مدونات

مسلمو أمريكا اللاتينية والدور الإعلامي المفقود (تجربة شخصية)

كاتب آخر
كاتب آخر
بالرغم من كون الأقليات المسلمة تبلغ حوالي 500 مليون مسلم يعيشون خارج العالم الإسلامي في دول غير مسلمة، إلا أنهم لا يحظون بتغطية إعلامية احترافية متخصصة تتكلم عن واقعهم وأهم التحديات والصعوبات التي تواجههم.

وعادة ما يلتفت الإعلام العربي إلى الأقليات المسلمة حول العالم على وقع الكوارث والمصائب، مثل أزمة مسلمي الإيغور في الصين، ومأساة مسلمي الروهينجيا في بورما، ومأساة مسلمي التشام في كمبوديا، ومأساة مسلمي كوسوفو (1999)، ومأساة مسلمي مقدونيا (2001).

يحظى مسلمو أمريكا اللاتينية بنوع من قلة الاهتمام من قبل الإعلام العربي، اللهم إلا قناة الجزيرة على فترات متباعدة تنقل تقارير إخبارية عن مسلمي أمريكا اللاتينية من (البرازيل والأرجنتين وفنزويلا).

في عام 2012، انفرد كاتب تلك السطور لموقع قناة اقرأ بخبر حول أول مؤسسة إعلامية إسلامية في أمريكا اللاتينية، تحت اسم "إسلام لاتينا"، وهو اختصار للوكالة الإسلامية للأنباء لدول أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، تحت إشراف الشيخ الصادق العثماني، وهو داعية مغربي مقيم في البرازيل، ومدير الشؤون الإعلامية في اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل.

حاولت المؤسسة التواصل مع كثير من القنوات الإسلامية والمؤسسات الخيرية في السعودية ودول الخليج؛ لتقديم خدمة إخبارية حصرية عن واقع مسلمي أمريكا اللاتينية، البالغ عددهم حوالي ستة ملايين مسلم، بينهم حوالي 40 في المئة تحولوا إلى الإسلام، وعن آفاق العمل الدعوى في أمريكا اللاتينية، وأهم الصعوبات والتحديات التي تواجه عمل المؤسسات الإسلامية في أمريكا اللاتينية، وكيفية الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسلمين الجدد والجاليات الإسلامية، خاصة من أصول لبنانية وسورية، لا سيما الجيل الثالث من أبناء الجاليات المسلمة في البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وفنزويلا.

وحاولت مؤسسة "إسلام لاتينا" العمل تحت ظروف مالية قاسية، وتم إغلاقها بعد أربع سنوات تقريبا.

وتعد تجربة "إسلام لاتينا" أول تجربه إعلامية إسلامية في أمريكا الجنوبية، بدأت بالجهود الذاتية، وقدمت تغطية إخبارية شاملة عن آفاق العمل الدعوي في أمريكا اللاتينية، لكن لم تستمر؛ بسبب غياب الدعم المالي من قبل المؤسسات الخيرية في السعودية ودول الخليج، وإحجامها على تقديم يد العون لها؛ في تقديم رسالتها الإعلامية حول واقع الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية.
التعليقات (0)