نشر موقع "ميدي ماغازين" التركي مقال رأي للكاتب الدكتور أرتونير ديفيجي قدّم فيه تحذيرات حول آثار
ممارسة الرياضة المفرطة على الصحة النفسية والجسدية.
وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن ممارسة الرياضة بشكل مفرط قد يؤدي إلى إدمان التمارين الرياضية، وإن ذلك قد يظهر في سلوكيات الاكتئاب واضطرابات القلق وتعاطي المواد المخدرة.
وحذر البروفيسور الدكتور أرتونر ديفيجي، عضو هيئة التدريس في قسم طب النفس بجامعة جلال باير في ولاية مانيسا في تركيا، من "الإدمان الرياضي" كمرض، وشدد على ذلك. وأكد أن الرياضة في الواقع هي نشاط مفيد، قائلًا: "نوصي مرضانا النفسيين بممارسة الرياضة، ونرغب في أن يمارسوا الرياضة أثناء فترة التعافي. ولكن كما أن كل شيء يجب أن يكون متوازنًا، فإن الرياضة والتمارين يجب أن يكونا أيضًا متوازنيْن. ومن المهم أن يتم ذلك ضمن التوازن، لأنه بالمقابل عندما يكون الأمر فيه إفراط فإنه يسبب مشكلة، إذ يمكن أن تصبح زيادة ممارسة الرياضة والتمارين ضارة أيضًا".
وأشار ديفيجي إلى أن "إدمان التمارين الرياضية" بدأ بالانتشار حديثًا كمرض، ولا تزال هناك الكثير من الدراسات حول هذا الموضوع، مبينًا ذلك بقوله: "على الرغم من أنه غير مصنف تصنيفا تشخيصيا، إلا أننا نرى زيادة البحوث العلمية المتعلقة به، خاصة في إطار الإدمان السلوكي".
الأعراض مشابهة لتعاطي المخدرات
وأبرز ديفيجي أن أعراض "الإدمان الرياضي" تشبه تلك المرتبطة بالإدمان على المواد المخدرة، حيث يشعر الشخص الذي يعاني من إدمان التمارين الرياضية بالقلق والاضطراب عندما لا يمارس الرياضة.
وأكد ديفيجي أن أحد أهم العلامات هو زيادة كمية ومدة ممارسة التمارين الرياضية، فعندما لا يتمكن الشخص من ممارسة الرياضة أو التمارين الرياضية، يشعر بالضيق والتوتر، ويصبح غير راضٍ عن نفسه. كذلك، يسبب ذلك الشعور بالتعاسة للشخص، ما يجعله يعيش نفس التجربة التي يعيشها شخص يعاني من الحاجة الملحة إلى المواد المخدرة. بمعنى أنه إذا بدأت الرياضة تسيطر على حياة الشخص بالكامل، فإن إدمان التمارين الرياضية يصبح أمرًا مهمًا له. لذلك، فإنه يجب أن يُراعى هذا الأمر بعناية.
الاكتئاب واضطرابات القلق
وأشار ديفيجي إلى أن إدمان التمارين الرياضية يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشكلات نفسية، موضحًا بقوله: "في مثل هذه الحالات؛ تظهر شكاوى مثل الاكتئاب واضطرابات القلق لدى الأشخاص. بشكل عام، فالأشخاص الذين يعانون من إدمان سلوكي لا يلجأون مباشرة إلى الطبيب، بل إنهم يأتون بعد ذلك مع أعراض إضافية. وعادةً ما يأتي الأشخاص إلينا مع مشاكل نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات استخدام الكحول والمواد المخدرة وغيرها من الاضطرابات النفسية. فعندما نقوم بالتحقيق، فإنه يمكننا أن نكتشف أن ذلك يرجع في الواقع إلى إدمان التمارين الرياضية".
ويحدث إدمان التمارين الرياضية بشكل متكرر لدى مرضى اضطرابات الأكل، كما يمكن أن يظهر كاضطراب هام لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات استخدام الكحول والمواد المخدرة. فمثلًا؛ "رغبة النساء في أن تكنّ نحيفات ورشيقات ورغبة الرجال في أن يكونوا عضليين تؤدي إلى ظهور هذا النوع من الإدمان".
إرشاد المدربين الرياضيين
البروفيسور الدكتور ديفيجي، الذي تطرق أيضًا إلى علاج "الإدمان الرياضي"، أفاد بأنه "على الرغم من أن استخدام علاجات الكحول والمواد المخدرة قد يكون مناسبًا لعلاج الإدمان، فإنه ليس مناسبًا تمامًا لعلاج إدمان السلوك، لأننا يجب أن نقوم ببعض التمارين الرياضية بكمية معينة. ومن المهم جدًا أن نقوم بتقليلها إلى المقدار المناسب؛ حيث يتم تعيين مهام لتقليل ساعات وشدة ممارسة التمارين الرياضية، كما أنه يمكن استخدام الأدوية التي يمكنها تحفيز مركز المكافأة في الدماغ في العلاج".
ووجه ديفيجي نداءً لمدربي الرياضة قائلًا: "الرياضة ضرورية للصحة، ولكن عندما تتجاوز الحد، فقد تسبب هذه المشكلات؛ حيث إن الأشخاص الذين يعانون من إدمان التمارين الرياضية يترددون في طلب المساعدة للعلاج. لذلك؛ فإنه يجب على مدربي الرياضة ومعلمي التربية البدنية والعلاج الطبيعي أن يكونوا حذرين في هذا الشأن، لأنهم يتعاملون معهم مباشرة. ومن المهم أن يُحيل مدربو الرياضة هؤلاء المرضى إلى الطبيب".
ممارسة الرياضة بإفراط لا يجعلك تفقد الوزن
بالمقابل حذّرت المدربة الرياضية في مركز التعليم الشعبي، أصلي روشان، من أن ممارسة الرياضة بشكل زائد يؤدي إلى التسبب بالأذى للجسم بدلاً من أن يفيد. وأوصت بجعل التمارين الرياضية والحركة عادة في الحياة اليومية، ولكن دون تجاوز الحد المعقول.
وأشارت إلى أن ممارسة الرياضة في أوقات الصباح والمساء تعتبر مناسبة جدًا، ويجب ممارستها بعد مرور ساعتين على تناول الطعام، وأضافت أنه "عندما تمارس المزيد من الرياضة أو تمدد فترة الممارسة، فلا يعني ذلك أنك ستفقد الوزن بشكل أكبر. بل على العكس، فإنك قد تؤذي نفسك، لذلك تجب ممارسة الرياضة بوعي".