خلال العام الوحيد الذي تولى فيه الرئيس محمد
مرسي حكم
مصر، انخفضت
أسعار معظم الخضروات والفاكهة حتى وصل سعر المانجا إلى ثلاثة جنيهات للكيلو.
وبدلا من أن يقابل هذا التحسن الاقتصادي -وقتئذ- بترحيب الإعلام المصري المعارض للإخوان، أصبح مثارا لسخرية الإعلاميين، الذين تبعهم في ذلك كثير من المصريين، وقللوا من أهمية الأمر.
وبعد عامين تقريبا من الانقلاب الذي أطاح بالرئيس مرسي، يبدو أن الانقلاب أطاح أيضا بالأسعار الرخيصة، حيث ارتفعت أسعار الخضروات والفاكهة بشكل جنوني خلال الأيام الأخيرة، وبنسب تراوحت بين 50% و 100%، لتضيف هما جديدا على كاهل المصريين المثقل بما يكفي من أشكال المعاناة.
وسجلت أسعار الخضروات خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا كبيرا، حيث بلغ سعر كيلو البامية 40 جنيه (أكثر من 5 دولارات تقريبا)، والطماطم 10 جنيهات (دولار ونصف تقريبا) وبلغ سعر الفاصوليا 18جنيها (2.5 دولار)، ولم يتوقف الأمر عند البامية والطماطم، بل امتد إلى أسعار كثير من الخضروات مثل الخيار والفلفل والفاصوليا والجزر وغيرها.
تبريرات متضاربة
وأدى هذا الغلاء الكبير إلى ارتباك حكومي، فتضاربت تبريرات المسؤولين لهذه الموجة من ارتفاع الأسعار؛ حيث قال عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية إن تراجع الإنتاج بسبب الموجة الحارة التي تسود البلاد هو الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، بينما أكد وزير الزراعة، صلاح هلال، أن الأمر مؤقت، مرجعا ذلك إلى نقص المعروض بسبب الانتقال بين موسمين زراعيين.
أما وزير التموين، خالد حنفي، فأعلن عن اتخاذ الحكومة إجراءات عاجلة عبر زيادة المعروض في المجمعات الاستهلاكية التابعة للحكومة، وتسيير شاحنات في الميادين العامة لبيع الخضروات بأسعار مخفضة.
واشتكى مصريون التقتهم "
عربي21" من أن هذه التصريحات ليست واقعية؛ حيث تتواجد المجمعات الحكومية في أماكن محدودة للغاية، ولا تغطي كل المدن والقرى المصرية، كما أن فارق السعر بينها وبين الأسواق العادية ليس كبيرا بالقدر الكافي لإحداث توازن في الأسعار.
وعبر كثيرون عن سخطهم جراء الغلاء الفاحش الذي يفوق قدراتهم الشرائية، في ظل التصريحات الحكومية المتكررة عن تكثيف الرقابة على الأسواق، وتوافر الخضراوات والفاكهة في الأسواق بأسعار تناسب المواطنين.
وتذكر كثيرون وعود
السيسي بتوفير عربات للشباب لبيع
الخضار في المدن والقرى، وقالوا إنه لم يفِ بأي وعد قطعه على نفسه بما فيها هذا المشروع البسيط.
"مش هاتموتوا لو مكلتوش بامية"
وكانت أغرب التصريحات حول الأزمة، تلك التي أدلى بها اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، حيث قال إن المصريين لن يموتوا إذا لم يأكلوا البامية أو الطماطم، وطالب المواطنين بأن يبحثوا عن البدائل الغذائية الأرخص.
وفي تناقض مع تصريحات وزير الزراعة، نفى يعقوب قدرة الحكومة على توفير الخضروات والفاكهة في المجمعات الاستهلاكية بأسعار مخفضة، مطالبا المواطنين بمقاطعة التجار الجشعين.
وبدلا من تقديم يد العون للمصريين الذين يعاني أغلبهم من الفقر والعوز، انتقد اللواء يعقوب سلوك المصريين، واتهمهم بالإسراف وشراء كميات من الخضروات أكثر من احتياجاتهم الحقيقية، بعكس ما يفعله المواطنون في الغرب.
وطالب رئيس جهاز حماية المستهلك المواطنين بشراء الصلصة بدلا من الطماطم، وأكل البطاطس الأرخص بدلا من البامية، والانتظار حتى تنخفض الأسعار من تلقاء نفسها.
مقارنة مع عهد مرسي
وتناول الإعلام الموالي للسيسي ارتفاع أسعار الخضروات بتحذيرات من خطورة الأمر على الاستقرار في البلاد، إذ قال توفيق عكاشة مالك قناة "الفراعين" إن الأسعار بقت طين على حد تعبيره، مؤكدا أن المشكلة الرئيسية في مصر هي مشكلة كفاءات.
أما الإعلامي جابر القرموطي، فسخر من الارتفاع الجنوني لأسعار الخضروات على طريقته الخاصة؛ حيث أحضر أنواعا مختلفة من الخضروات خلال برنامجه، وقال إن الخضروات تحولت إلى مقتنيات غالية الثمن وخاصة البامية.
واقترح القرموطي أن يتم استبدال شبكة العرائس في مصر بحبات من البامية، ليثبت العريس أنه رجل ثري، وطالب بأن تتحول البامية إلى مادة للتهادي بدلا من علب الشيكولاتة.
وندد القرموطي بغياب الرقابة الحكومية على الأسواق، وبغياب الانتقاد الإعلامي للحكومة، وعقد مقارنة بين انتقاد الإعلام للحكومة في عهد الإخوان وبعد، قائلا: أيام هشام قنديل لما كانت الأسعار بتغلى كنا بنسلخ الحكومة".