شهادات خبراء تؤكد أن الاحتلال استخدام أسلحة غير تقليدية
الصحة تحتاج لمزيد من الاهتمام والدعم من المؤسسات الدولية
قال الدكتور يوسف أبوالريش وكيل وزارة الصحة بغزة ان القطاع الصحي في غزة كان " الابرز تأثرا جراء الحصار والحروب الإسرائيلية المتتالية على القطاع"، مؤكدا أنه لم " يبقى جزء من منظومة العمل الصحي إلا وتأثر".
وأفاد في حواره الخاص مع "عربي21"، أن "البنية التحية لوزارة الصحة تأثرت تأثرا مباشرا وأن العديد من المنشآت الصحية بقيت حتى اللحظة معطلة، وعملية الموائمة بين زيادة القدرة السريرية والزيادة السكانية بقيت معطلة، والتجهيزات الطبية والقدرة على موائمة المتطلبات ظلت متأخرة".
وأضاف: "العديد من الاجهزة التي تعطلت لم تستطع وزارة الصحة اصلاحها بسبب منع دخول قطع الغيار، والكثير من المراكز الصحية لم نستطع إكمالها، بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي"، موضحا أن كثيرا من الأطباء لم يتمكنوا من استكمال دراستهم العليا وتطوير قدراتهم، من خلال عزلهم عن المحيط العربي والإقليمي والعالمي".
حالة معاناة دائمة
وحول انعكاس نقص الأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية ونقص الوقود واضراب عمال النظافة وعدم دفع رواتب الموظفين على توفير الخدمات الطبية المختلفة بيّن أبوالريش أن هدف الاحتلال هو "إبقاء القطاع الصحي في حالة معاناة دائمة، وبالتالي منع صاحب القرار من وضع خطة لتنمية القطاع الصحي، ويبقى موضوع الازمات هو الحاضر دائما"،
وأوضح أن جزءا من الأزمات المتكررة هي من الأمور سابقة الذكر من أجل "منع وصول الخدمات للمواطنين وابقائهم في حالة معاناة دائمة".
وكشف أن وزارته "تعاني من نقص أدوية الطوارئ كما في العدوان الأخير وكذلك نقص أدوية مرضى الأورام، والأمراض المزمنة"، والعديد من الأصناف، مضيفا أن جميع " العمليات المجدولة وغير الطارئة تم توقيفها بالكمال".
موازنات كبيرة
وأوضح وكيل وزارة الصحة أن الجديد في زيارة وزير الصحة الدكتور جواد عواد لقطاع غزة "هو التواصل بحد ذاته"، مضيفا " نأمل أن تطوي هذه الزيارة صفحة مضت من عدم القيام بالمهام والمسؤوليات".
وشدد على أن "القطاع الصحي يجب أن يجنب أي تجاذبات أو خلافات لان العديد من الملفات تحتاج الى معالجة"، موضحا أن "الواقع أليم؛ ملف الوقود به مشكلة، ملف شركات التغذية والنظافة به مشكلة.. المصاريف التشغيلية والاجهزة المعطلة، نتحدث عن العديد من المشاكل التي آن الأوان لكي نقفز عنها".
وبين أبوالريش أن هناك تعاونا وتنسيقا بين وزارته المؤسسات الدولية بقوله "هناك دور تنسيقي وتكاملي مع منظمة الصحة العالمية"، مطالبا تلك المنظمات بالعمل على "دعم القطاع الصحي لأنه بحاجة الى موازنات كبيرة".
وقال: "نحن نحتاج الى مزيد من الاهتمام والدعم".
إعمار المؤسسات الصحية
وعن إعادة إعمار وترميم وبناء المنظومة الصحية التي تسبب الاحتلال بتدميرها أفاد:" أن الحصار ترك فجوة كبيرة في نمو العمل الصحي، وهناك اضرار تسبب بها العدوان من تدمير منشآت ومباني الوزارة، وذلك هناك حاجة لتنمية العمل الصحي".
وأوضح ان "خسائر المنشآت الصحية الحكومية تقدر بـ 16 مليون دولار تقريبا".
وكشف أبوالريش في حديثه أن بعض الأطباء الخبراء في طبيعة الجروح ومن خلال مشاهداتهم في الحرب أفادوا بوجود "جروح غير اعتيادية الأمر الذي ينبئ عن استخدام أسلحة غير تقليدية"، مبينا أن الاحتلال "استخدم سلاح الدايم بكثرة ضد المواطنين في قطاع غزة".
وختم حديثة بمشهد إصابة طفل فلسطيني خلال العدوان الأخير والتي حملت في صورتها فظاعة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
وتساءل على لسان الطفل: " ما الذي حدث، لماذا تم استهدافي؟".