هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعمل أذرع الاحتلال الإسرائيلي المختلفة بشكل متصاعد بين الحين والآخر، على كشف المزيد من المخططات التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، آخرها عزم جماعات الهيكل الإسرائيلية المتطرفة الدفع قدما بمخطط تهويدي لتوسعة باب المغاربة.
ويثير الأمر مخاوف فلسطينية من أن يؤثر المخطط الإسرائيلي هذا على زيادة الاقتحامات للمسجد الأقصى، وتغيير المعالم الإسلامية فيه، وتمكين آليات الاحتلال من الدخول إليه.
وباب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى، والذي يستخدم من الاحتلال لتنفيذ اقتحامات المسجد الأقصى بشكل شبه يومي.
تحذير فلسطيني
وحذر مجلس الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، من الأخطار المترتبة على استمرار اعتداءات الاحتلال المتواصلة والمتصاعدة على حرمة المسجد الأقصى.
وعن موقف أوقاف القدس من مخططات الاحتلال تلك، والتي تستهدف هذه المرة باب المغاربة، أكد الشيخ عبدالعظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، أن "الاحتلال مستمر في الاقتحامات التي تنفذها أذرع الأمن التي تقود مستوطنين متطرفين للاعتداء على الأقصى، وهذا يمس بقدسية المسجد، وهو اعتداء على عقيدتنا".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "باب المغاربة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وحائط البراق المجاور له أيضا، والطريق المؤدي إلى باب المغاربة، كلها أرض وقفية"، منوها إلى أن "الاحتلال هدم حي المغاربة عام 1967، وشرد أهله، وأزال 82 بناية من الوجود".
اقرأ أيضا: حائط البراق.. وقف إسلامي خالص يتحدى سيطرة المتباكين
وبين سلهب، أن "ما يجري الحديث عنه لدى الاحتلال، حول عزمه توسعة باب المغاربة وعمل جسر، هو اعتداء على المسجد الأقصى المبارك، وهذا مرفوض بكل المقاييس، وهو تصعيد إسرائيلي، واستغلال لهذا الأمر في صراعاتهم الداخلية".
وحذر الاحتلال من المساس بالمسجد الأقصى، لأن "الأقصى للمسلمين، وما يخطط له الاحتلال يمس المنطقة كلها، وعلى الإسرائيليين أن يرفعوا أيديهم عن المسجد الأقصى، وعليهم عدم إدخاله في صراعاتهم الحزبية الداخلية".
وطالب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة "اليونسكو"، إضافة إلى صاحب الرعاية (الأردن) والسلطة الفلسطينية، بوضع هذه القضية على رأس سلم الأولويات لديهم.
ولم يتسن لـ"عربي21" أخذ تعليق من الأوقاف الأردنية على هذه المخططات الإسرائيلية.
دعوة لتشكيل جبهة
وشدد على وجوب "تشكيل جبهة قوية؛ عربية إسلامية، من أجل مواجهة هذه المخططات التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك ووجودنا في مدينة القدس المحتلة"، منبها إلى أن "ما يجري غاية في الخطورة، يحتاج إلى جهد العرب والمسلمين جميعا، وأن ينضموا إلى صاحب الوصاية من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك".
من جانبه، أوضح الباحث البارز في شؤون مدينة القدس والمسجد الأقصى، زياد ابحيص، أن المخطط المذكور هو "مطلب قديم جديد لجماعات الهيكل، وهو مطروح منذ 2007، حينما بدأت قضية تلة المغاربة، حيث تطالب جماعات الهيكل بإزالة ممر المغاربة الصاعد".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "تلة المغاربة هي تل مبنية، كانت إلى شمالها حارة المغاربة، وإلى جنوبها توجد "الخانقاة الفخرية"، وهي تقف بينهما، وفي عام 1967 هدمت حارة المغاربة، وفي 1969 هدمت "الخانقاة الفخرية"، وبقي الممر الصاعد بما عليه من ركام منفردا، وأصبحت تعرف بتلة المغاربة، وكانت تستند إلى مجموعة من الأقواس".
ونوه ابحيص إلى أن "قوات الاحتلال تعمدت في 2004 أن تضع مظلات للمستوطنين الذين يريدون اقتحام المسجد الأقصى، وقامت بوضع قواعد إسمنتية بدأ العمل فيها في 2004، وكان الجميع يدرك أن هذا الأمر سيزيد الأحمال على التلة التي لم ترمم وقائمة على الأقواس، وفي 2004 جاءت عاصفة ثلجية أدت إلى انهيار التلة، وأخذ الموضوع يتفاقم حتى وصلنا لعام 2007، وأصبحت التلة المنهارة موضعا للبحث".
خطورة هذه الخطوة
وذكر أن "جماعات الهيكل المزعوم تريد توسعة باب المغاربة، وإقامة جسر حديدي يسمح بمرور العربات، وبالتالي يصلح الأمر لدخول أعداد كبيرة من المستوطنين وعربات الشرطة الصغيرة إلى المسجد الأقصى، وهكذا تصبح هناك إمكانية للسيطرة على المصلين عبر هذه الآليات العسكرية، مع سهوله طردهم من داخل الأقصى، لتسهيل عملية اقتحام آلاف المتطرفين".
وأفاد الباحث بأن "هناك رديفا لهذا المخطط، وهو مشروع ساحة الصلاة العلوية الذي أقر، ومن المخطط أن يبني ملاصقة لسور المسجد الأقصى الجنوبي- الغربي على مستوى باب المغاربة، بمساحة 700 متر مربع بداية، ثم طرحت فكرة توسيعها، بحيث تصبح منصة الصلاة هذه على مستوى باب المغاربة، وبالتالي تتسع لأعداد كبيرة من المستوطنين، ولا يكتفى فقط بالجسر".
اقرأ أيضا: مخططات إسرائيلية للحفاظ على أغلبية يهودية في القدس المحتلة
ونبّه إلى أن "المطلوب تمكين المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة، إضافة لتمكين قوات شرطة الاحتلال من الدخول إلى المسجد الأقصى بآلياتها لطرد المصلين، وهذا يترتب عليه المطالبة لاحقا بتحويل باب السلسلة (مكان خروج المتطرفين بعج اقتحامهم للأقصى) إلى باب إضافي للمستوطنين؛ كباب رديف، وهذه المطالبة بدأت فعلا، إضافة لتوسيع ساحات الصلاة للمتطرفين الصهاينة".
وأكد ابحيص أن ما يجري هو "كرة نار متدحرجة، وكلما تحقق مطلب للاحتلال ينتقلون للمطلب التالي، واليوم جماعات الهيكل تحيي هذا المطلب أمام سباق انتخابي، على أمل أن تحصل هذه الجماعات قبل انتخابات الكنيست القريبة، وبعدها على مكاسب داخل المسجد الأقصى".
من جانب آخر، حذر كل من مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا ودار الإفتاء الفلسطينية، وديوان قاضي القضاة في القدس ودائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك من مخطط الاحتلال بتوسعة باب المغاربة.
وقالت الهيئات والمرجعيات الإسلامية في
القدس الشريف في بيان مشترك، أرسلته وزارة الأوقاف الأردنية لصحيفة
"عربي21" إن "الدعوات التحريضية المستمرة بالغة الخطورة، خصوصا تلك
الصادرة عن جماعات الهيكل المزعوم والتي نشرت مؤخرا مخططا جديدا وخطيرا تطالب فيه
بتوسيع باب المغاربة المصادرة مفاتيحه من قبل حكومة الاحتلال منذ احتلال مدينة
القدس عام 1967؛ وذلك لتمكين المتطرفين اليهود من اقتحام المسجد الأقصى المبارك
بأعداد أكبر".