كشفت الإذاعة العبرية النقاب عن خطة وضعها التيار الديني الصهيوني للوصول إلى رأس السلطة في
إسرائيل.
ونوهت الإذاعة في تقرير لها إلى أن الخطة يعكف على تنفيذها وزير الاقتصاد نفتالي بنات، زعيم حزب "البيت اليهودي"، الذي يمثل المستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس، وهو الحزب الذي تتوقع استطلاعات الرأي العام التي تجرى حالياً في "إسرائيل" أن يحقق إنجازا كبيراً في الانتخابات بحيث يحل في المرتبة الثانية بعد حزب "الليكود" الحاكم.
وأشارت الإذاعة إلى أن بنات، الذي عبر عن أكثر المواقف تطرفاً خلال الحرب على غزة، يبدي استعداداً للتعاون مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات القادمة، مقابل منح حزبه حقائب سيادية وخدماتية مؤثرة تمكنه من إعداد كوادره بشكل يسمح للحزب بالتنافس على زعامة الكيان.
ونوهت الإذاعة إلى أن نتنياهو الذي يعي أنه لن يتمكن من مواصلة البقاء في رئاسة الحكومة أكثر من ولاية واحدة قادمة في أحسن الأحوال بسبب تمرد قادة "الليكود" ضده، يبدي استعداداً للموافقة على منح بنات الحقائب الوزارية التي يطالب بها في الحكومة القادمة، حيث يرغب بنات بتولي منصب وزير الخارجية، إلى جانب منح حزبه حقائب وزارية مهمة يمكن الاعتماد عليها في دعم المشروع الاستيطاني مثل وزارة المالية ووزارة الإسكان.
من ناحية ثانية نوه بن كاسبيت، معلق الشؤون الحزبية في صحيفة "معاريف" إلى أن بنات في سعيه للوصول لزعامة الكيان ينوي "تطعيم" قائمة مرشحيه للكنيست والحكومة بـ "علمانيين" حتى يدلل على أنه يمثل يمين الوسط.
وفي مقال نشرته الصحيفة، حذر كاسبيت من أن وصول بنات لزعامة الدولة سيمثل نقطة تحول فارقة وخطيرة في تاريخ الكيان الصهيوني بسبب التطرف الذي تتسم به مواقفه السياسية، وبسبب ثقل تأثير المرجعيات الدينية اليهودية المتطرفة على دائرة صنع القرار في الحزب.
ويذكر أن أحد أهم المرجعيات الدينية ذات التأثير الطاغي على حزب "البيت اليهودي" هو الحاخام دوف ليئور، الذي أفتى خلال الحرب على غزة بوجوب قتل المدنيين
الفلسطينيين غير المشاركين في القتال على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تعزز قوة الردع
الصهيونية.
وسبق لليئور أن أفتى بجواز سرقة محاصيل المزارعين الفلسطينيين وتسميم آبارهم الارتوازية، علاوة على أنه اصدر فتوى اعتبر فيها باروخ جولدشتاين، منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 "بطل وصديق ومقدس".