نشرت صحيفة "كوريي إنترناسيونال" الفرنسية تقريرا حول إعلان الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي عن إنشاء
عاصمة إدارية جديدة في مصر، بتكلفة 43 مليار يورو، وسلطت الصحيفة الضوء على ردود الفعل المختلفة حول هذا الإعلان، بين وسائل الإعلام المصرية التي هللت للإعلان والأصوات المعارضة التي وصفت السيسي بـ"تاجر الأوهام".
ونقل التقرير عن الصحفي المصري وائل قنديل قوله: "السيسي يبيعنا بلدا من الماكيت، إنه يتاجر في الأوهام وهو يعلم ذلك جيدا، ولكنه يفضل الهروب من الحقيقة الموجعة والاختباء وراء المجسمات والخرائط. ربما يكون سبب هذا السلوك هو معاناته من الخجل والعار الذي لحقه بسبب حمام الدم والسلوك الوحشي الذي اتبعه للوصول للسلطة. لذلك يريد اليوم محو الماضي وكتابة تاريخ جديد يبدأ معه هو، من خلال افتتاح عاصمة جديدة ربما قد يجعلها تحمل اسم مدينة السيسي أو السيسي سيتي".
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن قنديل الذي لطالما دافع عن الثورة في مصر، سخر من المؤتمر العالمي في شرم الشيخ، الذي أُعلن فيه عن المشروع، وقال إن المشهد يشبه لقطة من مسلسل فاشل بطله رئيس من الورق، فهذا المنتدى الذي يفترض أنه جمع مستثمرين من كل أنحاء العالم في مدينة شرم الشيخ، تحول إلى ما يشبه حفل افتتاح دورة رياضية في عصر الرئيس السابق حسني مبارك، ثم تكفلت وسائل الإعلام المحلية بتحويل المشهد إلى عناوين رئيسة حول المستقبل المشرق لمصر.
وأضاف التقرير أنه في انتظار أن يدلي خبراء اقتصاديون جديون برأيهم في هذا المشروع الضخم الذي يتوقع أن يكون موقعه بين
القاهرة والسويس، رغم أن الجميع يعلم أن خزينة الدولة فارغة، فإن هذا المشروع يعيد للأذهان ذلك الإعلان الشهير عن اختراع جهاز يكتشف ويعالج عن بعد مرض الإيدز والالتهاب الكبدي وعدة أمراض أخرى، وينتمي مخترعه أيضا للجيش المصري وهو اللواء إبراهيم عبد العاطي. ويذكرنا هذا المشروع أيضا، بحسب الصحيفة الفرنسية، بكل تلك المشروعات السكنية التي يتم الإعلان عنها كل يوم، وينتهي الأمر بانتحار الأشخاص الذين وضعوا أموالهم على الأموال واكتشفوا أنهم اشتروا السراب.