شدد الدكتور إسماعيل
رضوان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، ووزير الأوقاف السابق بغزة، على وجوب قيام
حكومة التوافق الفلسطينية بواجباتها ومسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وإلا "فعليها أن تغادر".
وقال رضوان في تصريح خاص لـ"عربي21": "إن الحكومة حسب اتفاق القاهرة مدتها ستة شهور، إذا لم تستطع القيام بمهماتها ومسؤولياتها عليها أن تغادر"، مطالبا "بتشكيل حكومة وحدة وطنية، فصائلية تقوم بواجباتها تجاه شعبنا الفلسطيني"، في حال فشل حكومة التوافق.
وأضاف "لا يمكن الانتظار طويلا والتفرج على مأساة 50 ألف موظف، منذ أكثر من ثمانية شهور لا يتقاضون رواتبهم".
واستهجن القيادي في حماس، تصريح عباس الأخير، الذي أكد من خلاله أنه "لا يستطيع أن يدفع رواتب الموظفين"، مطالبا "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن لا يفرق بين الموظفين".
وقال: "لا يمكن تقسيم الموظفين صنفين؛ شرعي وغير شرعي".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية صرح في مقابلة سابقة له على قناة "cbc"، المصرية أنه لا يستطيع "حاليا دفع رواتب الموظفين، لأنها حتى الآن لم تقر من الناحية القانونية والنظامية، وحتى وإن أقرت فلن أدفعها، لأنه ليس لدي أموال، وحتى لو عندي الأموال ولم تقر شرعيا لن أدفعها أيضا" بحسب قوله.
وكانت نقابة الموظفين بغزة قد دعت للإضراب وتوقفت الهيئات والوزارات الحكومية المختلفة عن العمل احتجاجا على عدم دفع رواتب الموظفين منذ عدة أشهر، وحملت الرئاسة وحكومة التوافق الوطني مسؤولية استمرار الأزمة.
وتسبب عدم التزام حكومة التوافق بدفع رواتب موظفي قطاع
غزة بزيادة كبيرة في معاناة أهل غزة المحاصرين منذ قرابة سبع سنوات من قبل الاحتلال، والمعتقلين داخل قطاع غزة بعد إغلاق جميع المعابر الحدودية؛ المصرية والإسرائيلية.
واعتبرت النقابة في بيان لها أن أي "حكومة تتنكر لشرعية موظفينا المدنيين والعسكريين ولحقوقهم العادلة، فهي غير شرعية".
ودعا رضوان "حكومة التوافق الوطني لضرورة الالتزام بواجباتها تجاه قطاع غزة، وخاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار، وحل مشكلة الموظفين"، معربا عن استغرابه من "عدم قيام حكومة التوافق بواجباتها حتى اللحظة".
ونفى القيادي "وجود إحساس حقيقي من الشعب الفلسطيني بتحقيق مصالحة حتى اللحظة"، التي لم نشهد منها "إلا مرسوما شفهيا بتشكيل حكومة التوافق".
وحول إعاقة الاحتلال الإسرائيلي دخول مواد الإعمار حتى الآن اتهم رضوان الاحتلال "بخرق التهدئة والتهرب من استحقاقاتها التي توجب رفع الحصار وفتح المعابر، وإدخال مواد الإعمار"، مطالبا مصر "بالضغط على الاحتلال من أجل إلزامه بتفاهمات التهدئة".
وانتقد القيادي في "حماس"، ما أسماه " تلكؤ المجتمع الدولي في إعادة إعمار قطاع غزة"، مؤكدا أن هذا "سيعيد المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار"، محملا الاحتلال الإسرائيلي "كامل المسؤولية عن أي تداعيات تحصل في المنطقة".
وأضاف "إعادة الإعمار لا بد أن يكون بشكل عاجل، وعدم التلكؤ فيه وعلى حكومة التوافق أن تقوم بواجباتها".
إلى ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي وضع العراقيل التي تهدف للتأثير على عملية إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الأخير الذي تسبب بدمار كبير في كافة مناحي الحياة، واتفق الفلسطينيون والإسرائيليون بوساطة مصرية على وقف إطلاق النار والبدء في إعادة الإعمار وإدخال مواد البناء وهذا ما لم يلتزم به الاحتلال.