سلطت صحيفة عبرية
الضوء على أهم التحديات التي سيواجهها رئيس أركان
جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد،
هرتسي هليفي، في
الضفة الغربية المحتلة والتي باتت أشبه ببرميل بارود في طريقه
للانفجار بفعل جرائم الاحتلال.
وقالت "يديعوت
أحرونوت" في تقرير أعده مراسلها إليشع بن كيمون: "ليس عبثا أن اختار
رئيس الأركان الوافد، الفريق هرتسي هليفي منذ يومه الأول في المنصب، زيارة قيادة
المنطقة الوسطى (الضفة الغربية المحتلة)، فهو يدرك جيدا أنها الجبهة المشتعلة،
وبرميل متفجر يعتمل، وهي منذ 10 أشهر تسلب قوات غفيرة جدا من الجيش كي تبقيها دون
أن تتفجر".
وأكدت أن "الثمن
الذي يدفعه الجيش الإسرائيلي باهظ؛ ومس بصورة كبيرة في أهليته، وفي الأشهر
القريبة القادمة سيضطر هليفي لأن يقرر إلى متى ستستمر حملة كاسر الأمواج وكيف سيعمل
في جبهة المناطق المركبة".
ولفتت الصحيفة إلى أن
"هناك 5 تحديات ونقاط مركزية سيضطر رئيس الأركان إلى التصدي لها وهي؛ أولا:
عمليات المقاومة، منذ بداية السنة هناك سلسلة من عمليات إطلاق النار، الطعن والدهس
في أرجاء الضفة الغربية، والعمليات آخذة في التعاظم، أما الأمر الأكثر إقلاقا فهو
بالذات نموذج عمليات الأفراد، لأنه من المتعذر إحباطها".
ولفتت الصحيفة إلى أن
"العمليات الفردية، تتسبب بالعدوى، وهكذا من شأن سلسلة عمليات، أن تخلق موجة
تصعيد، وبالتوازي، التعاون مع الأجهزة الفلسطينية حرج جدا، وهو يجري الآن بشكل جيد
نسبيا (باستثناء جنين ونابلس) لكن في ضوء الحكومة الجديدة وربما تغيير السياسة،
فإن تحدي الحفاظ على التنسيق يصبح أكثر صعوبة".
اظهار أخبار متعلقة
والثاني يتعلق
بـ"الصلاحيات والأوامر"، لأن هليفي سيكون رئيس الأركان الأول
الذي يعمل حيال وزير أمن (الجنرال يوآف غالانت) وحيال وزير آخر، مسيطر جدا، في
وزارة الأمن، رغم أن الصلاحيات التي أعطيت له كوزير للمالية بتسلئيل سموتريتش في
الضفة الغربية هي ظاهرا مدنية، فكل شيء يؤثر على الوضع الأمني؛ من أذون البناء
الاستيطاني في جلسات مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية، وفتح أو إغلاق
الحواجز والمعابر وتوسيع الطرق وحتى العمل في مناطق "ج".
وأضافت: "كل عمل
يبدي تغييرا للسياسة على الأرض، وسموتريتش جاء كي يغير السياسة، ولهذا سيكون له رد
فعل في الجانب الفلسطيني، وفي وضعية كهذه سيتعين على رئيس الأركان أن يعرف كيف
يوجه الخطى بين إرادات الوزيرين".
والتحدي الثالث هو
"الحراسة على خط التماس"، حيث أن "أحد الدروس الكبرى من موجة
العمليات التي غمرت إسرائيل في الربيع الماضي، هو تكثيف خط التماس، فقد تسلل بعض
العناصر من منطقة شمال الضفة إلى قلب إسرائيل بسهولة لا تطاق، وفي بعض الحالات تم
التسلل بسيارات".
ونوهت
"يديعوت" أن الجيش كثف من تواجده على خط التماس واستثمر ملايين الشواكل،
وبنى الجيش عائقا ذا مغزى في جنوب جبل الخليل واستكمل أجزاء في الجدار في منطقة
شمال الضفة، إضافة إلى ذلك، نشر الجيش قواته على طول مقاطع واسعة في خط التماس،
ونشأ "وعي الجدار" بموجبه كل متسلل قد يصطدم بجندي مسلح، وسيتعين على
ليفي أن يحافظ على الردع، والفلسطينيون
سيحاولون اجتيازه بأساليب مختلفة، وبالتالي فإن حفظ "وعي الجدار" هو أحد
المفاتيح المركزية في منع العمليات في قلب إسرائيل.
وأما الرابع فهو
"إحساس الأمن لدى المستوطنين"، وهنا "الأرقام تتحدث من تلقاء
نفسها، وسلسلة العمليات لا تتوقف، كل يوم هناك اشتباك وهو لا يجري فقط في قلب
المدن الفلسطينية، بل يصل لمحاور السير وإلى المستوطنات، والمناطق متوترة جدا؛
إطلاق نار نحو بيوت المستوطنين، على محاور السير وعمليات طعن ودهس".
ولفتت إلى أن هناك
"احتجاجات وقلقا وسط المستوطنين في الضفة، بسبب استمرار عمليات إطلاق
النار"، موضحة أن "إحساس المستوطنين بالأمن، هو أحد الأمور الأهم لقائد
فرقة المناطق، وما يؤثر عليه هو التوثيقات الفلسطينية لعمليات إطلاق النار ونشرها
في الشبكات الاجتماعية، لأن التوثيق يخلق وعيا يمس بالإحساس بالأمن".
وأشارت الصحيفة إلى أن
التحدي الخامس هو "الإخلال بالنظام، الفوضى والجريمة القومية والتسييس"،
"بخلاف باقي الجبهات، في الضفة نجد أن الاحتكاك مع المدنيين (بين الجيش
والمستوطنين) دائم ويخلق وضعية مركبة، وغير مرة وجد رئيس الأركان السابق أفيف
كوخافي نفسه يرد على أحداث احتكاك كهذه".
وبينت أن "حملات
الانتخابات الأخيرة، شددت التوتر بين اليسار واليمين، حيث تسلل رويدا رويدا للجيش
الإسرائيلي، فمن جانب، فوضويون يخرقون النظام ويمسون بالجنود، ومن الجهة الأخرى فتيان
تلال يشاغبون ضد الفلسطينيين ونشطاء اليسار الإسرائيلي".