سياسة تركية

توتر في قبرص التركية مع قوة حفظ السلام الأممية.. ما قصة قرية بيله؟ (شاهد)

حاولت القوة الأممية عرقلة مشروع الطريق للقرية- الأناضول
حاولت القوة الأممية عرقلة مشروع الطريق للقرية- الأناضول
تسبب الطريق الذي تشيده قبرص التركية إلى قرية بيله الواقعة داخل منطقة الخط الأخضر، في توتر كبير، بين القوات التركية وقوات حفظ السلام الأممية.

وتقع القرية ما بين شطري الجزيرة القبرصية، ومدرجة داخل حدود الخطر الأخضر الذي يخضع لسيطرة الأمم المتحدة، ويقطن القرية القبارصة الأتراك واليونانيون معا.

ما سبب التوتر؟

وشرعت قبرص التركية بمشروع طريق بيله ـ يغيتلر، والذي يهدف إلى تسهيل وصول القبارصة الأتراك القاطنين في القرية المذكورة إلى أراضي قبرص الشمالية وأراضيهم فيها.

وشددت قبرص الشمالية على أن المشروع يحمل هدفا إنسانيا بحتا، لكن جنودا من قوة حفظ السلام الأممية اعترضوا على بناء الطريق، وحاولوا عرقلة تشييده.


وأشارت إلى أن موقف القوة الأممية المتحيز وغير المقبول اليوم تجاه الجانب القبرصي التركي "لا يجعل وجود قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في بلادنا محل تساؤل فحسب، بل يضر أيضا بمصداقية الأمم المتحدة".

وقامت قوة حفظ السلام الأممية، بوضع كتل خرسانية في المنطقة لعرقلة مشروع الطريق، وركنت مركبات تابعة لها على أراضي قبرص الشمالية.


وأظهر مقطع فيديو، قيام قوة أمنية من قبرص الشمالية، بإزالة المركبات التابعة للأمم المتحدة من المنطقة باستخدام الجرافات.

وكانت وزارة الخارجية التابعة لقبرص الشمالية، أبلغت الأمم المتحدة قبل نحو عام، أن مشروع الطريق سيمر أيضا في المنطقة المحايدة، وقد تم إنهاء أعمال 7 كم على مسار قبرص الشمالية، من الطريق الذي يبلغ طوله 11 كم ما بين قريتي بيله ويغيتلر.

وقبل أيام، دعت حكومة قبرص اليونانية، الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات، بعد مزاعم صدّرتها، بأن "الأتراك يشقون طريقا من قاعدة عسكرية إلى بيله، وأنهم يسعون للاستحواذ على المنطقة الواقعة في المنطقة المحايدة، ومشروع الطريق هو عسكري".

وذكرت وسائل إعلام تركية، أن القوة الأممية، توجهت صباح الجمعة، إلى المنطقة، وحاولت وضع أسلاك شائكة وكتل خرسانية أمام الطريق في داخل قبرص الشمالية، لكن قوة تركية وشرطية خاصة، كانت بالمكان ترافق العمال، ولم تسمح للقوة الأممية بإعاقة المشروع، ما أدى إلى توتر في المنطقة.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في قبرص (UNFICYP) في بيان، إن "قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تدين الاعتداءات على عناصر السلام الأمميين والضرر الذي لحق بمركبات الأمم المتحدة من جانب أفراد من الجانب القبرصي التركي".

وأضافت أن "التهديدات لسلامة عناصر حفظ السلام الدوليين والأضرار التي لحقت بممتلكات الأمم المتحدة غير مقبولة وتمثل جريمة خطيرة بموجب القانون الدولي وستتم مقاضاتها إلى أقصى حد يسمح به القانون".



وقالت إن "البعثة تراقب الوضع عن كثب ومصممة على ضمان إرساء الهدوء والاستقرار في المنطقة".

فيما اتهم المتحدث باسم حكومة قبرص اليونانية، كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، الجانب التركي بمحاولة خلق "أمر واقع" جديد في بيلا من خلال شق طريق يربط "قرية أرسوس المحتلة بموقع عسكري غير شرعي متقدم".

سلطات قبرص الشمالية توضح
وقال وزير خارجية قبرص الشمالية تحسين إرتوغرولوغلو، في تصريحاته لصحيفة "حرييت"، إن هناك طلبا منذ فترة طويلة بشأن شق الطريق لتلبية الاحتياجات الأساسية للأتراك في القرية، وقمنا بإبلاغ الأمم المتحدة بشأن توسيع الطريق الترابي منذ حوالي عام.

وأضاف، أنه كان من المقرر بدء المشروع في حزيران/ يونيو الماضي، لكن مبعوث الأمم المتحدة كولين ستيوارت، طلب الانتظار، إلى ما بعد إنهاء رحلته إلى نيويورك وكندا، وانتظرنا حتى منتصف أب/ أغسطس.

وتابع بأن ستيوارت، طالب بعد اتهامات القبارصة اليونانيين بشأن الطريق، بمقترح غامض، يتضمن الحصول على موافقة مقرر الأمم المتحدة في نيويورك واليونانيين على مشروع الطريق.



وأكد إرتوغرولوغلو تصميم قبرص الشمالية على شق الطريق، مضيفا: "بينما يتم السماح لقبرص اليونانية بشق طريق من أيا نابا ولارنكا عبر أراض تسيطر عليها الأمم المتحدة من قرية بيله، لا يسمع أي صوت أممي، ونحن ممنوعون على الرغم من أننا لسنا ملزمين بالحصول على إذن".

وبعد الأزمة التي جرت الجمعة، اجتمع ستيوارت مع إرتوغرولوغلو الذي ذكره بتوجيهه تحذيرا له بعدم التدخل في مشروع الطريق "الإنساني"، مشددا على أنهم لن يوقفوا مشروع الطريق لأن قبرص اليونانية اعترضت عليه.

وأشار المسؤول القبرصي التركي، إلى أن سفارات الدول الغربية والأمم المتحدة واليونان وجهت إليهم اتهامات، وحتى في قضايا إنسانية، "فإننا نشهد مثالا آخر على مدى تحيز الأمم المتحدة والغرب لليونانيين".

لماذا تصر قبرص التركية على مشروع الطريق؟

تم إعداد مشروع طريق بيله ـ يغيتلر، قبل 25 عاما من أجل تسهيل وصول أهالي القرية إلى أراضيهم بسهولة، وتحقيق تنمية اقتصادية لهم، دون الحاجة إلى المرور في مناطق القاعدة البريطانية.

وقال رئيس قبرص الشمالية إرسين تتار، إن القبارصة الأتراك، عندما يريدون التحرك من وإلى جمهورية شمال قبرص التركية، من خلال القواعد البريطانية، بما يشمل حالات المرض والطوارئ، فإن الرحلة تستغرق ساعة وساعتين رغم أنه من المفترض أن تستغرق خمس دقائق فقط.

وتابع بأن قبرص التركية تريد توسيع الطريق الترابي الحالي، بإخطار الأمم المتحدة، متسائلا: "ما الخطأ في ذلك؟".

ويمكن للقبارصة اليونانيين الوصول إلى القرية بسهولة من قبرص الجنوبية، في الوقت الذي يعاني فيه القبارصة الأتراك في وصولهم إلى قبرص الشمالية.

ما هو وضع قرية بيله؟
في 30 كانون الأول/ ديسمبر 1963، رسم جنرال بريطاني خطا على الخريطة بقلم أخضر، وقسم نيقوسيا إلى قسمين، وهكذا تم تشكيل "الخط الأخضر"، ومع ذلك تم تحديد الحدود الحالية للخط من قبل عملية السلام القبرصية في عام 1974.

ويشكل الخط الأخضر، منطقة عازلة تغطي مساحة قدرها 346 مترا مربعا اليوم، ويخضع تحت سيطرة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ العام 1964م.

Image1_820231917209783830758.jpg

وقرية بيله، تقع ضمن الخط الأخضر، ولها وضع خاص، فمن ناحية أمنية فإن المسؤولية تقع على عاتق قوة حفظ السلام الأممية، أما بالنسبة للوضع الإداري الفعلي، فإن الأتراك يخضعون لقوانين جمهورية شمال قبرص التركية، بينما يخضع اليونانيون لقوانين قبرص اليونانية.

ما هو الهيكل العرقي للقرية؟
بيله قرية مختلطة يعيش فيها اليونانيون والأتراك معا، ويقدر عدد السكان بـ1700 نسمة، 1200 يوناني، و500 تركي.

وتضم القرية ثلاث كنائس ومسجدا واحدا، وتقع على بعد 12 كم من لارنكا، وتتم عملية النقل من قبرص الشمالية إلى بيله، عبر بوابة بايارمودو الحدودية.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم