ما تلبث
السلوكيات
العنصرية الصادرة عن قادة دولة الاحتلال تختفي حتى تعاود الظهور من جديد،
في ضوء ما تحظى به حاليا من غطاء سياسي وحكومي رسمي، وآخرها ما أعلنه مائير روبنشتاين
رئيس بلدية مدينة بيتار عيليت حين أمر بإنزال الركاب من فلسطينيي48، "حتى لو كانت لديهم بطاقة هوية زرقاء
إسرائيلية"، ورغم أن الشرطة ووزارة الحرب اتصلت به بعد
هذه الخطوة العنصرية، فإنه أمر باستمرار العمل بها.
شلومي
هيلر مراسل موقع "
واللا" نقل عن روبنشتاين أنه "أمر الركاب العرب من
فلسطينيي48 بالنزول من حافلات المدينة، بزعم أن الأمر يتعلق بعدم السماح لمن يحملون
بطاقة هوية زرقاء بالسفر في الحافلات أيضًا، مع العلم أن الجهات الأمنية اتصلت به عقب
سلوكه هذا، لكنه أعطى أوامره بالاستمرار في ذلك، وإذا حصلت هناك مشاكل يجب عليهم الاتصال
بي، ولنرَ حينها هؤلاء الحمقى".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الفلسطيني الذي لا يحمل بطاقة هوية مقيم
في إسرائيل لا يمكنه دخول المدينة إلا إذا كان لديه تصريح دخول من الجيش، ولكن إذا
دخل في حافلة، وأوقفته إدارة الأمن، فإن وزارة الأمن والشرطة يوبخوننا، لكن الشرطة
في المدينة رفضت الرد على هذا الحديث".
وأكد
أنه "منذ أكثر من عام، ألقت الشرطة القبض على روبنشتاين للاشتباه بتورطه في مقتل
أحد اليهود في القدس عام 1990، وكان تورطه في جريمة القتل أنه تنكر بزي فتاة من أجل
إغواء أدري، وكان حاضرًا في مسرح الجريمة".
اظهار أخبار متعلقة
تأتي
الخطوة الجديدة ضمن سلسلة خطوات فاشية بالتزامن مع تشكيل اليمين الإسرائيلي لحكومته
الأكثر فاشية في تاريخ الاحتلال، حيث تصاعدت التهديدات الموجهة ضد
فلسطينيي 48، بزعم
أنهم يشكلون عنصرا أساسيا في المخاطر التي يواجهها الاحتلال، وأن جزءًا منهم ينخرطون
في العديد من الأعمال العدائية، بما فيها الهجمات المسلحة.
أجواء
العنصرية والكراهية الإسرائيلية تجاه فلسطينيي48 لا تقتصر على السجال السياسي، بل تنتقل
لمجالات الفن والثقافة والرياضة، وما تشهده الملاعب الكروية من تبادل اتهامات وإطلاق
شتائم تعكس صراعاتهم الداخلية، ليس بالضرورة انطلاقا من الخلافات السياسية فقط، بل
بسبب الانتماءات القطاعية والقومية.
وتدرك
الأوساط الإسرائيلية أنه لا يمكن تجاهل انتشار مظاهر الكراهية ضد فلسطينيي48، خاصة
أنها باتت تصل لوسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم أن العنصرية الإسرائيلية المتسعة
يوما بعد يوم، تأخذ أشكالا من التحريض على الكراهية بين الإسرائيليين أنفسهم، واندلاع
العنف ضد فلسطينيي48، وسط غياب القيادة السياسية الإسرائيلية التي تشجع الكراهية والعنف
والتحريض، وليس كبح جماحها.