يلعب النجم الدولي الأرجنتيني ليونيل
ميسي غدا السبت لقاء الـ"كلاسيكو" الـ45 في مسيرته لكنه قد يكون الأخير له مع
برشلونة الذي يسعى لتأكيد صحوته بقيادة المدرب الهولندي رونالد كومان، عندما يحل ضيفا على غريمه
ريال مدريد في المرحلة 30 من الدوري الإسباني لكرة القدم.
ويعتبر "كلاسيكو" الدوري الإسباني المواجهة الأكثر استقطابا في العالم بأجمعه وليس في إسبانيا أو أوروبا وحسب، وتزداد أهميته السبت نتيجة وضع الغريمين التقليديين اللذين وجدا نفسيهما في موقع المنافسة الجدية على اللقب مجددا بسبب تراجع نتائج المتصدر أتلتيكو مدريد.
وسيتنازل "لوس روخيبلانكوس" عن الصدارة، في حال فوز أحد منافسيه، للمرة الأولى منذ كانون الأول/ديسمبر بعدما كان خلال شباط/فبراير في الصدارة بفارق 10 نقاط عن أقرب ملاحقيه، أما التعادل في "
الكلاسيكو" فسيمنحه فرصة الابتعاد مجددا في الصدارة في حال فوزه على ريال بيتيس الأحد.
وبعد خروج برشلونة المخيب من ثمن نهائي دوري الأبطال على يد باريس سان جرمان الفرنسي، يمثل الدوري فرصة للنادي من أجل إنقاذ موسمه الأول بقيادة لاعبه السابق كومان، وبالتالي يعول كثيرا على مباراة السبت التي تشكل فرصة مثالية لتأكيد انتفاضته والثأر لخسارته ذهاباً على أرضه أمام النادي الملكي.
عندما التقى الفريقان في 24 تشرين الأول/أكتوبر على ملعب "كامب نو" وخسر برشلونة 1-3، كان النادي الكاتالوني في وضع مغاير إذ كان ميسي وبقاؤه محور الحديث بعدما عجز خلال الصيف عن إقناع إدارة جوسيب ماريا بارتوميو بالسماح له بالرحيل.
في الوقت الراهن، يبدو أن أفضل لاعب في العالم ست مرات في أفضل أيامه بعد رحيل بارتوميو وانتخاب جوان لابورتا لاستعادة منصب الرئيس الذي يشكل عبئاً هائلاً حالياً بسبب الأزمة المالية الكبيرة الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا.
حتى أن مشكلة ميسي لم تُحَل حتى مع عودة لابورتا لأن ميسي لم يجدد عقده ومن غير المتوقع أن يتخذ قراراً بهذا الشأن قبل نهاية الموسم، لكن الرئيس الجديد-القديم لم يستسلم ولن ينتظر حتى الصيف المقبل من أجل محاولة إقناع نجمه الأرجنتيني.
ففي خطاب انتصاره الشهر الماضي، قال لابورتا: "اليوم يصادف الذكرى العشرين (في النادي) لصبي اسمه ليو ميسي الذي بدأ مشواره مع الفرق العمرية لبرشلونة".
وتابع: "أن نرى ميسي يأتي من أجل التصويت (في انتخابات الرئاسة)، أن يأتي أفضل لاعب كرة قدم في العالم بصحبة ابنه من أجلي، فهذا مثالٌ عما تحدثنا عنه، بأن ليو يحب برشلونة وكيف أننا جميعاً عائلة كبيرة واحدة".
خطاب لابورتا قد لا يكون مقنعاً بقدر ما شعر به ميسي على أرض الملعب، حيث شاهد فريقاً كان محطماً قبل أشهر معدودة لكنه عاد تدريجياً بقيادة كومان لاسترجاع مكانته.
وحتى أن الأرجنتيني نفسه عاد ليرعب دفاعات الخصوم، مستعيداً زعامته لترتيب هدافي الدوري بتسجيله 23 هدفاً حتى الآن، بينها 19 في 20 مباراة منذ بداية العام الجديد.
لكن حتى الفوز بلقب الدوري وربما الثنائية في حال التغلب على أتلتيك بلباو في نهائي الكأس الإسبانية، قد لا يكون كافياً لإقناع ميسي بمواصلة مغامرته الكاتالونية بعد الخروج المخيب من دوري الأبطال، المسابقة التي تشكل ركيزة اهتمامات الأرجنتيني أكثر من أي شيء آخر.
وإذا كان الأرجنتيني حاسماً أمره بشأن الرحيل، فسيكون لقاء السبت الـ"كلاسيكو" الأخير له، بعد 16 عاماً من مشاركته الأولى.
وسيحاول الأرجنتيني تعزيز سجل الأهداف الـ26 التي سجلها في 44 مشاركة سابقة، لأن ذلك سيشكل أفضل وداع ووسيلة لتأكيد دوره في صحوة النادي الكاتالوني رغم التوتر الذي حصل بين الطرفين خلال الصيف والخريف الماضيين.
وبالنسبة لكومان "هناك شخص واحد بإمكانه تحديد مستقبله وهذا الشخص هو (ميسي)" بحسب ما أفاد الهولندي في شباط/فبراير، مضيفاً: "أود لو يبقى لأعوام عدة قادمة وكل ما أحاول فعله هو الحرص على أن يكون سعيداً، كما حاله حالياً".