قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية إنه كان بإمكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو أن يدفع قدما بمبادرة تسيبي لفني ويتوصل إلى اتفاق دولي على إطار لضمان مستقبل قطاع
غزة، وكان يستطيع أن يعلن أن إسرائيل مستعدة لرفع الحصار البحري والجوي والبري عن غزة اذا نشأ هناك نظام فلسطيني يعارض "الإرهاب"، في إشارة إلى تسلم السلطة الفلسطينية زمام الأمور، وكان يستطيع أن يحقن التفاوض مع السلطة الفلسطينية بحقنة تنشيط مرة أخرى.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، الأحد، إن رشقات القذائف الصاروخية من غزة مع ما تثيره من الامتعاض كانت ستكون محتملة أكثر لو صاحبتها رؤيا للمستقبل، فقد برهن نتنياهو في هذه المعركة على أنه يعرف كيف يتلقى الضرب، وهذا شرط ضروري للزعيم لكنه ليس شرطا كافيا.
وقال كاتب المقال ناحوم برنياع إن استمرار إطلاق النار من غزة خلال نهاية الأسبوع أغضب وأقلق الجمهور الإسرائيلي، لأنه برهن على أن
حماس لا تطبق على نفسها قواعد لعبة مقبولة وهي تدخل التفاوض؛ ولأنه بيّن أنه ما زال عند فصائل المقاومة في غزة قذائف صاروخية مهيأة وقدرة على إطلاق النار وروح قتالية.
وأضاف أن استمرار إطلاق النار كان صعبا بصورة خاصة على سكان الكيبوتسات وبلدات غلاف غزة الذين أملوا الهدوء فحصلوا على النار.
غير أن الصحيفة قالت إنه وبرغم ذلك فإنه من السابق لأوانه أن نُجلس رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان – وهم الثلاثة الذين يديرون هذه المواجهة – على مقاعد المتهمين، إن استقرار رأيهم على إخراج القوات البرية من غزة كان صحيحا لأنه منذ اللحظة الذي انتهى فيها علاج الأنفاق الهجومية لم يعد للقوات البرية مهام أخرى، وأصبح استمرار وجودها في الميدان إشكاليا لأنه مقرون بخسائر أخرى للجيش الإسرائيلي.
واعتبرت الصحيفة إعلان الهدنة من طرف واحد صحيح أيضا، فقد حسّن وضع إسرائيل في الساحة الدولية وألقى على حماس وحدها المسؤولية عن استمرار الدمار في غزة، وحينما جُدد اطلاق النار من غزة جُددت هجمات سلاح الجو.
وأشار برنياع إلى أن ضبط النفس النسبي الذي تظهره إسرائيل في مواجهة إطلاق النار من غزة لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، وإذا استمر ستضطر القيادة الإسرائيلية إلى أن تقرر تجنيد قوات الاحتياط مرة أخرى وأن تنشر القوات مجددا في غلاف غزة، وستعود الدبابات التي نقلت إلى الشمال إلى الجنوب. وقد يفضي بنا الأمر مرة أخرى إلى عملية برية أوسع نطاقا هذه المرة وفي مناطق أكثر اكتظاظا.