ملفات وتقارير

الصحة العالمية تنقل مساعدات إلى ليبيا عبر شركة تخضع للعقوبات

واشنطن تفرض عقوبات على شركة أجنحة الشام المملوكة لرجل الأعمال رامي مخلوف قريب رئيس النظام- صفحة الشركة
واشنطن تفرض عقوبات على شركة أجنحة الشام المملوكة لرجل الأعمال رامي مخلوف قريب رئيس النظام- صفحة الشركة

أثارت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، جدلا واسعا بعد نقلها مساعدات طبية إلى مدينة بنغازي الليبية على متن طائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام" السورية الخاصة، رغم فرض الولايات المتحدة عقوبات على الشركة المملوكة لرجل الأعمال رامي مخلوف، قريب رئيس النظام السوري بشار الأسد.


وفي التفاصيل، ذكرت المنظمة على حسابها في "تويتر" أنها أرسلت أكثر من 16 طناً من الأدوية والمعدات الطبية من مستودعاتها في دبي إلى مطار بنينا ببنغازي.


وأظهرت الصورة التي أرفقتها المنظمة في تغريدتها طائرة تحمل شعار شركة "أجنحة الشام"، وهو ما أثار تساؤلات حول سبب تعامل المنظمة مع هذه الشركة، رغم إدراجها في العام 2016، على لائحة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، بسبب دعمها لنظام الأسد.

 

 


أكثر من احتمالية

 
وفي رده على ذلك، أشار خبير أممي في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أكثر من احتمالية، تُفسر سبب قيام منظمة الصحة بالتعامل مع "أجنحة الشام" لإيصال المساعدات الطبية نحو الأراضي الليبية.
وقال إن الأمم المتحدة غير مُلزمة بعقوبات الخزانة الأمريكية، لكن في الوقت ذاته تحاول المنظمات التابعة لها تجنب التعامل مع الكيانات المعاقبة أمريكيا، لتفادي التبعات.


وأضاف الخبير، أن الاحتمال الأقوى أن "الصحة العالمية" أجرت مناقصة لتأمين كمية من المواد الطبية، وإيصالها نحو ليبيا، ويبدو أن المناقصة رست على شركة إماراتية، وقامت الأخيرة بدورها بالتعاقد مع "أجنحة الشام" لإيصال الشحنة إلى بنغازي، على اعتبار أن "أجنحة الشام" قدمت تسعيرة أقل من شركات النقل الجوي الأخرى.

 

اقرأ أيضا: "الوفاق" تكشف سجلات نقل مرتزقة نظام الأسد إلى ليبيا

وتابع بأنه في هذه الحالة فإن "الصحة العالمية" لا تمتلك طائرات وسفن لنقل المساعدات، وبالتالي فإن الشركة المسؤولة عن تأمين وتجهيز وإيصال الشحنة، هي التي حددت اسم شركة الطيران، وليست "الصحة العالمية".


وفي هذا الصدد، لم يستبعد المصدر أن تكون الشركة سورية، أو مملوكة لرجل أعمال سوري، ومسجلة على أنها شركة إماراتية، تهربا من العقوبات، مشيرا في هذا السياق إلى مواصلة الشركات المملوكة لمخلوف وأولاده لنشاطها التجاري في الإمارات.


وأما الاحتمال الثاني، حسب المصدر الأممي، فيُشير إلى وجود علاقات شخصية بين "أجنحة الشام" ومسؤول أو أكثر في "الصحة العالمية".


ولفت الخبير إلى العلاقة المتأزمة بين "الصحة العالمية" والولايات المتحدة، على خلفية اتهامات أمريكية للمنظمة بالتساهل مع الصين على خلفية تفشي فيروس كورونا.


الائتلاف يعلّق

 
من جانبه، انتقد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري، ومنسق فريق متابعة قانون "قيصر" عبد المجيد بركات، اعتماد "الصحة العالمية" على شركة نقل جوي مشمولة بالعقوبات الأمريكية، لنقل مساعدات طبية إلى ليبيا.


وقال لـ"عربي21" إن هذا الفعل يعد تحديا واضحا للإرادة الدولية، ولإرادة السوريين، خصوصا أن الشركة (أجنحة الشام) كانت قد نقلت المرتزقة من كل أنحاء العالم لقتل الشعب السوري.


وأضاف بركات أن للشركة دورا كبيرا في الصراع الذي شنه نظام الأسد على الشعب السوري، حيث قامت الشركة بنقل السلاح والمرتزقة لدعم النظام منذ اليوم الأول للصراع.


وبحسب بركات فإن تعامل "الصحة العالمية" مع هذه الشركة، ينطوي على تناقض واضح، لأن الشركة كذلك ساهمت بنقل المرتزقة والأسلحة إلى ليبيا.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد أبرز 4 شركات أمنية محلية للتجنيد بسوريا

ودعا بركات "الصحة العالمية" و"الأمم المتحدة" إلى إعادة حساباتها، لتفادي تكرار ذلك، منهيا بقوله: "على الأمم المتحدة أن تأخذ دورها بتفعيل قانون "قيصر"، وأن تلتزم بالعقوبات، لوقف نزيف الدم السوري".


وإلى جانب مساندتها نظام الأسد، تُتهم الشركة بنقل مرتزقة من نظام الأسد إلى ليبيا، لمساندة قوات اللواء خليفة حفتر، وسبق وأن نشر المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، سجل رحلات جوية تسيرها شركة طيران أجنحة الشام السورية التي تنقل المرتزقة التابعين للنظام السوري، إلى ليبيا.


ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من "أجنحة الشام"، حول هذه الاتهامات.


وتتخذ "أجنحة الشام" من مطار دمشق الدولي مقرا لها، وتصفها وسائل إعلام النظام بالناقل الوطني الثاني، بعد الناقل الجوي الحكومي الأول "السورية للطيران" المملوك للدولة، ويعود تأسيسها إلى نهاية العام 2007.

التعليقات (0)