طب وصحة

دراسة تتحدث عن تأثير كبير لكورونا على متوسط أعمار البشر

تسببت الجائحة في خفض متوسط العمر المتوقع في إيطاليا بأكثر من عام كامل خلال 2020- الأناضول
تسببت الجائحة في خفض متوسط العمر المتوقع في إيطاليا بأكثر من عام كامل خلال 2020- الأناضول

قالت دراسة بحثية نشرتها المجلة الدولية لعلم الأوبئة، إن فيروس كورونا تسبب في أكبر خسائر في متوسط عمر البشر منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وتسلط النتائج الضوء على مثل هذا التأثير الكبير، الذي يُعزى مباشرة إلى كورونا، ما يوضح أن الوباء سبب صدمة مدمرة للعديد من البلدان. 

ودعا الباحثون إلى نشر وإتاحة المزيد من البيانات المصنفة من مجموعة واسعة من البلدان، بما في ذلك البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وذلك بشكل عاجل، لتحقيق فهم أفضل لآثار الوباء على مستوى العالم.

 

وبحسب الدراسة التي استندت لبحث قاده علماء في جامعة أكسفورد ومركز ليفرهولم للعلوم الديموغرافية، فإن فريق البحث توصل إلى مجموعة بيانات غير مسبوقة، عن الوفيات من 29 دولة، تغطي معظم دول أوروبا والولايات المتحدة وتشيلي، وهي البلدان التي نُشرت فيها تسجيلات الوفيات الرسمية لعام 2020. 

ووجد الباحثون أن 27 من أصل 29 دولة شهدت انخفاضاً في متوسط العمر المتوقع في عام 2020، وفقاً للورقة المنشورة، الأحد 26 أيلول/ سبتمبر 2021.

 

اضافة اعلان كورونا

وقالت الدراسة إن عام 2020 شهد أيضاً انخفاضاً في عدد المواليد بالنسبة لدول أوروبا الغربية مثل إسبانيا وإنجلترا وويلز وإيطاليا وبلجيكا وغيرها، مشيرة إلى أن آخر مرة لوحظت فيها مثل هذه الانخفاضات الكبيرة في متوسط العمر المتوقع عند الولادة في سنة واحدة، كانت خلال الحرب العالمية الثانية.

وكان حجم خسائر متوسط العمر المتوقع صارخاً في معظم البلدان التي شملتها الدراسة، فقد عانت 22 دولة مدرجة في الدراسة من خسائر في متوسط العمر، أكبر من نصف عام كامل في عام 2020. 

وتعرضت الإناث في ثماني دول والذكور في 11 دولة لخسائر أكبر من عام واحد في متوسط العمر. 

ويشير متوسط العمر المتوقع، إلى متوسط العمر الذي يعيش فيه المولود الجديد، إذا استمرت معدلات الوفيات الحالية طوال حياته. 

ولا يمكن لمتوسط العمر أن يتنبأ بالعمر الفعلي، لكنه فقط يقدم لمحة سريعة عن ظروف الوفيات الحالية، ويسمح بمقارنة حجم آثار الوفيات الناجمة عن الوباء بين مختلف البلدان والسكان.

ولوضع تلك النتائج في السياق، فقد استغرق الأمر 5.6 سنة في المتوسط لهذه البلدان، لتحقيق زيادة مدتها عام واحد في متوسط العمر المتوقع مؤخراً. إلا أن ذلك التقدم تم القضاء عليه على مدار العام الماضي، بسبب كورونا المستجد.

الذكور أكثر تأثرا

 
في معظم الدول الـ 29، شهد الذكور انخفاضاً أكبر في متوسط العمر المتوقع من الإناث. ولوحظ أكبر انخفاض في متوسط العمر المتوقع بين الذكور في الولايات المتحدة، إذ إنه شهد انخفاضاً بمقدار 2.2 سنة، مقارنة بمستويات 2019، يليهم الذكور من ليتوانيا بـ1.7 سنة.

ويقول الباحثون إنه يمكن تفسير الانخفاض الكبير في متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة، جزئياً، بالزيادة الملحوظة في معدل الوفيات في سن العمل، التي لوحظت في عام 2020. 

ففي الولايات المتحدة، ساهمت الزيادات في معدل الوفيات للمواطنين، الذين أعمارهم أقل من 60 عاماً، بشكل كبير في انخفاض متوسط العمر المتوقع، بينما ساهمت الزيادات في معدل الوفيات للمواطنين الذين تزيد أعمارهم على الستين، في معظم أنحاء أوروبا بشكل أكبر.

إضافة إلى هذه الأنماط العمرية، يكشف تحليل الفريق أن معظم الانخفاضات في متوسط العمر المتوقع، في مختلف البلدان، تُعزى إلى الوفيات الرسمية المُسجلة بسبب كورونا المستجد.

 

متوسط الأعمار في إيطاليا 

 

في سياق متصل تسببت الجائحة في خفض متوسط العمر المتوقع في إيطاليا بأكثر من عام كامل، خلال 2020، وبأكثر من أربعة أعوام في بعض المقاطعات الأكثر تضررا، وفق ما أعلن المعهد الوطني للإحصاء، الاثنين.


وقال المعهد في بيان: "في عام 2020، أدى تفشي وباء كوفيد-19 وما نتج عنه من ارتفاع حاد في مخاطر الوفيات إلى توقف مفاجئ في نمو متوسط العمر المتوقع عند الولادة الذي ساد حتى عام 2019، ما أدى إلى حدوث تقلص بمقدار 1.2 عام، مقارنة بالعام السابق".

وفي عام 2020، بلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة 82 عاما: 79.7 للرجال و84.4 للنساء، مقابل 81 و85.3 في 2019.

ويختلف الفارق بشكل كبير، بحسب المناطق؛ ففي مدينتي بيرغامو وكريمونا (شمالا)، الأكثر تضررا في إيطاليا، انخفض متوسط العمر عند الرجال ما بين 4.3 و4.5 عام من العمر المتوقع، وعند النساء بمقدار 3.2 و2.9.


وفي المقابل، انخفض متوسط العمر المتوقع بشكل أقل في فوجيا (جنوبا) وإينا في صقلية (-1.7 و-1.5 على التوالي)، ووحدها سيينا (وسط) لم تسجل أي تغيير (83.7 عاما).

التعليقات (0)