هاجمت صحيفة "لوريون لوجور" الطبقة السياسية في
لبنان ووجهت لها انتقادات لاذعة بسبب سوء تصرفها وتواصل الفراغ السياسي في ظل غياب
الرئيس، وتحدثت عن الوضع الإنساني والسياسي في لبنان في ظل الشلل البرلماني الذي تشهده البلاد منذ مدة.
ووجهت "لوريون لوجور" الناطقة بالفرنسية في تقرير أعده فادي نون، أصابع الاتهام إلى وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، وحملته مسؤولية التعذيب في السجون، منتقدة أيضا حزب الله وبقية الأطراف بسبب تعنتهم وتغليبهم لمصالحهم الشخصية، وسط تأزم كبير للوضع الأمني والاقتصادي.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي صدر السبت، وترجمته "
عربي21"، إن الركود السياسي والشلل التدريجي للمؤسسات ما فتئ يشد انتباه الجميع في الساحة السياسية إلى أن تم الكشف عن فضيحة التعذيب في سجن الرومية التي استرعت انتباه المجتمع المحلي والدولي، الذين اتهموا نهاد المشنوق بالتقاعس في أداء عمله.
وأضافت أن أولياء المعتقلين في طرابلس يشاركونهم هذا الرأي أيضا وعبروا عن ذلك من خلال احتجاجهم، يوم أمس، للمطالبة باستقالته.
وأكدت الصحيفة أن الرأي العام ينتظر بفارغ الصبر قرار اللجنة البرلمانية التي يترأسها ميشال موسى، والتي تعمل على كشف الحقائق في هذا الموضوع، ولكنها أوضحت تشكيكها في مدى فاعلية هذه اللجنة خاصة أنه لم يسبق لأية لجنة برلمانية أن توصلت إلى حقيقة ملموسة وأن رئيس هذه اللجنة ينتمي إلى فريق نبيه بري، الرجل ذو المواقف الضبابية والذي لا ولاء له.
كما أفادت أنه من سخرية القدر أن يتم الكشف عن تجاوزات سجن الرومية قبل أيام معدودة من اليوم العالمي لمناهضة التعذيب وأوضحت أنه لا يجوز لوزارة الداخلية الأمريكية أن تعاتب لبنان على هذه الحادثة وتغض النظر على ما حدث في سجن غوانتنامو.
وأكدت الصحيفة أنه ليس من الحكمة أن تتراخى الحكومة في محاربة الإرهاب، وخاصة السادية التي تم الكشف عنها في الشريط المصور مؤخرا.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من حاجة لبنان المستعجلة إلى الدولة، فإن السياسيين يصرون على إبقائها في حالة شلل تام من دون رئيس ولا برلمان ولا حتى حكومة، في ظل الأزمة الجديدة داخل الحكومة منذ ثلاثة أسابيع.
وأفادت أن تمام سلام يحاول تفادي وقوع أزمة بين حزب الله وميشال
عون حول اختيار قائد أعلى للجيش، حيث يضعانه على رأس قائمة مهام مجلس الوزراء، كما أكدت أن مصادر قريبة من تيار المستقبل، وكذبت وجود أي اتفاق بين سعد
الحريري وميشال عون حول شخص الجنرال شامل روكز خليفة لجان قهوجي.
ونقلت الصحيفة عن المصدر ذاته أن الجنرال يعلم أن هذه الخطوة غير صائبة، وأنه بناء على آخر لقاء بين الرجلين، فإن الحريري صرح، بصفة غير مباشرة، أنه لا يمكنه دعم ترشح شخص لا يعرفه مسبقا. ولكن الجنرال، بحسب المصدر ذاته، قد تلقى احتراز الحريري على أنه ليس رفضا قاطعا وأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق.
وأكدت الصحيفة أن موقف سعد الحريري من ترشيح قائد أعلى جديد للجيش واضح ومعروف، لن يقوم برفض أي ترشح يتم تقديمه ولكن قبل كل شيء يجب انتخاب رئيس جديد للدولة.
وقالت أن نبيل دو فريج، وزير الدولة، قد أكد أن تصريحات نبيل بري ومحمد فنيش متضاربة، فبينما يؤكد الأخير استحالة عقد مجلس وزاري قبل نهاية شهر رمضان، ينفتح بري لإمكانية عقد مجلس خلال الأسبوع القادم أو الذي يليه على أقصى تقدير.
كما نقلت الصحيفة تصريح دو فريج الذي أكد أن صلاحية دعوة الحكومة إلى الاجتماع تعود إلى رئيس المجلس وليس محمد فنيش، وأضاف أنه على تمام سلام دعوة الحكومة للاجتماع بكل مرونة وإقناع كل طرف بالالتزام بواجباته. وأفادت أيضا أن تيار المستقبل مستعد لحضور الاجتماع ومواصلة عمله بشكل عادي مؤكدة أن الهدف من تكوين حكومة هو إنقاذ المؤسسات وفرض الاستقرار وليس اتخاذ القرارات المصيرية.