حول العالم

هاشتاغ "مي تو شباب" يتصدر فرنسا.. تنديد بالعنف الجنسي ضد الرجال

الممثل الفرنسي أورليان وييك كشف تعرضه لعنغ جنسي في طفولته - تعبيرية
الممثل الفرنسي أورليان وييك كشف تعرضه لعنغ جنسي في طفولته - تعبيرية


أطلق هاشتاغ "#مي تو شباب" للتنديد بالعنف الجنسي ضد الرجال"، من قبل حملة التوعية الفرنسية الجديدة، المعروفة باسم "#مي تو شباب" أو "أنا أيضا شباب"، يوم الخميس الماضي، بهدف التنديد بالعنف الجنسي المستهدف للرجال.

منذ إطلاق الوسم، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي زيادة كبيرة في عدد الشهادات والتدوينات التي تروي تجارب الضحايا.

تعد هذه الحملة تكملة لحركة "مي تو" التي أطلقتها النساء قبل ثماني سنوات للكشف عن تجاربهن في مواجهة العنف الجنسي. يأتي الهاشتاغ الجديد كجزء من جهود للتوعية حول التحرش الجنسي والاعتداءات ضد الرجال، وتعزيز الوعي بأن هذه الآفة لا تستهدف جنساً دون آخر.

وألقى الممثل الفرنسي أورليان وييك (43 عاماً) الضوء على هذه الحملة بمشاركته قصته، حيث كشف عبر حسابه على إنستاغرام عن تعرضه للعنف الجنسي خلال فترة الطفولة من قبل أفراد عائلته ومن وكيل أعماله.

ودعا وييك إلى التصدي لظاهرة التحرش الجنسي، خاصةً تلك التي تطال الأطفال والرجال.

منصة "إكس" شهدت تداول العديد من الشهادات من الرجال والشبان الذين شاركوا تجاربهم بدون خجل.

ورغم أن الدراسات تشير إلى أن نسبة الرجال الذين يتعرضون للعنف الجنسي أقل من نسبة النساء، فإن الوعي حول هذه القضية يظل ضئيلاً.

دراسة أجراها المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية في 2015 أظهرت أن 3.9% من الرجال تعرضوا للعنف الجنسي، بينما بلغت نسبة النساء في ذلك الوقت 14.5%.

تشير الباحثة كريستال هامل إلى أن هناك وعيًا أكبر بين النساء حول قضية العنف الجنسي، وقد ظهر ذلك من خلال نشوء العديد من الجمعيات والحركات النسائية التي تناضل ضد هذه الآفة.

ومع ذلك، يواجه الرجال الذين يتعرضون للعنف الجنسي تحديات في العثور على دعم ومساعدة، ويشتكون من نقص المراكز الطبية والنفسية في فرنسا التي تأخذ بعين الاعتبار تلك التحديات.

على سبيل المقارنة، تقدم بريطانيا عددًا كبيرًا من المراكز المفتوحة للجنسين تقدم الدعم النفسي للرجال والأطفال الذين تعرضوا للعنف الجنسي.

"وصمة عار"
شهدت منصة "إكس" (المعروفة سابقًا بتويتر) ازديادًا ملحوظًا في عدد الشهادات التي قدمها المتضررون من العنف الجنسي بعد إطلاق حملة التوعية الفرنسية الجديدة "#مي تو شباب"، والتي تهدف إلى رفع الوعي حول التحرش الجنسي والاعتداءات ضد الرجال. تضاعفت الرسائل المساندة أيضًا، حيث أبدى العديد من المستخدمين دعمهم واحترامهم للذين قرروا مشاركة تجاربهم.

في هذا السياق، عبّرت الصحافية والكاتبة فكتوار توايون عن تأييدها للحملة، مشيرة إلى صعوبة الاعتراف بتعرض الأفراد للعنف الجنسي، وأكدت على أهمية دعم واحترام الذين يشاركون قصصهم في هذا السياق.

اظهار أخبار متعلقة




وأضافت توايون: "أفكر أيضًا في الذين لا يستطيعون التعبير عن معاناتهم والذين قد نسوا أنهم تعرضوا في يوم من الأيام للعنف الجنسي وكل الذين رحلوا بسبب هذا العنف".

من جهة أخرى، شهدت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل متباينة، حيث واجه البعض الانتقادات والاستهزاء من قبل بعض الرجال الذين يستهجنون نضالهم.

تعتبر هذه الانتقادات محاولة للتشكيك في قدرة الرجال على الدفاع عن أنفسهم، وقد أثارت التعليقات السلبية استهجانا ورفضا.

ورغم جرأة البعض من الرجال الذين شاركوا قصصهم كضحايا للعنف الجنسي، إلا أنهم يتعرضون لانتقادات قاسية تتضمن شتائم وتشكيكًا في ميولهم الجنسية.

تفاعلت صوفيا، ناشطة نسوية في جمعية "فيمن"، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعربت عن إعجابها بالرجال الذين قرروا كسر الصمت والتحدث عن تجاربهم.

اظهار أخبار متعلقة




وأكدت صوفيا أن حملة "#مي تو" الخاصة بالرجال لا يمكن أن يوقفها أحد، معبرة عن تقديرها واحترامها لكل من يساهم في تحطيم أوتار النظام البطريركي من خلال التحدث عن التحرش الجنسي الذي تعرضوا له.
ورغم تلقي بعض الرجال الذين شاركوا في الحملة للعنف الجنسي دعمًا وتأييدًا، فإنهم لا يزالون يواجهون صعوبات في مواجهة التحديات والانتقادات الشديدة التي تواجههم.

معدل مرتفع بالعنف الجنسي ضد الرجال


تسلط كريستال هامل، الباحثة في معهد الدراسات الديموغرافية في باريس، الضوء على ظاهرة العنف الجنسي ضد الرجال، مشيرة إلى أن جميع الضحايا، بغض النظر عن انتمائهم الجنسي، يشعرون بوصمة العار والخجل.

وتوضح هامل أن التعامل مع الضحايا بهذا الشكل يهدف إلى منعهم من التعبير عن مشاعرهم ومعاناتهم، معتبرة ذلك دليلاً على الصمت المفروض على الرجال الذين يتعرضون للعنف الجنسي.

اظهار أخبار متعلقة




وتضيف هامل: "إذا كان عدد ضحايا العنف الجنسي كبيرا، فهذا يشير إلى وجود عدد كبير من المعتدين. الرجال الذين ينشرون تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكونون معتدين أنفسهم، أو ربما يكونون على علم بالمعتدين. إنهم يعرفون من تصرف بشكل غير لائق ومن قام بممارسة الضغوط أو إقامة علاقات جنسية دون موافقة".

وفي سياق متصل، أشار تقرير أصدرته وزارة الداخلية الفرنسية في عام 2021 حول العنف الجنسي خارج إطار العائلة إلى أن "96 في المائة من الذين تم التحقق منهم كانوا رجالا".

وبالرغم من ذلك، تظهر هناك مشكلة في تحديد معنى الاغتصاب في فرنسا.

وفقا لهامل، يتوقف فهم الاغتصاب على اعتقادات الأفراد وتفكيرهم، وتأثر بالمجتمع الذي يعيشون فيه. وتُبرز هامل مثالا على ذلك، حيث قد يُعتبر ممارسة الجنس الفموي قسرا جزءا من الاغتصاب، ولكن هناك نسبة كبيرة من الناس لا تشير إلى ذلك، رغم وجود قانون يعاقب مثل هذه الممارسات منذ عام 2018.

التعليقات (0)