تعرض جنوب
تركيا في 6 شباط/ فبراير، لزلزالين مزدوجين، الأول بدرجة 7.7
والثاني بدرجة 7.6 على مقياس ريختر. ووقع
الزلزال الأول في محافظة قهرمان مرعش في
الساعة 04:17 واستمر 60 ثانية، كما وقع الثاني ذات اليوم في الساعة 13:24 واستمر
45 ثانية، وانبعثت منهما طاقة تعادل 500 قنبلة ذرية، وفقا لإدارة
الكوارث والطوارئ
التركية "آفاد".
الخبراء يشيرون إلى أن وقوع زلزالين منفصلين في ذات اليوم وذات المنطقة
وبهذه الشدة ليس له مثيل، كما يصفونه بأنه أقوى زلزال وقع في العالم منذ قرن. وأدى الزلزالان
مع هزاتهما الارتدادية إلى انهيار آلاف المباني في عشر محافظات، ودمار هائل يشهد
على حجم الكارثة التي يقول كل من يزور المنطقة إنها كبيرة للغاية، كما لفت كثير من
الناجين إلى أنهم تذكروا أثناء الزلزال أهوال يوم القيامة.
الكارثة التي تعرضت لها تركيا كشفت أن المعارضة كانت تستعد لأي كارثة من أجل استغلالها ضد الحكومة. وبعد لحظات من وقوع الزلزال الأول، أطلقت المعارضة حملة واسعة لتحريض الشعب التركي ضد الحكومة؛ تتهمها بالإهمال والتقصير، بهدف تحويل آلام المنكوبين إلى أصوات لصالحها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة
الحكومة التركية ومنظمات المجتمع المدني بكل مؤسساتها وإمكانياتها هرعت إلى
المنطقة المنكوبة بعد وقوع الزلزال الأول، إلا أن ضرب الزلزال منطقة واسعة وانهيار
بعض الطرق المؤدية إلى المدن والقرى المنكوبة، بالإضافة إلى كثافة الثلوج وسوء الأحوال
الجوية؛ جعل الوصول إلى كافة المنكوبين بعد وقوع الزلزال مباشرة أمرا مستحيلا، ما
دفع أنقرة إلى إعلان درجة الإنذار الرابعة لتطلب مساعدة دولية. وأرسلت عشرات الدول فرق البحث والإنقاذ
التي أسهمت في انتشال عدد كبير من المنكوبين من تحت الأنقاض.
الكارثة التي تعرضت لها تركيا كشفت أن المعارضة كانت تستعد لأي كارثة من
أجل استغلالها ضد الحكومة. وبعد لحظات من وقوع الزلزال الأول، أطلقت المعارضة حملة
واسعة لتحريض الشعب التركي ضد الحكومة؛ تتهمها بالإهمال والتقصير، بهدف تحويل آلام
المنكوبين إلى أصوات لصالحها في
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة. وفي
الأيام الثلاثة الأولى، تم نشر حوالي 80 كذبة متعلقة بالزلزال والمنطقة المنكوبة
والمتضررين من الكارثة، بالإضافة إلى التحريض ضد اللاجئين السوريين والأفغان.
المعارضة ترى هذه الكارثة فرصة لا تعوض لكسب الأصوات، الأمر الذي دفعها إلى استغلال كافة السبل بما فيها نشر الأخبار المضللة وبث الأكاذيب والشائعات
المعارضة ترى هذه الكارثة فرصة لا تعوض لكسب الأصوات، الأمر الذي دفعها إلى
استغلال كافة السبل بما فيها نشر الأخبار المضللة وبث الأكاذيب والشائعات. وفي
الوقت الذي أرسلت فيه دول مثل اليونان وأرمينيا فرق البحث والإنقاذ إلى المنطقة
المنكوبة للتضامن مع تركيا في أيامها العصيبة، وبذلت المؤسسات الحكومية والمنظمات
المدنية جهودا جبارة لإنقاذ من يمكن إنقاذهم وتقديم الخدمات والمساعدات إلى
المنكوبين، كان كل هم المعارضة تسجيل نقاط سياسية ولو عن طريق عرقلة تلك الجهود.
وفي أبشع صورة للشائعات التي استهدفت جهود البحث والإنقاذ، نشر موالون
للمعارضة التركية أنباء كاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي ادعوا فيها بأن مياه سد
انهار بسبب الزلزال ستغرق مدينة هاتاي خلال دقائق، وأدَّى انتشار هذه الشائعة إلى
هلع في المدينة، وتوقفت أعمال البحث والإنقاذ لمدة في اللحظات التي كانت الفرق
تسابق الزمن لإنقاذ أرواح العالقين تحت الركام.
تركيا استنفرت بعد وقوع الزلزال الأول حكومة وشعبا، وشرعت الوزارات
والبلديات وعشرات الجمعيات والمؤسسات الخيرية تعمل بكل طاقاتها لإيصال مساعدات إلى
المتضررين من الزلزال ومعالجة آثار الكارثة. وشارك المواطنون من كل الأعمار
والطبقات وكافة أطياف المجتمع في حملات التبرع وجمع المساعدات المختلفة وإرسالها
إلى المناطق المنكوبة. وفي ظل هذا الاستنفار خيّمت على البلاد أجواء تشبه أجواء ليلة
محاولة الانقلاب الفاشلة التي خرج فيها الشعب التركي إلى الشوارع والساحات وتصدى
لدبابات الانقلابيين.
المعارضة التركية التي تسعى إلى استغلال صدمة الكارثة في عجلة من أمرها، ومنزعجة من وصف الزلزال بــ"كارثة القرن" لأنها تريد أن تحمل الحكومة
مسؤولية كافة الخسائر المادية والبشرية. وتخشى من أن تضيع هذه الفرصة، بل وأن تتحول
الجهود المبذولة لمساعدة المنكوبين وإزالة آثار الكارثة إلى دعاية لصالح الحكومة، كما
أن حجم التضامن الشعبي والدولي يقلق المعارضة ويربك حساباتها.
الحكومة التركية تعطي الأولوية الآن لأعمال البحث والإنقاذ ومساعدة المتضررين من الزلزال ومعالجة آثار الكارثة، في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة إلى استغلال آلام المنكوبين لأغراض سياسية وانتخابية
تركيا غيّرت معايير البناء بعد الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة مرمرة عام
1999، وتتطابق المعايير الجديدة مع المعايير الدولية إلا أن هناك خللا في التطبيق ومراقبة
البلديات. وفي الوقت الذي انهارت فيه آلاف المباني التي بناها مقاولون بعضهم
موالون للمعارضة، صمدت الآلاف الأخرى التي بنتها إدارة الإسكان التركية الحكومية
"توكي" في المحافظات العشر المنكوبة وفقا للمعايير الجديدة. كما كشفت
الإحصائيات أن حوالي 98.5 في المائة من المباني المنهارة تم بناؤها قبل عام 1999.
الحكومة التركية تعطي الأولوية الآن لأعمال البحث والإنقاذ ومساعدة
المتضررين من الزلزال ومعالجة آثار الكارثة، في الوقت الذي تسعى فيه المعارضة إلى
استغلال آلام المنكوبين لأغراض سياسية وانتخابية. ومن المؤكد أن الحكومة لا تستطيع
أن تسترجع الأرواح المفقودة في الكارثة، إلا أنها يمكن أن تنجح في بناء المدن
والقرى المدمرة، وتجاوز الأزمة، وتضميد الجراح في وقت قياسي، وهو ما تخشاه
المعارضة التركية بشدة.
twitter.com/ismail_yasa