حذر معلقون
إسرائيليون من أن انطلاق الحكومة الجديدة في تل أبيب سيفضي إلى تراجع المكانة الدولية لإسرائيل بشكل غير مسبوق، وسيقلص من قدرتها على ممارسة "حقها في الدفاع عن نفسها"، ناهيك عن أن هذه الحكومة لن تكون قادرة على تحقيق أية إصلاحات اقتصادية أو اجتماعية.
وحذر كبير المعلقين في صحيفة "هآرتس"، آرييه شافيت، رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس من مغبة الرهان على أي تواصل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وقال شافيت: "حتى لو انضم عباس للحركة
الصهيونية، وقبل بشروط إسرائيل في المفاوضات، فإن الحكومة الجديدة في تل أبيب ستقول له: لا".
وفي مقال نشرته "هآرتس" في عددها الصادر الجمعة، قال شافيت إنه حتى لو قدم عباس "التسوية السياسية التي تحلم بها إسرائيل على طبق من فضة، فلن يقبلها
نتنياهو بسبب اعتماد مصير حكومته الجديدة على مجموعة من الكتل الدينية الهاذية والمجنونة".
وشدد شافيت، الذي يعد من أبرز المعلقين في إسرائيل، على أن وقوع إسرائيل تحت حكم هذه "الزمرة المتطرفة" سيقلص من قدرة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لأن المجتمع الدولي سيظل يتهم هذه الحكومة بأنها تبحث عن الحرب.
ووجه شافيت كلامه لوزير المالية موشيه كحلون، مشيرا إلى أن كل مخططاته لإحداث إصلاحات اقتصادية واجتماعية ستبوء بالفشل بسبب وقوع الحكومة تحت سيطرة المتدينين والمستوطنين.
وفي السياق، يتضح أن الثورة التي أعلن وزير التعليم الصهيوني الجديد نفتالي أنه سيدخلها على العملية التعليمية، ستجعل النشء اليهودي أكثر تطرفا من ناحية أيديلوجية وأكثر استعدادا لتشرب القيم التي تحث عليها المرجعيات الدينية.
وأوضح بنات، الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي"، الذي يمثل المستوطنين اليهود في الضفة الغربية أنه سيزيد من المساقات التعليمية التي تتناول التوراة والمصادر الدينية وتراث إسرائيل و"تاريخها القديم"، فضلاً عن تسليط الضوء على تاريخ أنبياء وملوك إسرائيل.
وخلال كلمة له أمام اجتماع للجنة التنفيذية لحزبه عقدت في مدينة "بئر السبع" الخميس الماضي، أوضح بنات أنه معني بشكل أساسي بأن يتشرب الطلاب الإسرائيليون قيم اليهودية، وجعلها مصدرًا للتوجيه في حياتهم.
وأشار بنات إلى أنه سيعمل على إلزام الحكومة بتخصيص موازنات تسمح بتوسيع تعليم اليهودية ليس فقط في مدارس إسرائيل، بل من خلال إنشاء مدارس يهودية في أرجاء العالم.
وأكد أنه سيعمل على تدشين معاهد دينية للبنات في جميع أرجاء إسرائيل، لتأهيل النساء في التيار الديني الإسرائيلي من أجل القيام بدور أكبر في قطاع التدريس.
وفي سياق متصل، كشف تحقيق صحافي النقاب عن أن قطاعات واسعة من الشباب اليهودي الذين يزور إسرائيل بهدف تعزيز علاقتهم بها، يصبحون أقل استعدادا لتشرب الأفكار الإسرائيلية، ويتحول بعضهم إلى قيادات فاعلة في حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل (BDS).
وبحسب تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" ونشرته في ملحقها نهاية الأسبوع الماضي، فقد تبين أن استثمار حكومة تل أبب والوكالة اليهودية ملايين الدولارات سنويًا في تمويل وتنظيم رحلات للشباب اليهودي لا يسهم في تقريب عدد كبير من هؤلاء الشباب لإسرائيل ولا يحولهم إلى مدافعين عنها.
وأكد أن الموقف السلبي الذي اتخذه جميع الشباب اليهودي تجاه إسرائيل بعد زيارتها؛ سببه أنهم فوجئوا بالمعاملة العنصرية وغير الإنسانية التي تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين.