أبدت أوساط ثقافية وإعلامية في
مصر، والسعودية، اندهاشها الشديد من اختيار الصحفي "
حلمي النمنم" وزيرا للثقافة في حكومة شريف إسماعيل، التي أدت اليمين الدستورية أمام رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، السبت، ليصبح بذلك وزير الثقافة الثاني عشر، منذ ثورة 25 يناير، على مدار خمس سنوات فقط.
وسادت حالة من الغضب في أوساط الصحفيين والنشطاء السعوديين، بعد اختيار النمنم، وزيرا للثقافة.
وقال الكاتب الصحفي، جمال خاشجقي، إن حلمي النمنم وزير الثقافة الجديد، من أشد الكارهين للوهابية، كما أنه يحملها كل المصائب التي تحدث في البلاد.
وأضاف خاشقجي عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "للعلم؛ لمن يخطط لمناشط ثقافية متبادلة مع الأشقاء بمصر.. وزير الثقافة الجديد حلمي النمنم ليس بناقد للوهابية فقط.. إنه يمقتها، ويحملها كل مصائب بلده".
وتابع في تغريدة أخرى: "بصراحة، ووضوح.. بحكم العلاقة بين
السعودية ومصر، ولطبيعة النظام هناك.. حري بالأخيرة ألا تعين وزيرا أمعن في الإساءة للمملكة مثل حلمي النمنم".
وكان النمنم خصص جزءا من جهده الفكري لرصد ومحاربة ما زعم أنه "تغلغل "
الوهابية" في المجتمع المصري قائلا: "لم تهبط علينا الوهابية من السماء، ولا جاء بها وحي، لكنها نتاج عوامل وتفاعلات عدة فى مجتمعنا، جاءتنا في البداية وافدة أو غازية، ثم قام السلفيون منا، والمنبهرون بالثراء النفطي بالعمل على تمصيرها، وأوغلوا فيها، وحاولوا أن يصبغوا المجتمع بصبغتها، وما ظاهرة النقاب في المجتمع المصري، إلا من من تجليات الوهابية المصرية".
وأضاف: "في مصرنا الآن جماعات، ولنقل مؤسسات، تعمل في إطار شبه رسمي على نشر الوهابية بيننا، منها معاهد "إعداد الدعاة"، ورموز السلفية وقادة التشدد الديني من دعاة الفضائيات الدينية، الذين ينشرون الأفكار والتيارات المتشددة، التي لم يكن الأزهر يقرها مثل الوهابية، وغيرها"، وفق قوله.
وأضاف النمنم: "تسلل كثير من الأفكار الوهابية إلى عموم الناس في مصر، وانتشر الوهابيون في قلب المجتمع، لذا دخلت أفكارهم إلى المدارس، وإذا كان النقاب اختيارا فرديا خاصا فلا بأس، أما أن يصبح تيارا أو توجها عاما، تقف من خلفه مؤسسات وجمعيات وفضائيات، فالأمر هنا يختلف تماما".
واستطرد بأن مصادر نشر الوهابية في مصر كثيرة، وقد وصل الأمر إلى الجامعات، ويتبنى أفكارها بعض أساتذة الجامعات، لا فرق في ذلك بين جامعة الأزهر وجامعة القاهرة، فضلا عن الجامعات الإقليمية، ولنتذكر أن فتوى إرضاع الكبير صدرت عن أستاذ بجامعة الأزهر"، على حد زعمه.
صعود في ظل الانقلاب
ويذكر أن النمنم شق طريقه صاعدا، في ظل السلطات الجديدة، من كاتب صحفي في الصحف المصرية، كل بضاعته اتهام الإسلاميين والإخوان وحسن البنا وسيد قطب والوهابية، بكل نقيصة، إلى كونه مسؤولا عن إدارة النشر بالمجلس الأعلى للثقافة ثم رئيسا لتحرير مجلة "المحيط" بوزارة الثقافة، ثم نائبا لرئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وعقب تولي النبوي وزارة الثقافة في الحكومة السابقة، فقد تم اختيار النمنم رئيسا للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، ثم أضيف إلى مهامه منصب "قائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للكتاب".
ولنمنم إصدارات أبرزها: حسن البنا الذي لا يعرفه أحد، وسيد قطب وثورة يوليو، والأزهر: الشيخ والمشيخة، ووليمة للإرهاب الديني، وسيد قطب: سيرة التحولات، والحسبة وحرية التعبير، وطه حسين والصهيونية، وجذور الإرهاب، وأيام سليم الأول في مصر، ورسائل الشيخ علي يوسف، وصفية السادات، والتاريخ المجهول: المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين.
ويذكر أن حكومة شريف إسماعيل، أدت اليمين الدستورية للسيسي، صباح السبت، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة.
وشهدت الوزارة الجديدة دمج وزارة الصحة مع السكان، والتعليم الفني مع التربية والتعليم، والبحث العلمي مع التعليم العالي.
وضمت الحكومة الجديدة عددا من الوزراء الجدد، هم: حلمي النمنم لوزارة الثقافة، وطارق قابيل للتجارة والصناعة، ونبيلة مكرم عبد الشهيد للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وياسر القاضي للاتصالات، وسحر نصر للتعاون الدولي، وسعد الجيوشي للنقل، وعصام فايد للزراعة، وأشرف الشيحي للتعليم العالي والبحث العلمي، وجمال سرور للقوى العاملة، وطارق الملا للبترول، والهلالي الشربيني للتعليم والتعليم الفني، ومجدي العجاتي للشؤون القانونية ومجلس النواب، ومحمد العصار للإنتاج الحربي، وأحمد زكي بدر للتنمية المحلية، وهشام زعزوع للسياحة.. فيما بقيت بقية الحقائب الوزارية كما هي، ولم يمسسها تغيير.