أقر الرئيس
الإسرائيلي، رؤوفين
ريفلين، بأن مؤسسات الحكم والمجتمع في إسرائيل تبدي تساهلا إزاء الجرائم التي ينفذها
الإرهابيون اليهود ضد الفلسطينيين.
وخلال كلمته أمام مظاهرة نظمت في القدس المحتلة الليلة الماضية، قال ريفلين: "علينا أن نعترف بأن هناك تسامح إزاء الإرهابيين اليهود، وهذا سيكون مصدر خطر كبير على الدولة والمجتمع معا"، على حد قوله.
وتكتسب تصريحات ريفلين أهمية خاصة؛ لأنه يعدّ من رموز اليمين، ومن قادة حزب "
الليكود" الحاكم.
واتهم المتحدثون أمام المظاهرة رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو بأنه يتعمد عدم إصدار التعليمات لجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" لمواجهة بؤر الإرهاب اليهودي، لأنه يخشى غضب مؤيديه من اليمين.
وقال رئيس حزب العمل إسحاق هيرتزوغ أمام المظاهرة إنه "لا يعقل ألا يصدر رئيس الوزراء تعليماته بالقيام بكل الخطوات التي تضمن وقف مظاهر الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين"، محذرا من أن إسرائيل ستدفع "ثمنا غاليا في حال لم تنجح في تجفيف منابع الإرهاب اليهودي".
وحثت زهافا غلؤون، رئيسة حركة "ميريتس"، التي تحدثت أمام المظاهرة، نتنياهو على مواجهة ما أسمتها بـ"داعش اليهودية"، مشيرة إلى أن الإرهابيين اليهود يرتكبون أفعال "داعش" ذاتها.
من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية والقضاء السابقة، تسيفي ليفني، إن من يصف الإرهابيين اليهود بأنهم عبارة عن "مجموعة صغيرة يضلل نفسه ويضلل الجمهور، الحديث يدور عن قطاع عريض".
وفي مقابلة أجرتها معها إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء السبت، قالت ليفني إن الإرهاب اليهودي "ينعم ببيئة مناسبة وحاضنة اجتماعية في إسرائيل".
وأضافت: "هناك مجموعات دينية خلاصية تريد الهيمنة على الدولة، وتعمل على فرض يهودية جديدة، يهودية تحرق البشر وتطعنهم".
وفي السياق ذاته، قال المعلق العسكري يوآف ليمور إن الإرهاب اليهودي خرج عن إطار السيطرة بفعل تلكؤ القيادة السياسية في معالجته.
وفي مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" في عددها الصادر الأحد، قال ليمور: "لا أحد في إسرائيل معني بمواجهة المستوطنين، ودون صدور تعليمات صارمة لجهاز الشاباك للتعامل مع الإرهاب اليهودي تماما كما يتم التعامل مع الإرهاب الإسلامي، فأنه يمكن أن نستيقظ في أحد الأيام على فظائع لا يمكن تصورها".
من جانبه، شدد المعلق حامي شاليف على أن قيادات الحكومة والنخب اليمينية الصهيونية على الرغم من تنديها بجريمة إحراق عائلة دوابشة، إلا أنها لن توافق على أي تغيير سياسي وأمني يضمن عدم السماح بتكرار هذه الجريمة النكراء.
وأضاف شليف في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر السبت أن قادة الحكومة الإسرائيلية يرفضون الربط بين الإرهاب اليهودي وبين تعميق الاحتلال وتفشي الكراهية للعرب في صفوف الإسرائيليين، ناهيك عن استعداد الحكومة الحالية للتعايش مع مظاهر التعدي على القانون من قبل المستوطنين، إن كان الأمر يتعلق بتواصل الاستيطان.
وفيما يدلل على تجذر القناعة بخضوع حكومة نتنياهو للمستوطنين، قال الصحفي شالوم يروشالمي إن كل المؤشرات تدلل على أن ميزان القوى يميل لصالح المستوطنين، الذين بات بإمكانهم إملاء ما يريدون على الحكومة.
وفي مقال نشرته صحيفة "ميكورريشو"، الأحد، أوضح يروشالمي أن عجز الحكومة عن اخلاء مباني بناها المستوطنون دون إذن الحكومة -على الرغم من وجود قرار من المحكمة العليا بإخلائها وهدمها- يدلل على أن المستوطنين هم سادة الأرض.