تزايدت في
مصر منذ انقلاب بوليو 2013 حالات التطاول على المظاهر الدينية، حتى أصبح الإساءة للإسلام ورموزه بضاعة رائجة.
وفي أحدث هذه الوقائع قامت لجنة من وزارة التربية والتعليم بحرق عشرات الكتب الإسلامية في فناء إحدى المدراس، بزعم أنها تحض على العنف والتطرف وتخرب عقول الطلاب.
يأتي هذا في وقت تمتلئ فيه وسائل الإعلام المصرية بمئات البرامج التلفزيونية والأعمال الدرامية والمقالات، التي تهاجم ثوابت الإسلام وشعائره وتراثه في إطار الحرب على الإرهاب التي يروج لها النظام.
كتب إخوانية وقطرية!
وقالت بثينة كشك، وكيل وزارة التعليم بالجيزة، إن لجنة "إعدام الكتب في المدارس" قامت الأسبوع الماضي بحرق أكثر من 80 كتابا، ممنوع تداولها في مصر داخل مدرسة "فضل" الخاصة بمحافظة الجيزة.
وأوضحت كشك في تصريحات صحفية أن من بين هذه الكتب التي تم اكتشافها في مكتبة المدرسة ، كتب لسيد قطب وغيره من مفكري الإخوان، بجانب مجموعة كتب من قطر، مضيفة أن هذه المدرسة تابعة للإخوان وتستخدمها الجماعة لحسابها الخاص، وتم التحفظ عليها.
وبمراجعة الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي للكتب قبل حرقها، تبين أنها كتب تتحدث عن السيرة النبوية والحضارة الإسلامية ومكانة المرأة في الإسلام، وغيرها من الموضوعات البعيدة تماما عن العنف أو التطرف.
وأشارت بثينة كشك إلى أن الحكومة تحفظت على المدارس التابعة للإخوان على مستوى الجمهورية ماليا وإداريا العام الماضي؛ سعيا إلى تريبة التلاميذ فيها تربية سليمة، بعد أن تبين أنه لا يرفع فيها علم مصر ولا يردد الطلاب النشيد الوطني.
وتأكدت "عربي21" من كذب هذه التصريحات بعد أن زارت مدارس "فضل" لعدة أيام متواصلة، وتأكدت من رفع العلم وترديد الطلاب للنشيد الوطني في الطابور الصباحي يوميا وبشكل منتظم، بل إن نفس المدرسة أقامت في نهاية شهر مارس الماضي احتفالا بعيد الأم تحول إلى مظاهرة تأييد للجيش وللحكومة، وتم إجبار الطلاب والمدرسين على رفع علم مصر وارتداء ملابس بألوان العلم.
عصر الحرق
واستفزت واقعة حرق
الكتب الدينية في المدرسة مشاعر الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل "يا عالم يا ولاد ...... إحنا المفروض في بلد إسلامية والدستور بتاعها بيقول كده، هل تجرؤ يا متخلف منك له أن تحرقوا كتب تخص ديانات أخرى؟".
وكتب "خالد فريد سلام" قائلا: " مندوب وزارة التعليم جمع الكتب وحرقها في تكرار للمشهد السينمائي، باحراق كتب ابن رشد، تعبيرا عن الفكر الظلامي للمتطرفين".
وقال عبد الله رمضان "إحراق الكتب في القرن الحادي والعشرين على يد البغال، محارق الكتب بعد محارق البشر، مرحبا بكم في عصر الحرق".
وعلقت صفحة "اعلاميون كاذبون" بقولها: "حد يفهمنا الكلاب دول عاوزين يوصلونا لحد فين؟ احرق الكتب علشان تنشر الجهل والغباء اكتر، ونزل للطلبة مكانها كتب إلهام شاهين!".
مليونية لخلع الحجاب
ولم يكن حرق الكتب الدينية هو الحادثة الوحيدة المعادية للإسلام في مصر خلال الأيام السابقة، حيث أطلق أحد الصحفيين دعوة لتنظيم مليونية في ميدان التحرير في مطلع شهر مايو المقبل لخلع الحجاب!.
وأثارت الدعوة التي أطلقها الصحفي شريف الشوباشي، المعروف بتوجهه العلماني، غضب الكثيرين الذين اعتبروها تطرفا فكريا من نوع آخر، يقابل التشدد الذي يدعو له بعض الإسلاميين.
وطالب الشوباشي السلطات بمنحه تصريحا بتنظيم المظاهرة التزاما بأحكام قانون التظاهر، كما طالب وزارة الداخلية بتوفير الحماية اللازمة للمشاركات في هذه التظاهرة.
وأوضح الشوباشي - عبر صفحته على "فيس بوك" - أن الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها الإخوان المسلمون هي التي تقف وراء الدعوة لارتداء الحجاب سعيا لتكوين دولة الخلافة، مشيرا إلى إن المظاهرة التي يدعو إليها هي استلهام لما فعلته هدى شعراوي عام 1923 حينما خلعت الحجاب كبداية لتكوين الهوية الحقيقية للمواطن المصري، وجسد موقفها هذا الفنان محمود مختار في تمثال "نهضة مصر".
وأوضح أن الحجاب اختفى من مصر لمدة 50 سنة بعد هذه الواقعة، ثم ظهر مجددا في حقبة السبعينيات عقب هزيمة 1967، بعد أن انتشرت مفاهيم في المجتمع المصري تقول إن النكسة كان سببها البعد عن تعاليم الإسلام.
وكشف الشوباشي عن أنه يسعى لتجميع مجموعة من السيدات بميدان التحرير في موعد محدد، ليقمن بخلع الحجاب بحريتهن الكاملة أمام وسائل الإعلام وفي حماية الشرطة، وينصرفن بعدها مباشرة دون رفع أي شعارات.