عزّزت مخاوف
الإسرائيليين الأمنية شعبية رئيس الوزراء، بنيامين
نتنياهو، خلال الشهر الماضي، ما ساعده على تفادي انتقادات وجّهت له بسبب خلافه المتنامي مع البيت الأبيض، بينما يسعى للفوز بالانتخابات المقبلة، والبقاء على رأس الحكومة لفترة رابعة.
ومع تصدّر التوتر على الحدود مع لبنان والمخاوف من البرنامج النووي الإيراني اهتمام الناخب الإسرائيلي، ساهمت سمعة رئيس الوزراء المتشدد فيما يتعلق بقضايا الأمن في رفع نسبة التأييد التي يتمتع بها بين الناخبين، من 46 في المئة في كانون الثاني/ يناير الجاري إلى 51 في المئة.
وتوقع استطلاع الآراء الشهري الذي أجري الأحد الماضي، ونشر في صحيفة "هآرتس" اليسارية، أن يفوز حزب
الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، بما يصل إلى 25 مقعدا من مقاعد البرلمان (الكنيست)، وعددها 120 مقعدا في الانتخابات التي تجري في 17 آذار/ مارس المقبل.
وتظهر الأرقام الجديدة أن نتنياهو ماض في طريقه إلى تشكيل حكومة ائتلافية، تضم أحزاب اليمين وكتلا يهودية متشددة من أقصى اليمين، وأنه سيبقى في السلطة لفترة رابعة، تعزز موقفه رئيسا للوزراء قضى في الحكم حتى الآن فترة أطول من غيره منذ دافيد بن غوريون.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تأتي لصالح نتنياهو الآن، فقد أساءت التقدير من قبل. ففي انتخابات عام 2013 لم تتوقع مجيء حزب "يش عتيد" في المركز الثاني، وكان في ذلك الحين حزبا جديدا من تيار الوسط، ركز في حملته الانتخابية على قضايا الاقتصاد.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، جدعون راحات: "يبدو أن نتنياهو لديه أفضل الفرص".
وستمثل نتائج الاستطلاع مفاجئة للبعض "فنتنياهو يتفادى انتقادات في الداخل والخارج بسبب قراره قبول دعوة من الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأمريكي، جون بينر، ليلقي كلمة أمام الكونغرس بشأن برنامج إيران النووي قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية"، وفق راحات.
وعدّ كثيرون زيارة نتنياهو التي أعلنت دون التشاور أولا مع البيت الأبيض بمثابة إهانة للرئيس الأمريكي الديمقراطي، باراك أوباما، الذي اتسمت العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتوتر.
لكن استطلاعات الرأي تظهر أن الإسرائيليين يرون بأن نتنياهو هو الأكثر صرامة، حين يتعلق الأمر بسلامتهم، وهو يروّج لهذه الرسالة.
وفي إعلان تلفزيوني للدعاية لليكود، يظهر نتنياهو وهو يدق باب أسرة إسرائيلية تستعد للخروج في المساء، ويقول لها: "هل طلبتم جليسة أطفال؟ ها قد جاءكم جليس الأطفال بيبي"، مستخدما الاسم المختصر الذي يشار إليه.
وفي الأسبوع الماضي، قدّمت استطلاعات رأي أخرى أرقاما قريبة من الأرقام التي نشرتها "هآرتس" يوم الأحد. ولا يزال من الممكن أن يفوز الاتحاد بمقاعد أكثر من الليكود، حين تجرى الانتخابات. لكن الحسابات تشير إلى أن الليكود سيحرص على تشكيل حكومة ائتلافية فاعلة، وأن نتنياهو هو الأوفر حظا.
وحوّلت الصحف الإسرائيلية تركيزها مؤخرا من القضايا الأمنية إلى زوج نتنياهو (سارة) في قضية الزجاجات، التي باعتها بعد شرائها بأموال الدولة.
ورغم حساسية هذه القضية بالنسبة لنتنياهو، فإنها ساعدت على تحويل الانتباه بعيدا عن قضايا منها ارتفاع تكاليف المعيشة، وأسعار المنازل، وهي قضايا يركز عليها الاتحاد في حملته الانتخابية.
لكن نتنياهو قد يواجه رغم ذلك مشكلة أكثر صعوبة عما قريب، فمراقبو نفقات الدولة يستعدون لإصدار تقرير في 17 شباط/ فبراير الجاري بشأن عمليات إنفاق باذخة في مقار إقامة نتنياهو.
وسيكشف التحقيق تفاصيل الإنفاق في ثلاثة مقار لرئيس الوزراء على بنود منها الطعام والأثاث والملبس، والإقامة، ليقرر المراقبون ما إذا كان المال العام قد أسيء استخدامه.