فنون منوعة

مهرجان بعلبك الدولي يعود رغم الصعوبات

تنوعت الموسيقى المقدمة بين الكلاسيك والفولكلور والروك والبوب والإلكترو والهيب هوب والشرقي- الوكالة الوطنية للإعلام
تنوعت الموسيقى المقدمة بين الكلاسيك والفولكلور والروك والبوب والإلكترو والهيب هوب والشرقي- الوكالة الوطنية للإعلام

أقيمت مهرجانات بعلبك الدولية، مساء الجمعة، رغم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي يمر بها لبنان. وبدأ المهرجان موسمه بحفلة استثنائية بعنوان "شمس لبنان ما بتغيب" أقيمت مساء الجمعة، عُرضت خلالها مقاطع لموسيقيين لبنانيين شباب صُوّرت في مواقع أثرية مختلفة في شرق البلاد.

وتمثلت المبادرة التي حملت عنوان "شمس لبنان ما بتغيب" في عرض فيلم من 80 دقيقة، يتضمن عشر حفلات تمتد كل منها على حوالي ثماني دقائق، صُوّرت كلها الشهر الفائت في معابد مختلفة من العصر الروماني تتوزع في أرجاء منطقة البقاع، "غالبيتها غير معروفة من العامة"، بحسب المنظمين، ما أتاح للمشاهدين اكتشافها.

 

وتنوعت الموسيقى المقدمة بين الكلاسيك والفولكلور والروك والبوب والإلكترو والهيب هوب، والشرقي لإظهار الثراء الإبداعي للجيل الجديد وتقديم برنامج متناغم.

وحضر الحفلة عدد محدود من المدعوين في القلعة الرومانية الشهيرة في "مدينة الشمس" بسبب جائحة كوفيد-19، ونقلتها معظم المحطات التلفزيونية اللبنانية وقنوات عربية إضافة إلى حسابات المهرجان على الشبكات الاجتماعية.


 

ومن بين الأسماء المشاركة في الحفلة: زياد سحاب وجنى سمعان وبيار جعجع وخماسي مكرم أبو الحسن.. إضافة إلى فرق موسيقية شبابية.

وقال الموسيقي زياد سحاب إن الدولة اللبنانية "شغلتها الأساس أن تحولنا لناس همهم الوحيد أن يفكروا كيف بدنا ناكل ونشرب وبس.. بينما نحن بدنا نغني ونغير كل واحد من خلال شغله".

وقد عكست الأغنيات التي قُدمت خلال الأمسية ببعض كلماتها الأوضاع التي يتخبط فيها لبنان، كما في الأغنية الختامية التي أداها الفنان اللبناني الشاب زاف مباشرة بعنوان "ليش بدي أبقى"، في بلد يعيش هجرة أدمغة طالت كل القطاعات الإنتاجية وسط انهيار اقتصادي شامل بات خلاله أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر.

وقال الملحن وعازف الموسيقى زاف في تصريحات صحفية إن أعماله تتخذ شكل موسيقى البوب اللبناني، وتمنى أن يكون هذا المهرجان "فسحة أمل صغيرة لكل شي يحدث من حولنا".

وأضاف زاف: "الفنان لا شيء يؤثر فيه إلا ما يحدث بداخله.. وبعلبك اليوم أكبر مثال على الفن اللي بيضل مع مرور الزمن، فرغم كل ما يمر على لبنان فإن بعلبك تقول لك إن الفن اللبناني هو الأمل الوحيد من أجل التغيير".

وشدد المنظمون في بيان على أن "مهرجانات بعلبك تحمل الأمل اليوم أكثر من أي وقت مضى"، في وقت يشهد فيه لبنان انهيارا ماليا رجّح البنك الدولي أن يكون من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850.

وقالت رئيسة المهرجان نايلة دو فريج، إن القائمين على الحدث أرادوا "توفير لحظة فرح وحلم من خلال هذا الفيلم وإظهار الوجه الآخر للبنان وتحويل الألم إلى أمل".

ويشهد لبنان عادة خلال الصيف الكثير من الحفلات والمهرجانات الموسيقية في مختلف أنحاء البلاد، لكن هذه الأحداث الفنية تغيب بصورة شبه كاملة عن البلاد للسنة الثانية على التوالي في ظل استمرار جائحة كوفيد-19 التي فاقمت تبعات الانهيار الاقتصادي.

وكانت مهرجانات بعلبك الدولية قدّمت في صيف العام 2020 حفلة وحيدة من دون جمهور بعنوان "صوت الصمود" أحيتها الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية في الموقع الأثري.

وقد استضاف المعلم الروماني بين أرجائه منذ إطلاق مهرجانات بعلبك سنة 1956، أسماء فنية كبيرة من البلدان العربية والعالم، بينهم أم كلثوم وفيروز وشارل أزنافور وإيلا فيتزجيرالد وستينغ.


0
التعليقات (0)