دعا الدكتور جيم سواير، والد إحدى ضحايا تحطم طائرة لوكربي أهالي الضحايا، إلى تذكر عائلة عبد الباسط
المقرحي في صلواتهم، وهم الذين أحيوا ذكرى مرور 23 عاما على الفاجعة التي وقعت في 21 كانون الأول/ديسمبر 1988.
ووصف سواير المقرحي الذي اتهم بالتفجير بالصديق. وكان سواير من أكثر الناشطين الذين دعوا إلى التحقيق والكشف عن المنفذ الحقيقي للتفجير الذي قتل فيه 270 شخصا معظمهم أمريكيون، ومن جنسيات أخرى.
واتهم سواير في كلمته التي ألقاها في "ويستمنستر آبي" أمس السبت الحكومة البريطانية بالفشل في "الكشف عن كل الحقيقة التي تعرفها عن هذه الكارثة". وقال إن المقرحي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد، وقضى 8 أعوام في سجن اسكتلندي ثم أطلق سراحه بعد إصابته بمرض السرطان، حيث عاد إلى
ليبيا وتوفي العام الماضي، قال إنه "مات كصديق". وأكد سواير أن المتهم الحقيقي وراء الحادث هو مصري ويعيش في السويد.
وحاول سواير مواجهة ذلك الرجل لكن "الستائر ظلت مسدلة طوال اليوم والشبابيك بقيت مغلقة. كان داخل البيت رجل قضى حياته كإرهابي، وأعتقد أنه لعب دورا في مذبحة لوكربي"، وأضاف سواير "كان خائفا بشكل كبير من فتح الباب، وأرسل زوجته إلى الطابق العلوي حيث أطلقت تهديدات ضدي من شرفة الشباك".
ومع أنه لم يذكر اسم الرجل، لكن من الواضح أنه كان يشير إلى محمد أبو طالب الذي سجن مدى الحياة عام 1985 لمشاركته في هجمات إرهابية في كوبنهاجن وأمستردام، وخرج من السجن منذ مدة.
وكان سواير الذي كانت ابنته فلورا ضمن ركاب الطائرة المنكوبة قد وصف أبو طالب بأنه "إرهابي ثبتت إرهابيته". وفي المقابل يقول إنه تلقى بطاقة تهنئة بعيد الميلاد من المقرحي وكتب عليها "دكتور سواير والعائلة، أرجو أن تتذكرني وعائلتي بدعائك"، و"مات كصديق".
وقال سواير للحضور: في فترة الكريسماس إن صليتم أرجوكم أن تصلّوا من أجل عائلته البريئة، وكذلك لكل الذين يصارعون الحقد في داخلهم حتى يعافيهم الله، وصلّوا لأجل من يجلسون على مائدة الكريسماس وحولهم كراسي فارغة أن يمنحهم الله السلام".
وقال سواير: "لا أعتقد أن حكومتنا قالت الحقيقة وكل ما تعرفه حول هذه التراجيديا الرهيبة".
ودعا في تصريحات نقلتها صحيفة "إندبندنت أون صاندي" لفتح تحقيق عام في القضية، مضيفا "إذا لم يفتح تحقيق؛ وهو ما نطالب به منذ 25 عاما، فسنذهب للمحاكم الأوروبية، ونقدم حكومتنا للمحكمة لأنها لم تقم بواجباتها حسب قانون حقوق الإنسان".
وتشير الصحيفة إلى أن شكوكا حول محاكمة المقرحي زادت عندما كشف عن شهادة قدمها رجل أعمال عميل لـ"سي أي إيه" وهو دكتور ريتشارد فويز، تشير إلى تورط جماعة فلسطينية في العملية.
وبحسب شهادة فويز، فقد أخبره مسؤولون سوريون كبار عام 2001 أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة هي التي نفذت العملية، ولم يتم استخدام هذا الدليل في المحكمة أبدا.
واكتشف جون آشتون، مؤلف كتاب "المقرحي: أنتم المحلفون" الوثيقة في ملفات فريق الدفاع، والتي يقول إنها مهمة وأضعفت القضية ضد المقرحي. وتساءل عن سبب عدم فتح تحقيق جديد؛ واصفا الأمر بالفضيحة.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن شقيق المقرحي، عبد الحكيم أن عائلته تخطط للتقدم باستئناف على الحكم الذي صدر ضد شقيقه، وعبر عن أمله في مساعدة الحكومة الليبية بالأمر.
ودعا البروفسور هانز كوشتلر، مراقب الأمم المتحدة في المحاكمة التي أدانت المقرحي إلى تحقيق جديد، لكنه عبر عن مخاوفه من أن "قوة السياسة جعلت من الصعب على التعرف على حقيقة ما حدث".
يذكر أنه قد تم تحويل مبلغ
التعويضات وقيمته 2.7 مليار دولار من البنك الوطني الليبي إلى حساب في بنك التسويات الدولية ومقره سويسرا.