هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت مصادر مصرية وعبرية متطابقة أن نجل رئيس سلطات الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، زار تل أبيب على خلفية الأحداث المتفجرة في القدس المحتلة والضفة الغربية واقتحام المسجد الأقصى.
وقال مصدر مصري مطلع لـ"عربي21"، طلب عدم ذكر اسمه، إن "محمود السيسي (مسؤول ملف الاتصالات بالمخابرات العامة مع إسرائيل في الحكومة المصرية)، زار تل أبيب الجمعة، من أجل نزع فتيل الأزمة في القدس والأراضي الفلسطينية، وحث الأطراف على التهدئة وعدم التصعيد".
ونقل المصدر المطلع عن محمود السيسي قوله إنه حذر من انعكاس الأجواء الملتهبة على الشارع العربي في الوقت الذي تسعي فيه تل أبيب للتطبيع مع الدول العربية، وتمر المنطقة والعالم بظروف صعبة، وأنه "جرى الحديث عن الإفراج عن المعتقلين من المسجد وهو ما حدث لاحقا، دون ذكر أي تفاصيل أخرى".
في غضون ذلك كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن محمود السيسي يرافقه مسؤولان مصريان، بحث مع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب في جهود التهدئة مع الفلسطينيين.
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية أن المخابرات المصرية خاضت جولة مفاوضات "قاسية" مع قادة حركة حماس في غزة، وفي الخارج، قبل أن تنتقل للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي.
ولفتت إلى أن الجانب المصري هدّد "حماس" بأنه في حال لم تهدأ أوضاع الضفة، والمواجهات المستمرة ضد الاحتلال في القدس، فإن أعمال إعادة الإعمار التي ترعاها مصر ستتوقف، ولن يتم إدخال عمال مصريين إلى غزة، أو إدخال مواد بناء إلى القطاع.
تسويق لدى الإسرائيليين
في تحليله لزيارة نجل السيسي إلى تل أبيب، قال السياسي المصري، خالد الشريف، إن "نظام السيسي ارتكز في حكمه منذ بداية انقلابه على نهج واضح وهو محاولة كسب رضا الكيان الصهيوني مهما كان الثمن؛ من أجل ترسيخ حكمه واكتساب شرعية دولية".
وأضاف لـ"عربي21" أن "السيسي سوّق نفسه كوسيط بين الفلسطينيين والصهاينة في ظل تصاعد الاستفزازات الصهيونية والاقتحامات المتكررة للأقصى واندلاع براكين الغضب في القدس لخدمة الكيان الصهيوني في المقام الأول".
ورأى الشريف أن الهدف الأكبر لمهمة نجل السيسي "هو تسويق ابنه في جهاز المخابرات وتلميعه وصقل خبراته من خلال لقاء المسؤولين الإسرائيليين، وهي عادة كل المستبدين في تسويق أولادهم للحكم من أجل أن ينال الرضا الصهيوني فيذهب في مهمات شبه رسمية وغير رسمية لتقبيل الأعتاب الصهيونية وتقديم الولاء".
واعتبر السياسي المصري أنه "ما دامت التهدئة في صالح الصهاينة فسوف يبذل نجل السيسي ومن خلفه قصارى جهدهم من أجل الصهاينة وراحتهم، أما انتهاك الأقصى وسحق الفلسطينين وتصاعد معاناتهم فهذا لا يعنيهم في شيء".
اقرأ أيضا: مفاجأة: نجل السيسي زار تل أبيب لمنع التصعيد في القدس
دور مرتقب لنجل السيسي
في شباط/ فبراير الماضي، كشف موقع Intelligence Online الفرنسي للتقارير الأمنية، أن السيسي أوكل ملفات المخابرات العامة المصرية التي يتعامل فيها مع الاحتلال الإسرائيلي إلى نجله الأكبر محمود السيسي، وأصبح مكلفا بملف العلاقات مع إسرائيل".
الموقع الأمني الفرنسي أشار إلى أن قرار السيسي يوضح الخطط الكبرى التي يضعها الرئيس لابنه، الذي يبدو أنه في طريقه لتولي دور رئيسي داخل نظام الأمن في البلاد.
رهان على إسرائيل
بدوره، قال رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، الدكتور عمرو عادل، إن "محمود السيسي بعد تصعيده السريع في منظومة السلطة للانقلاب العسكري وهو يقوم بعدة أدوار لصالح النظام الحاكم بالتأكيد، ولا أعتقد أن زيارته للكيان الصهيوني من باب الدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأعرب الضابط السابق بالجيش المصري عن اعتقاده في تصريحات لـ"عربي21" أن "العلاقة مع الكيان الصهيوني علاقة استراتيجية مهمة للغاية للنظام المصري لا يمكنه التخلي عنها، والهدف هو السيطرة على التصعيد سواء بالضغط على حركات المقاومة الفلسطينية أو بالاتفاق مع الكيان الصهيوني".
وتابع عادل: "لا يمكن تصور دعم النظام المصري لقوة معادية للمشروع الصهيوني الذي أصبح النظام المصري أهم حلفائه"، مشيرا إلى "فكرة تلميع أو تصعيد محمود السيسي.. أعتقد أن وجوده هو دعم لنظام الانقلاب ولا أعتقد أن الأمور تدار بهذا الشكل داخل النظام الانقلابي العسكري".
رحلة تجارية "من تل أبيب" لشرم الشيخ
في غضون ذلك، وصلت أول رحلة طيران تجارية من دولة الاحتلال إلى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، الأحد، في مؤشر على تحسن العلاقات بين الطرفين.
وقالت شركة طيران "العال"، الناقل الرسمي للاحتلال الإسرائيلي، في صفحتها عبر "فيسبوك": "نحن سعداء ومتحمسون لأول رحلة تجارية إلى شرم الشيخ".
وأشارت "العال" إلى أن شركة "صن ديور" التابعة لها، ستكون المسيرة لـثلاث رحلات أسبوعية إلى المنتجع السياحي المصري.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أعلن منتصف آذار/ مارس الماضي عن إبرام مصر وإسرائيل اتفاقا لإطلاق "مسار جديد" لرحلات جوية مع مصر في "خطوة أخرى في تدفئة معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية".