قضايا وآراء

كيف نحافظ على تربيتنا لأطفالنا في الغرب؟

عدنان حميدان
1300x600
1300x600
أولا: التربية المقصودة

تلك التربية المرتبطة بديننا وثقافتنا الأصيلة، وقيمنا التي تحض على بر الوالدين والتمسك بالعائلة وصلة الرحم، والتمسك بقيمة الزواج ورفض العلاقات خارج إطاره وما شابه ذلك.

ثانيا: نقاط في الاعتبار

- علينا أداء الواجب مع الأطفال والتوفيق من الله، فليس شرطا أن ننجح دائما بأساليبنا التربوية معهم وقد نبتلى بأحد منهم، المهم أن نكون قد أدينا المطلوب منا نحوهم من استفراغ الوسع في تربيتهم ورعايتهم.

- التربية لا تعني توفير متطلبات الحياة الكريمة من مأكل وملبس وألعاب.. الخ فقط؛ وإنما المقصود الجلوس معهم واحتضانهم ومحاورتهم وتعديل سلوكهم بأسلوب راق.

- الأطفال يحصلون على توعية قانونية كاملة بشأن حقوقهم، وعليه فالعنف معهم قد يؤدي لخسارة احتضانهم فضلا على أنه أسلوب غير تربوي في أصله والأصل تجنبه.

- التربية تبدأ قبل الولادة بحسن اختيار الزوج/ الزوجة الذي/ التي يعين/ تعين على حسن التربية والرعاية والتوجيه.

- المطلوب مساعدة الأطفال على شق طريقهم ووضعهم على أول الطريق والباقي عليهم، وليس مطلوبا أن نخطط لمستقبلهم نيابة عنهم، بل إن ذلك مرفوض وغير مقبول.

- فكرة عزل الأطفال عن المجتمع في الغرب لضمان حسن تربيتهم غير عملية، والأصل اندماجهم اندماجا واعيا بالتوازي مع الحفاظ على هويتهم، فالفكرة عدم الذوبان والتخلي عن الهوية.

ثالثا: احرص على:

1- الأسرة المنسجمة


والمقصود تلك التي لا يتشاجر فيها الوالدان أمام الأطفال ولا يسيء فيها أحدهما للآخر أو يهين كرامته، ويتوافر فيها الحد الأدنى من الحب والعلاقة السليمة.

2- توافر القدوة

أن يكون الوالدان أو أحدهما أو من هو في مقامهما أسوة صالحة للأطفال بحسن خلقه وطيبته، وعليه يرغبون أن يكونوا مثله ويحبون الاقتداء به.

3- الحفاظ على اللغة

مسألة الحفاظ على اللغة العربية كلغة أم ليست ترفا أو تشددا، وإنما واجب أصيل في الحفاظ على الهوية ومعروف يقدمه الوالدان للطفل؛ لا يدرك أثره الكبير وفائدته العظمى إلا عندما يكبر ويجد أن هذه ميزة له كبيرة في سوق العمل، وكم من شبابنا خسروا فرص تطور وظيفي لهم بسبب عدم تمكنهم من اللغة الأم، ناهيك عن أنها تساعدهم في فهم القرآن الكريم وتعلم أمور دينهم وحضارتهم.

4- البيئة الصالحة

لا يستطيع الوالدان أو أحدهما مهما كانت القدرات خارقة؛ تربية الابن/ البنت دون وجود بيئة صالحة محيطة، وعليه نحتاج بذل الجهد في البحث عن رفاق طيبين لأطفالنا وتعزيز تواصل الطفل مع مجموعة رفاق طيبة وخلوقة، ويمكن القيام باستضافتهم في المنزل، والتعاون مع العرب الآخرين في بريطانيا بذلك، وخصوصا مع الروابط التي تقوم بأنشطة تربوية للأطفال، مثل المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وغيره من الروابط والجهات.

5- الهوية الخاصة

تذكير الطفل بأصله وهويته مع استمرار دمجه في المجتمع وعدم عزله عنه، وضرورة العناية بإتقانه اللغتين، ولكن يتذكر أن له قيمه الدينية والاجتماعية الخاصة التي يمتاز بها ويحافظ عليها.

6- القيم الدينية

يعتبر الدين أكثر حصن يعزز القيم الإيجابية لدي حامله، وعليه فالتمسك بقيم الدين بوسطية واعتدال يحمي الطفل من الغلو أو الانحراف ويحافظ على بناء شخصية متوازنة له، وهذا فيه تفصيل يمكن أن نتطرق له في مقالات قادمة بمشيئة الله.

7- الوقت الممتلئ

نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهذا حال الإنسان الراشد الناضج، فما بالك بالطفل الذي لم تتكون شخصيته بعد؟ هنا يحتاج والداه ومربوه لملء وقته باعتدال بجملة من الأنشطة والفعاليات الهادفة.

8- المجتمع المصغّر

من الضروري أن تكون هناك عدة عائلات عربية قريبة من العائلة العربية في بريطانيا أو أي بلد غربي، تكون بمثابة العائلة الممتدة ويصبح الأصدقاء فيها بمقام العم والخال في البلاد العربية - هذا الحديث للذين هم وحدهم دون عائلاتهم الممتدة - وهنا يتم تنظيم لقاءات شهرية وفعاليات مشتركة، مثل رحلات عائلية ولقاءات ترفيهية، وتكون هي الحديقة الخلفية لتربية هذا الطفل والإطار العام بعد أسرته لرعايته واحتضانه.

9- الرياضة والكشافة

إن الأنشطة الرياضية والكشفية من أفضل الفضاءات التربوية التي يمكن أن يقضي بها الطفل فراغه وخصوصا في مرحة المراهقة المبكرة، وعليه يصرف طاقته وجهده بالتمارين والألعاب والمسابقات الرياضية، وهذا خير من النوم الطويل والانشغال بالهاتف أو التورط - لا سمح الله - بالمخدرات.

10- الفروقات الفردية

ينبغي أن ننتبه للفروقات الفردية بين الأطفال، فليسوا جميعا يحبون كرة القدم أو الأنشطة الجماعية، وهناك من يحب الجلوس للكمبيوتر والقراءة، وهذا قد يكون مشروع عالم أو مخترع، فلا نفرط بهذه الميول، ولكن نحاول توفير بيئة مشابهة لتطوير هذه المهارات ونحرص على مراقبتها بشكل غير مباشر.

11- تحري الحلال

تعلمنا في تربيتنا الإسلامية أن تحري الحلال في الرزق وتجنب الحرام أمران يطرحان البركة في البيت، ويعززان الخيرية التي يطوق بها عنق تلك الأسرة ويشكلان سياجا واقيا، حتى لو شذ عنه البعض أحيانا سرعان ما يعود ولو بعد حين.

وفي النهاية أذكر مقولة جان جاك روسو: لقد ألفت ست نظريات في تربية الأبناء، وعندما جاءني الأولاد لم أستطع أن أطبق أي نظرية منها! وهنا نفهم أن الأطفال هبة من الله، وقد يكونوا صالحين أو نبتلى ببعض الإشكاليات التربوية، ولكن هذا لا يبرر أبدا التقصير بحقهم أو عدم استفراغ الوسع في تربيتهم.

وعمليا أعرف خلال تجربتي على امتداد عقد من الزمان في بريطانيا خاصة وأوروبا عامة؛ عددا لا بأس به من العائلات التي قدمت نماذج ناجحة بل ومتميزة من الأبناء والبنات الذين هم على درجة من حسن الخلق والنجاح في ميدان الحياة بنفس الوقت.

التعليقات (0)

خبر عاجل