيلم "الملجأ" داخل ملجأ للمشردين بمدينة لوزان السويسرية، حيث عناء الحصول على سرير شاغر داخل الملجأ الذي لا يتسع إلا لـ 100 شخص، إذ تعطى الأولوية للنساء والأطفال.
في حين ظفر فيلم "أجي بي نساء على مدار الساعة" للمخرجة المغربية رجاء الصديقي بجائزة "الجزيرة الوثائقية" ثم جائزة أفضل إخراج.
وحاز فيلم "عداؤو المسافات الطويلة" للمخرجة الإسبانية إيزابيل فيرنانديز على جائزة أفضل سيناريو، ويرصد الفيلم حياة عدد من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين ببرشلونة الذين اقتربوا من بلوغ سن الرشد وفقدان الحماية التي يمنحها القانون الإسباني للقاصرين، ما يدفعهم إلى البحث عن عقود عمل تحول دون طردهم.
ومنح
المهرجان "جائزة التفرد" للفيلم الوثائقي “مارسيدس”، للمخرج اللبناني هادي زكاك، ويتحدث الفيلم عن 60 عاما من تاريخ لبنان المعاصر، من خلال عائلة وسيارتها المرسيدس 180.
وفي تصريح لصحيفة "
عربي21" قال عضو لجنة تحكيم مهرجان أصيلة محمد الصعيدي إن التنافس كان شديدا بين غالبية الأفلام الـ10 التي تنافست على جوائز المهرجان الأربعة "وهو ما انعكس على طول مدة وعمق النقاش في الاجتماع الذي عقدته لجنة التحكيم في الليلة التي سبقت اختتام المهرجان لتحديد الأفلام الفائزة، وهذا يسجل للمهرجان الذي استقطب أفلام جمعتها عمق اللغة الوثائقية رغم اختلاف مواضيعها وجنسيات مخرجيها".
وسجل المخرج والمنتج الصعيدي حرص أعضاء لجنة التحكيم على تقديم "نقد عميق للأعمال المتنافسة وحرصهم على التوافق على الأفلام الفائزة وهو ما تم بالفعل".
وأضاف الصعيدي أن المهرجان نجح "رغم حداثة عمره في استقطاب تجارب وثائقية وسينمائية من مدارس مختلفة"، وأشار إلى أن "مهرجان أوروبا الشرق نجح لعاملين آخرين أولهما استقطابهم لشخصيات وثائقية وسينمائية مغربية وعربية وأوروبية مهمة تبادلت مع المخرجين والمنتجين المشاركين بالمهرجان تجاربهم ورؤاهم، وثانيا تنظيم فعاليات تدريبية للأطفال والشباب تقربهم من حرفة الفيلم الوثائقي وتضعهم على بداية طريق هذا الفن الصاعد في الوطن العربي".
وأوضح الصعيدي أن "صناعة الوثائقي العربي في نماء مضطرد وملحوظ يرافق ذلك تزايد في عدد المنشغلين والمتخصصين فيه وانتشارهم عبر الوطن العربي"، وأشار إلى أن هذا ما "سيساعدنا في تقديم روايتنا الذاتية لماضينا وحاضرنا بدل أن نبقى نشتكي تشويه الآخر لنا".
واستدرك المتحدث قائلا: "أمامنا تحديين رئيسيين أن تستقل صناديق دعم وتمويل الأفلام الوثائقية عن التبعية الحكومية التي تحرص عموما على دعم ما يخدم مزاجها وليس بالضرورة الحقيقة والإبداع، وثانيا حاجة المخرجين والمنتجين العرب لتقديم قضايانا للعالم من خلال لغة وثائقية عالمية وليس محلية بمعنى تقديم قضايا بكثير من العمق واعتماد المنطق وقدر أقل من الترويج".