تسبب مقال نشر بوكالة "فارس نيوز" في إعادة التوتر إلى العلاقات
المغربية/
الإيرانية، حيث استدعت الرباط القائم بأعمال السفارة الإيرانية، وأبلغته احتجاجاها الرسمي على المقال الذي اعتبر فيه المغرب أسيرا للسياسات الصهيونة".
واستدعت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالرباط، وذلك في غياب
السفير المتواجد حاليا خارج المملكة، وأبلغته احتجاج المملكة المغربية الشديد ورفضها المطلق لمضامين التقرير المغرض والمسيء لصورة المملكة المغربية.
ونشر الموقع الإخباري "فارس نيوز"، التابع للحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مقالا الخميس بعنوان " المغرب أسير السياسات
الصهيونية" قبل أن تقوم الوكالة بإزالته.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، في بلاغ الجمعة، إن الوزيرة المنتدبة بوعيدة أبلغت خلال هذا اللقاء، الدبلوماسي الإيراني "احتجاج المملكة المغربية الشديد ورفضها المطلق لمضامين المقال المذكور معتبرة إياها خطيرة وذات أبعاد غير مقبولة تنم عن نية مبيتة للإساءة المقصودة لبلادنا".
وأكدت الوزيرة ، بحسب البلاغ الذي حصلت "
عربي21" على نسخة منه، "استياء المملكة المغربية لهذا الأسلوب غير المسؤول الذي يقوض جهود البلدين الرامية إلى إعادة بناء الثقة، مشيرة إلى أنه بقدر تمسك المملكة بإقامة علاقات مع إيران على أسس قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بقدر ما ترفض أي استفزاز أو إساءة لصورتها وسمعتها".
وطالبت وزارة الخارجية المغربية، السلطات الإيرانية "بتقديم التوضيحات الضرورية واتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء هذا العمل المسيء للعلاقات بين البلدين".
هذا وقال وزير الاتصال المغربي، والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الخميس الماضي في ختام المجلس الحكومي، إن "الإساءة للمغرب مرفوضة ومدانة وغير مقبولة"، في معرض تعليقه على مقال نشر في وكالة أنباء فارس نيوز.
وقال الخلفي إن “المغرب بلد حر لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو مستقل، يمارس سيادته وفقا للمقتضيات الدستورية، جوابا منه على سؤال يتعلق بنشر وكالة فارس الإيرانية، مقالا بعنوان "المغرب أسير السياسات الصهيونية"، الخميس.
وأضاف أنه "ستتم دراسة الحالة المرتبطة بنشر المقال بهذا العنوان، ودراسة قضاياها المرتبطة بها، وسنعلن عن أي جديد يتعلق بها".
وكانت وكالة "فارس نيوز"، التي وصفتها الرباط بالـ "تابعة للحرس الثوري الإيراني"، أعدت تقريرا بعنوان "المغرب أسير السياسات الصهيونية"، انتقدت فيه توجهات السياسة الخارجية التي تنتهجها المغرب في عدة قضايا وملفات، قبل أن تقوم بحذفه بعد ذلك.
موقف فارس نيوز، جاء أسبوعا واحدا بعد استقبال العاهل المغربي، الجمعة الماضي، عددا من السفراء الأجانب الذين قدموا أوراق اعتمادهم كسفراء بالمغرب، بينهم سفير إيران محمد تقي مؤيد.
واتفقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة المغربية على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في شباط/ فبراير من هذا العام 2015.
وتم الاتفاق بعد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ووزير خارجية المملكة المغربية صلاح الدين مزوار، على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية.
يذكر أن الرباط قطعت علاقاتها مع طهران في عام 2009، ويعود السبب لاتهام المغرب للإيرانيين بالقيام بأنشطة لنشر التشيع في المغرب.