تتعرض الإعلامية
المصرية المثيرة للجدل،
ريهام سعيد، لحملة انتقادات عنيفة منذ أيام عدة، وما زالت مستمر حتى الآن، من نشطاء وإعلاميين؛ بسبب إساءتها للاجئين السوريين.
وكانت سعيد قد ظهرت في حلقة من برنامجها "
صبايا الخير" وهي تقدم مساعدات للاجئين سوريين في لبنان، وتعاملت معهم بشكل "غير إنساني"، واتهمتهم بالهمجية والتسبب في تدمير بلدهم، وحذّرت المصريين من أن يصبحوا مشردين مثلهم.
نعم أنا عبدة
وخصصت ريهام سعيد جزءا كبيرا من حلقة برنامجها للرد على تصريحات الإعلامي
يسري فودة، الذي قاد حملة الانتقادات ضدها، وقالت فيما يشبه وصلة من الردح، إن فودة يهاجمها طمعا في الشهرة، بعد أن غاب عن الأضواء بسبب وقف برنامجه منذ عام تقريبا.
وكان فودة هاجم ريهام عبر صفحته في "فيسبوك"، تعليقا على الحلقة، ووصفها بأنها تنتمي لإحدى بالوعات الصرف الإعلامي، وقال: "عليكي وعلى أسيادك اللي شغلهالك".
وردا على وصفه لها بأنها تطيع أسيادها، قالت ريهام: "نعم أنا عبدة البيادة، وأسيادي هم الجيش، إنت مالك".
وسخرت مما أسمته "دروس اللغة العربية التي يقدمها فودة"، كما انتقدت تغييره لمواقفه السياسية، قائلة "إنه كان مؤيدا لجماعة الإخوان المسلمين، واستضاف الرئيس محمد مرسي قبل أن ينقلب عليهم في وقت لاحق، ويعلن في إحدى حلقاته استقالته من حب الرئيس".
واختتمت بمطالبتها لفودة بعدم متابعتها، قائلة: "لا يشرفني أن تشاهدني، ولو عرفت إنك تشاهدني سأضرب نفسي بالنار".
وتعليقا على تصريحات ريهام، دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة مناشدات ليسري فودة، بأن يشاهد ريهام سعيد مجددا، ولو لحلقة واحدة فقط، "حتى تفي بتعهدها، وتطلق على نفسها النار، ليستريح المشاهدون منها"، على حد قولهم.
إنكار ثم اعتذار
وفي بداية الأزمة، رفضت ريهام الاعتذار للسوريين عن تلك الحلقة، قائلة إن البعض اجتزأ كلامها من سياقه، وإن البعض نسب لها كلاما لم تقله على الشاشة، مؤكدة أنها لم تخطئ في حق السوريين لكي تعتذر لهم، ولا ترى فيما قدمته شيئا يستحق الاعتذار.
إلا أن حملة الانتقادات العنيفة والمتزايدة التي تتعرض لها دفعتها إلى الاعتذار للسوريين، حيث أكدت أنها "تكن كل اعتزاز وتقدير للشعب السوري".
وأضافت في حلقة الثلاثاء من برنامجها: "الشعب السوري على رأسي من فوق، وأنا زرت سوريا أربع مرات قبل كده، ومفيش حد هيوقع بينا"، موضحة أنها زارت
اللاجئين السوريين وفاء لوعد أعطته لأحد الأطفال السوريين، لإعطائه ملابس العيد، وليس للإساءة لهم.
حملة لوقف ريهام ومقاضاتها
ودشن نشطاء مصريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لوقف برنامج "صبايا الخير" الذي تقدمه ريهام، ومنع ظهورها على الشاشة، بسبب إساءتها للسوريين، والشماتة في أوضاعهم المأساوية، كما دشن آخرون حملات تدعو إلى مقاطعة مشاهدة برنامجها.
إلى ذلك، تقدم نشطاء آخرون ببلاغات قضائية تطالب بالتحقيق معها، وتقديمها للمحاكمة؛ بتهمة الإساءة للشعب السوري.
وتبرأ إعلاميون ونشطاء مما تقدمه ريهام، ووصفوه بأنه تعبير عن الإعلام المنحط، والتدهور المهني الذي انتشر بعد الانقلاب.
وفي السياق ذاته، قال الناشط عبد الرحمن يوسف عبر "فيسبوك ": "إلى الإخوة السوريين.. كل أحرار المصريين يبرأون إلى الله من هذا الفعل الحقير الذي لا يصدر إلا من شخص تجرد من كل معاني الإنسانية.. إعلام منحط".
بينما رد الناشط طارق الزيني على تقرير ريهام سعيد بصور تظهر مصريين يتزاحمون على مواد غذائية يوزعها جنود الجيش المصري، قائلا: "اللاجئون المصريون في مصر بيسفوا التراب عشان الأكل داخل مصر يا ريهام".
جهلة ومرضى نفسيون
من جانبها، وصفت ريهام سعيد منتقديها بأنهم "جهلة وغير مؤدبين، ومرضى نفسيين، وطالبتهم بعدم متابعة برنامجها مرة أخرى".
وشنت هجوما حادا على الناشط والشاعر عبد الرحمن يوسف، قائلة: "إن عبد الرحمن يوسف كتب اعتذارا للشعب السوري بعد حلقتي مع اللاجئين السوريين، وانتقدني بألفاظ بذيئة، وقال نعتذر عن اللا إنسانية، فماذا فعلت أنت لسوريا والسوريين؟ قوم اعمل حاجة بدل ما بتشتم في خلق الله".
وتابعت بشكل منفعل: "دي قلة أدب، والدك يعرف إنك بتقول ألفاظ بذيئة كده؟ الإسلام والدين قالولك دي اللغة اللي تتكلم بيها؟ طيب اعتذر لبلدك وجيشك على الهبل اللي بتتهبله، وأنا مش هرد عليك بنفس الكلام، لأن تربيتي وديني وأخلاقي لا تسمح لي بالرد عليك!".
واعترفت بالقول: "إحنا إعلام منحط"، وقالت: "بتتفرج على برنامجي ليه، لو أنت راجل متدين ما تتفرجش على سيدات متبرجات، وأضافت انت بتهاجم الجيش، وانت بتعيش في حماه، الناس اللي بتموت في الجيش كل يوم جزمتها برقبتك"، على حد تعبيرها.