راقب
الإسرائيليون تفاصيل وحيثيات زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى
إيران بوصفها
حدثًا رائدًا ذا أهمية كبيرة، مما قد يستدعي من دولة الاحتلال أن تتصرف بسرعة كبيرة
تجاه
تركيا، وترسل رسالة لا لبس فيها إلى الرئيس رجب طيب أردوغان مفادها أنها تتوقع
منه ألا ينضم إلى الجبهة الروسية الإيرانية التي تبدو معادية لإسرائيل.
مع العلم
أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، يعتبر وصول بوتين إلى طهران، والتركيز على لقائه مع
أردوغان في منتدى آستانة، تطورا لافتا، وقد يعتبر بالنسبة لدولة الاحتلال ذا توقيت
حرج، خاصة مع تزامنه مع حدوث العديد من التغييرات غير المتوقعة في الخلفية، وفي خريطة
العلاقات والمصالح في الشرق الأوسط.
عنات
هوشبيرج ماروم خبيرة الجغرافيا السياسية والأزمات الدولية ذكرت في صحيفة "
معاريف"،
أنه "بالنسبة لإسرائيل، فإن القمة الإيرانية الروسية فرصة استثنائية لتقوية العلاقات
مع أنقرة، تشمل طلبا واضحا من أردوغان بألا ينضم لهذه الجبهة، بزعم أن تركيا حليف غربي،
وهي مهمة للانضمام لباقي الدول العربية في الشرق الأوسط لكبح التهديد الإيراني، فضلا
عن الأهمية الجيوسياسية لتركيا على الساحة الدولية كعضو في حلف الناتو، ومرشح لعضوية
الاتحاد الأوروبي، وتعمل على توسيع مصادر طاقتها وعلاقاتها التجارية حول العالم".
وأضافت
في مقال ترجمته "عربي21" أن "وصول بوتين إلى طهران يأتي بعد أيام قليلة
فقط على إنهاء الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته الرسمية للسعودية، ومناقشة إقامة تحالف
أمني إقليمي لمواجهة إيران، مما يظهر بوتين في موقف دفاعي، حيث سيلتقي مع نظيريه الإيراني
إبراهيم رئيسي والتركي أردوغان لتشكيل تحالف مضاد، وتظهر فيها إيران "الولد الشرير"،
وروسيا تصنف بأنها "الحليف والشريك"، أما تركيا فتعدّ رصيدًا استراتيجيًا
محتملاً لها لتعزيز موقعها وصورتها في مواجهة الغرب".
في الوقت
ذاته، لا تعلق الأوساط الإسرائيلية كثيرا من الآمال على استجابة تركيا لهذه التطلعات،
لا سيما عقب ما أظهرته دولة الاحتلال من برود تجاه أنقرة التي قدمت كثيرا من بوادر
حسن النية تجاهها، واكتفت بتفعيل القنوات الأمنية بما يخدم مصالح الاحتلال، دون الانتقال
في العلاقة إلى جوانب سياسية ودبلوماسية تتوازى مع ما بذلته تركيا من جهود علنية وواضحة،
فيما مارس الاحتلال سلوكا استعلائيا في العلاقة معها، وصولا إلى محاولة ابتزازها، بزعم
إدراكه لحاجتها الانتخابية للتقارب معه.