يتيح
مهرجان "إل تشينما ريتروفاتو" (أي
السينما المستعادة) الذي يطلق فعالياته السبت في
بولونيا (وسط إيطاليا) لمحبي الأعمال السينمائية، مشاهدة أو إعادة مشاهدة أكثر من 400
فيلم خلال ثمانية أيام، من بينها عدة نسخ مرممة وأخرى تعرض للمرة الأولى.
فخلال حفل الافتتاح، سيعرض للمرة الأولى فيلم آكي كاوريسماكي (الأيدي القذرة) المقتبس من مسرحية جان بول سارتر التي تحمل الاسم عينه. وكان قد صور للتلفزيون سنة 1989.
وبعد تكريم تشارلي تشابلن، سيخصص المهرجان جزءا من فعالياته لعبقري آخر في مجال السينما الصامتة هو باستر كيتن مع
عرض عملين له في الثاني من تموز/ يوليو، هما الفيلم القصير "وان ويك" الذي أخرج سنة 1920 و"شيرلوك جونيور" الذي صور سنة 1924.
ويندرج هذان العرضان في سياق مشروع ترميم كل أعمال كيتون قيد الإجراء في مختبر "ليماجينه ريتروفاتا" في بولونيا.
وستجتمع الممثلة إيزابيلا روسيليني بالجمهور في الأول من تموز/ يوليو على هامش العرض المجاني في الهواء الطلق لفيلم "كازابلانكا" لمايكل كورتيز الذي فتح أبواب الشهرة العالمية لوالدته إنغريد بيرغمان.
وسيقدم فيلم "روكو وأشقاؤه" للوكينو فيسكونتي الذي عرضت نسخته المرممة خلال مهرجان "كان" السينمائي في الثالث من تموز/ يوليو.
وبمناسبة الذكرى المئوية الأولى لما سمي "إبادة الأرمن" المزعومة سنة 1915، يقدم المهرجان مجموعة نادرة من المشاهد للاجئين أرمن التقطت بين العامين 1919 و1923 ووجدت بالصدفة تقريبا تحت عنوان "أرمينيا مهد الإنسانية".
وينظم مهرجان "السينما المستعادة" كل سنة بمبادرة من هيئة ترميم
الأفلام في بولونيا "تشينيتيكا دي بولونيا" حيث يعمل حوالي 10 أشخاص على ترميم اللفائف الأصلية للأفلام التي تأتيهم من أنحاء العالم أجمع.
وصرح جانلوكا فارينيلي مدير هيئة المحفوظات هذه التي أطلقت مشروع "ليماجينه ريتروفاتا" لوكالة فرانس برس، بأن "ما يميزنا ليس أننا نستخدم تقنيات ريادية فحسب، بل إنها أيضا طريقة عملنا. فترميم الفيلم يتطلب تعمقا في التاريخ والتقنيات والأسباب التي أدت إلى تدهور نوعية الأعمال. فنحن نعتمد نهجا فريدا من نوعه ونكيف أساليبنا مع الحاجات".
وبعد الرقمنة، يخضع الفيلم لعملية ترميم طويلة على الكمبيوتر تنقسم إلى مراحل متعددة. وقال دافيديه بوتسي مدير مختبر "ليماجينه ريتروفاتا" إنها "بمثابة ملفات معلوماتية تكون وسخة، كما لو أنها كانت نسخا مصورة".
وأوضح أن "عملية التنظيف تستغرف آلاف الساعات".
وتأتي بعدها مرحلة ترميم الألوان والصور في الفيلم، تليها تلك التي تقضي بالحفاظ عليه على المدى الطويل. وقد تكلف العملية برمتها ما بين 60 ألفا و200 ألف يورو، بحسب وضع النسخة الأصلية.
وكشفت باولا فيراري التي تعمل في المختبر أنها تشعر بفرح كبير عندما ترى أحد الأفلام التي نظفتها على الشاشة. وختم دافيديه بوتسي قائلا: "نشعر بفخر كبير عندما نقدم للجمهور فيلما مرمما بطريقة جيدة ونسمح له بالاستمتاع به".