لقيت امرأة تركمانية شيعية مصرعها إثر سقوطها من إحدى طائرات الإغاثة كانت على ارتفاع خمسين مترا، وفق ناشط حقوقي.
يأتي ذلك فيما أقدم رجل أيزيدي على الانتحار بإلقاء نفسه في واد سحيق بعدما أنجبت زوجته طفلا، في ظل حصار وشح في المياه والغذاء يعانيه نحو 20 ألف من العالقين بجبل
سنجار القريب من الحدود السورية
العراقية (124 كم غرب الموصل ـ شمالا) منذ 10 أيام في بيئة شبه صحراوية.
وقال الناشط الحقوقي الأيزيدي علي سنجاري، لوكالة الأناضول، إن "امرأة تركمانية شيعية لقيت حتفها بعد سقوطها من طائرة إغاثة قبل يومين".
وأضاف أن الطائرة وبعدما أفرغت حمولتها من المساعدات الغذائية، "قامت بتحميل العشرات من المحاصرين في الجبل، وكان بضمنهم زوج المرأة التركمانية".
وتابع: "حاولت المرأة اللحاق بالطائرة وركوبها، وتعلقت بأحد أطرافها، وبعدما ارتفعت الطائرة بنحو 50 مترا سقطت المرأة وقتلت في الحال".
وتتدفق مساعدات غذائية وإغاثية جوا من خلال جسر جوي وبدعم دولي، على آلاف المحاصرين من الأيزيديين في جبل سنجار، وبضمنهم مئات التركمان
الشيعة الذين نزحوا من بلدة تلعفر (65 كلم غرب الموصل) بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها في نهاية حزيران/ يونيو الماضي.
وبحسب سنجاري، فإن "رجلا أيزيديا في العقد الثالث من عمره أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه في وادٍ عميق بالجبل".
ومضى بالقول إن "الرجل أقدم على الانتحار بعدما أنجبت زوجته طفلا، وربما وجد نفسه في وضع لا يحتمل في ظل ظروف غير طبيعية".
وكان تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف إعلاميا بـ (
داعش) قد بسط سيطرته على مركز قضاء سنجار والمجمعات والقرى التابعة له في الثاني من آب/ أغسطس الجاري، فاضطرت آلاف العوائل في شمال وجنوب سنجار للجوء إلى الجبل الذي يتوسط قضاء سنجار، وهو جبل منعزل ولا يرتبط بسلسلة جبال أخرى، وحاصره التنظيم مع جميع الجهات، فيما فضل آلاف آخرين البقاء بمنازلهم.
وكان قائمقام قضاء سنجار، ميسر حجي صالح، قد ذكر لوكالة الأناضول، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن أكثر من مائة ألف مواطن عالق في جبل سنجار نزحوا إليه هربا من تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويعانون من نقص حاد في مياه الشرب والغذاء في ظل حرارة فصل الصيف القائظة، فيما تتحدث تقارير صحفية عن أن من تبقى بالجبل يقدر عددهم بنحو 20 ألف شخص.
ولا يوجد إحصائيات رسمية بعدد الأيزيديين في العراق، لكن تقديرات ترجح أن عددهم يبلغ نحو 600 ألف نسمة، يتواجد معظمهم في محافظتي نينوى ودهوك (400 و460 كم شمال بغداد) شمال العراق.