كشفت احتجاجات
الإسرائيليين من أصول إثيوبية الأخيرة في تل أبيب الوجه العنصري لإسرائيل، والتعامل المهين مع المتظاهرين السود إثر اعتداء عناصر من الشرطة الإسرائيلية على مجند من أصول إثيوبية.
وكانت المواجهات بدأت عندما نظم يهود إثيوبيون مظاهرة في وسط مدينة تل أبيب احتجاجا على ما أسموه "
العنصرية ضدهم".
وانهال عناصر الشرطة بالضرب على المجند في مدينة القدس المحتلة الخميس الماضي، قبل تنظيم مظاهرة مساء الأحد في تل أبيب.
أما رواية التلفزيون الإسرائيلي فتقول إن المجند رفض الامتثال لأمر بالتوقف في شارع أغلقته الشرطة بسبب تعاملها مع جسم مشبوه، وهو ما يوجب عدم مرور الأشخاص أو السيارات في الشارع.
واستنادا إلى الفيديو المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن "أحد أفراد الشرطة يطلب من الجندي بيكادا الذي كان يرتدي زيه العسكري، الابتعاد، ولكن أمام إصراره على البقاء فإنه يقوم بانتشاله عن مركبته الهوائية، ويتعاركان بالأيدي قبل أن يلقيه أرضا، وينضم إليه شرطي آخر وينهالان عليه ضربا بالأيدي".
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الصادرة الاثنين، وافقت على أن أساس الاحتجاج مبرر وأنه لا ينبغي لأي فئة اجتماعية أن تتعرض للتمييز ضدها من جانب سلطات الدولة.
وعن عنصرية المجتمع الإسرائيلي تجاه يهود إثيوبيا، فقد قالت الصحيفة في افتتاحيتها الاثنين، إن هذه العنصرية تعكس إحساسا بانعدام الأمل في التغيير، ولا سيما في أوساط أبناء الجيل الإثيوبي الشاب الذين ولدوا وتربوا في إسرائيل ويشعرون بأن المجتمع غير مستعد لقبولهم.
وقالت إن على الحكومة أن تعالج هذا التمييز ضدهم في مجالات معيشية عديدة.
أما "يديعوت"، فكانت أكثر صراحة في افتتاحيتها، حيث قالت إن المجتمع الإسرائيلي مصاب بالعنصرية، وإنها لا تبدأ بأولئك القادمين من إثيوبيا ولا تنتهي عندهم.
وفي المقال الذي كتبه ناحوم برنياع، الاثنين، أكد أن في إسرائيل أشكالا عديدة من ضحايا العنصرية: العمال الأجانب، ويهود إثيوبيا، ويهود اليمن، والعرب في إسرائيل. وهناك نوع آخر من العنصرية، بحسب الجنس والقومية.
وتتعدى العنصرية في إسرائيل بحسب الصحيفة المجتمع الإسرائيلي، لتصل إلى السياسيين في إسرائيل، وفي مواسم الانتخابات خصوصا، كما فعل نتنياهو في 2012.
أما "معاريف" فتقول إن الأمر ليس بجديد في إسرائيل، ففي العام 1994 كشف تقرير عن أن يهود إثيوبيا لم يكن يسمح لهم بالتبرع بالدم في إسرائيل، وإن تبرعوا فإن العبوات كانت تلقى في القمامة سرا.
وفي 2012 رفض تكتل سكاني في مستوطنة كريات ملاخي استقبال يهود إثيوبيا بحجة أنهم "نتنون"، رفع خلالها يهود إثيوبيا شعار "جلدي أسود وقلبي أبيض، أما أنتم فجلدكم أبيض وقلوبكم سوداء".
وفي مقال لبن كاسبيت، الاثنين، قال الكاتب إن نتنياهو أمر في 2012 بتحسين ظروف الإثيوبيين، لسبب واحد، أنه يعد نفسه للانتخابات المقبلة، فصنع احتفالا مفبركا، وجلس مع شخصيات من إثيوبيا، من أجل أن يعلن عدد من نشطاء الليكود الإثيوبيين عن ولائهم له وثقتهم بوعوده وليشكروه على كل ما قام به من أجلهم.
واستدرك كاسبيت قائلا: "العنصرية الشديدة تجاه يهود إثيوبيا ليست ذنب نتنياهو، هو مسؤول عن عدم عمل شيء لهم طوال الست سنوات الأخيرة ليس أكثر، إن المسؤول عن الظاهرة الرهيبة التي يضطر أبناء هذه الطائفة أن يمروا بها يوميا هم: نحن كلنا".
وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أن يهود إثيوبيا يبلغ عددهم 125 ألفا و500 شخص، منهم نحو 5400 يخدمون في الجيش الإسرائيلي، كما أن نحو 82 ألف إثيوبي في إسرائيل ولدوا خارجها، بحسب موقع "إثيوبيان ناشونال بروجكت" الإسرائيلي والخاص بالطائفة الإثيوبية في إسرائيل.