هاجم الكاتب إيزي لبلار تيارا من اليهود الناجين من
المحرقة النازية، والذين وقعوا مؤخرا على رسالة تندد بذبح الفلسطينيين في قطاع
غزة على يد الجيش
الإسرائيلي وعددهم 300 شخص ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز".
وقال الكاتب بمقاله في صحيفة "إسرائيل اليوم" الثلاثاء إن هؤلاء "يشبهون في أفعالهم ما بدأت به مجموعات في أيام الجلاء القديمة، وبلغت ذروتها في العصور الوسطى حينما أراد عدد قليل من اليهود تملق المجتمعات التي تستضيفهم بدفعهم قدما بأفكار مقولبة معادية للسامية شيطانية، وبذلك عززوا التهم الباطلة مثل فرية الدم".
ولفت إلى أن اليهود في عصر النهضة وقف الكثير منهم "في مقدمة الحركات الراديكالية والقومية وحينما تولى البلاشفة الحكم أنشأوا اليبسكاتسيا، حيث أعطيت الكوادر اليهودية مهمة اقتلاع الثقافة والدين اليهوديين من الجذور، وكانت مهمة نفذوها بجد كبير لا يقاس به جد زملائهم غير اليهود".
وأشار إلى أن اليهود في 1948 حينما افتتح ستالين سنوات "معاداة السامية السوداء التي شملت قتل مفكرين يهود وحملات دعائية معادية للسامية تنفق عليها الدولة، بلغت ذروتها في محاكم الأطباء" أبقى عددا من اليهود في مناصب مركزية كي يغطي على "معاداته المتطرفة للسامية" على حد قول الكاتب.
وأضاف "في أوروبا وأميركا وقف يهود أيدوا الشيوعية في مقدمة الحملات الدعائية لتسويغ معاداة السامية السوفييتية وشهّروا بأولئك الذين حاولوا تحسين حقوق اليهود في الاتحاد السوفييتي".
وهاجم الكاتب الإعلام الذي تحدث عن مجازر قطاع غزة وقال "إن الإعلام اليساري الذي تمثله صحيفتا نيويورك تايمز وغارديان البريطانية، اللتان تغطيان تغطية صحفية واسعة وتؤيدان هذه المواقف المقلقة، سيحاكم على ذلك محاكمة أقسى من محاكمته على تأييده غير الأخلاقي السابق للاتحاد السوفييتي".
ووصف الكاتب المجموعات اليهودية الرافضة لممارسات إسرائيل ومجازرها بحق الفلسطينيين بـ"الفئة القليلة ولكن بسبب تأثير الإعلام والشبكات الاجتماعية جرى تضخيم أفرادها، وعلينا أن نتحدى جهودهم في عرض أنفسهم على أنهم جزء من التيار المركزي، لأنهم ليسوا سوى مركب ضئيل من العالم اليهودي لا غير".