تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الخميس، بمواصلة توجيه ضربات جوية لحماية منشآت أمريكية بالعراق، فيما دعا العراقيين إلى الاتحاد لهزيمة من وصفهم بـ"المتشددين".
جاء ذلك في خطاب ألقاها أوباما، مساء اليوم، من مقر عطلته الصيفية في جزيرة "مارثاز فينيارد" بولاية ماستشوستس، وبثته عدة فضائيات، لتوضيح جهود الجيش الأمريكي في مساعدة اللاجئين الإيزيديين المحاصرين أعلى جبل
سنجار في محافظة نينوي، شمالي العراق.
وقال أوباما: "ساعدنا الضعفاء في الوصول إلى أماكن آمنة وساعدنا في إنقاذ أرواح كثير من الناس.. ونتيجة لهذه الجهود نحن لا نتوقع أن تكون هناك عملية إضافية لإجلاء الناس من أعلى الجبل، ومن غير المرجح أننا سنحتاج لمواصلة عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية".
لكنه استدرك بالقول إن "الضربات الجوية ضد المسلحين ستستمر لحماية المنشآت الأمريكية والموظفين الأمريكيين بالعراق".
وأشاد بتشكيل حكومة جديدة في العراق، قائلا إنها "ستكون أكثر قدرة على السيطرة على المعركة ضد المتشددين في نهاية المطاف"، ودعا العراقيين إلى "التوحد من أجل هزيمتهم".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحرز تقدما في إطار المهمة العسكرية المحدودة، وأن الوضع في العراق تحسن بشكل كبير، مضيفا: "كسرنا حصار جبل سنجار في العراق".
ومضى قائلا: "لا يمكنني أن أكون أكثر فخرا بالرجال والنساء من أفراد قواتنا المسلحة الذين نفذوا هذه العملية الإنسانية دون أي أخطاء تقريبا، وينبغي أن يكون كل الأمريكيين فخورين بجهود الجيش".
وخلال الأيام القليلة الماضية، ألقت طائرات أمريكية
مساعدات غذائية وإغاثية على أعداد من الإيزيديين كانوا محاصرين في جبل سنجار، وبينهم مئات التركمان الشيعة الذين نزحوا من بلدة تلعفر (65 كلم غرب الموصل) بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها نهاية حزيران/ يونيو الماضي.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية (
داعش) بسط سيطرته على مركز قضاء سنجار والمجمعات والقرى التابعة له في الثاني من أغسطس/آب الجاري، فاضطرت آلاف الأسر في شمال وجنوب سنجار إلى اللجوء إلى الجبل الذي يتوسط قضاء سنجار، وهو جبل منعزل ولا يرتبط بسلسلة جبال أخرى، وحاصره التنظيم من جميع الجهات، فيما فضل آلاف آخرين البقاء بمنازلهم.
وكان قائمقام قضاء سنجار، ميسر حجي صالح، ذكر في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن أكثر من مائة ألف مواطن عالق أعلى جبل سنجار هربا من "تنظيم الدولة الإسلامية"، ويعانون من نقص حاد في مياه الشرب والغذاء في ظل حرارة فصل الصيف القائظة.
ولا يوجد إحصائيات رسمية بعدد الإيزيديين في العراق، لكن تقديرات ترجح أن عددهم يبلغ نحو 600 ألف نسمة، يتواجد معظمهم في محافظتي نينوى ودهوك شمالي العراق.