أكدت مجلة "المصور"
المصرية، في عددها الأسبوعي، الأربعاء، أن رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي قد تراجع عن زراعة 1.5 مليون
فدان (دفعة واحدة)، وذلك استنادا إلى ستة خبراء، وأبرزت المجلة الحكومية أن السيسي قد استجاب لندائهم باستصلاح الـ 1.5 مليون فدان على ثلاث مراحل، وليس على مرحلة واحدة، كما كرر السيسي من قبل مرارا..
وفي البداية أشارت المجلة إلى أنه قيل في الآونة الأخيرة إن مصر بصدد استصلاح مليون فدان ثم قيل مليونا ونصف المليون، وذلك من ضمن مشروع الـ4 ملايين فدان، وتردد أن هذه المساحة ستعتمد في استصلاحها على المياه الجوفية، وفي مرحلة لم يكن هناك من يحفر هذه الآبار، وكانت هناك شركة صينية أبدت رغبتها، ولكن السيسي اعترض عليها، وأصر على أن تكون الشركة مصرية، لكننا الآن فوجئنا ببعض الآراء التي تقول إن المياه الجوفية لن تكفي، وسوف تنضب.
ونقلت المجلة عن
الخبراء الستة، الذين استضافتهم في ندوة عقدتها، قولهم: "وصلنا إلى قرار، بناء على طلب من بعض مستشاري
الرئيس بشكل مباشر أن "الرئيس" لا يهمه مليون ونصف المليون أو مليون فدان، ولكن ما يهمه هو الحجم والزمان الذي سيتم فيه البدء، وكيف يتم البدء في الاستصلاح، فقمنا بترتيب الأمور على ثلاث مراحل، في كل مرحلة 500 ألف فدان".
ومن جانبه، قال خبير المياه ومستشار وزير الري، مغاوري شحاتة، إن من حق "الرئيس" أن يذكر أي عدد من ملايين الأفدنة، لأن ذلك طموح رئيس دولة، لكن من حق الباحثين أن يوضحوا له ماهي الحقيقة حول هذا التصور، وأن يمدوه بالمعلومات الكافية واللازمة لاتخاذ قرار رشيد، بحسب قوله.
وأضاف: "كنا بدأنا نراجع الـ 880 ألف فدان في غرب المنيا، فوجدنا أنها جاءت وفق تقديرات أشخاص غير متخصصين أوضحوا لمحافظ المنيا أن هذه المنطقة من الممكن أن يكون بها كميات كبيرة من المياه الجوفية، وأنها من المفترض أن تكون تابعة لمحافظة المنيا كزراعة، وبدأنا التأكد من الأمر، وانتقلنا من هذه المنطقة التي توجد تحت الاختبار، وستظل تحت الاختبار في الفترة القادمة إلى باقي المناطق".
وحول مراحل المليون والنصف مليون فدان، قال إن المرحلة الأولى جاهزة تماما، وهناك دراسات على المرحلة الثانية، لكنها تحتاج إلى استكمال وعمق أكبر، وكذلك المرحلة الثالثة"، وفق قوله.
ومن جهته، قال الخبير الزراعي ومستشار وزير الزراعة الأسبق، عبدالغني الجندي: "أنا اتهمت بأنني واحد من الذين ضللوا الرئيس السيسي في عملية استصلاح الأراضي، وهذا كذب وافتراء، ولكن سأتحدث بالأدلة والدراسات، نبدأ من إستراتيجية استصلاح 4 ملايين فدان 2010 حتى 2030، وهذه الإستراتيجية تم تعديلها عام 2014 بسبب الأحداث التي طرأت وتغيرت، وقالت الإستراتيجية إنه بنهاية عام 2017 يكون تم استصلاح 6.1 مليون فدان لأن معدل الاستصلاح السنوي في مصر 150 ألف فدان".
وأضاف: "قلنا إننا منذ 2010 حتى 2017 سيكون هناك 6.1 مليون فدان تم استصلاحها، وحتى 2030 يتم استصلاح باقي الأربعة ملايين فدان، ولم تذكر الإستراتيجية أننا خلال أربع سنوات نكون قد استصلحنا أربعة ملايين فدان، هذا لم يقدم للرئيس إطلاقا".
واستدرك: "لكن الإعلام كتب أنه سيتم استصلاح هذه المساحة كاملة في فترة حكم الرئيس الحالية، ولم يذكر في حملة الرئيس أنه سيتم استصلاح 4 ملايين فدان، وعندما قال الرئيس إنه يريد أن يستصلح مليون فدان في عام، ارتبكنا جدا لأن المخطط هو 150 ألفا فقط سنويا، ومع ذلك وافقنا، وهو بالضبط مليون و18 فدان"، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، قال مدير معهد بحوث المياه الجوفية، أكرم محمد فكري: "كان لابد من التأني في وضع مساحات التنمية بالتدريج، ولا توجد منطقة في كل المناطق التي نتحدث عنها إلا وفيها آبار حفر اختباري أو قياسات أو نماذج رياضية، والتخمين ليس له أي دور في ما نقوم به".
ومن جهته، كشف أستاذ المياه والأراضي بجامعة القاهرة، نادر نور الدين، أن المشروع كاملا في الأربعة ملايين فدان مرصود له 240 مليار جنيه من قبل الدولة.
وأضاف أنه عندما قام وزير التجارة الجديد، طارق قابيل، بفتح باب التصدير الذي أغلقه منير فخري عبدالنور، وقال إنه تبين أن هناك مخزون أرز كاف من العام الماضي إذا فمن الذي نصدقه، وبالتالى فإن هناك وزراء يكذبون على الرئيس، على حد قوله.
أما رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق عبد الجليل إسماعيل، فقال إنه عندما تم استبدال وزير الزراعة السابق صلاح هلال بالدكتور عادل البلتاجي، لم يكن أمام هلال سوى أسبوع على مؤتمر شرم الشيخ، وعندما ذهب للمؤتمر كان "مثل الطالب" الذي يذاكر دروسه قبل الامتحان بيوم فقط، وللأسف عرض المشروعات في المؤتمر كان لا يرضي أحدا نهائيا.
ومن جانبه، قال رئيس المجلس التصديري للسلع الهندسية عمرو أبو فريخة: إن "تاريخ مصر على مدار عشرات السنوات السابقة أنها غير جادة، وتبحث عن مجدها الشخصي، وأريد أن أعرف لماذا تم تغيير الدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة الأسبق قبل المؤتمر الاقتصادي بأسبوع واحد؟ هل بسبب أن المشروع الذي سيتم تسويقه في المؤتمر غير جيد؟".
وكان مشروع السيسي لاستصلاح المليون والنصف مليون فدان قد تعرض لانتقادات لاذعة من خبراء اقتصاديين كثيرين، أبرزهم الدكتور محمود عمارة، الذي طالب بتأجيل تنفيذ المشروع، نظرا لعدم وجود المياه الكافية لريه، وعدم جدواه اقتصادي.
ومن جهتها شرعت حكومة شريف إسماعيل في تأسيس شركة خصيصا لتتولى تنفيذ المشروع، ووضع التدابير الخاصة به.