قضايا وآراء

وحدة المعارضة المصرية.. إنتاج الفرص (3)

محمد عماد صابر
1300x600
1300x600
ذكرنا في المقالين السابقين عددا من التحديات المعطلة لوحدة صف المعارضة، ونطرح هنا ما نتوقعه من إنتاج الفرص في نفس مربع المعارضة، وهي ليست فرص نقاط الخلل في مربع الانقلاب.. لأنها رغم كثرتها إن لم توظفها معارضة قوية متماسكة تكون فرصا مُهدرة، وهذا واقع حتى اللحظة.

إعادة إنتاج الفرص

- أولوية وحدة الكيانات المكونة للمعارضة، إذ لا يمكن توحيد المفكك والمختلف وربما المختر، وإحداث تغيير جذري في طرق التفكير والتسيير والتدبير في منصات القيادة بطرق آمنة لا تزيد الانشقاق التنظيمي الحادث أصلا.. وعمليا هذا لن يكون إلا بوجود تيار شبابي، ينتقل بالتفكير النمطي الي التفكير الإبداعي وإنتاح الفرص والحلول.

يكفي أن تتوافق كيانات وهيئات وشخصيات المعارضة في الخارج، ولو مرحليا ومن حيث الشكل على الهدف العام، وهو إزاحة الانقلاب وإعادة مدنية الدولة، وإحياء المسار الديمقراطي، وتحرير المعتقلين السياسيين، وإتاحة العودة والحركة للمصريين في المنفى.

- تجديد لغة الخطاب السياسي والثقافي الموجه من الخارج لدعم بناء الإنسان المصري؛ بمواصفات تناسب حجم تحديات الحاضر وطموحات المستقبل.

تطوير لغة الخطاب الإعلامي لتكون أكثر هدوءا ومهنية، وأقل صراخا، حتى نشعر بالفارق بين منصات الانقلاب ومنصات المعارضة... حتى لا يكون المواطن المصري فريسة لخطابين للتخدير والتغييب..

- طرح برامح عمل ومبادرات حركة فردية من المعارضة في الخارح للقواعد والجماهير في الداخل.. سهلة وممكنة وآمنة، تستهدف نشر الوعي وتصحيح المفاهيم وتدقيق المعلومات، وتوضيح الرؤى، وتمتين العلاقات، وكشف الغطاء عن الانقلاب، بهدف تهيئة الأجواء للتغيير القادم..

- توظيف المؤسسات العلمية والتدريبية في الخارج لإعداد جيل من قادة المستقبل، لسد الفجوة الموجودة في المعلومات والكفاءات والعلاقات والتحالفات..

- زيادة فاعلية العلاقات الدولية لكيانات وشخصيات المعارضة في المؤسسات الرقابية والتنفيذية والحقوقية والقانونية، واستخدامها أداة ضغط على نظام الانقلاب، على غرار نموذج محمد سلطان وأيمن نور..

وأخيرا.. في حالة إصرار المعارضة على إبقاء الوضع على ما هو عليه، وتحت قسوة المعاناة في ظل نظام انقلابي قاتل، ستفقد المعارضة ما تبقي لها من رصيد (مع قلّته).. وربما يكون التغيير والتبديل والتداول في مربع المعارضة أكثر أولوية منه في مربع الانقلاب..

الإناء المصري يغلي، وهو مغلق ولا توجد منافذ للتنفس وتسريب الضغط والحرارة في الداخل.. علميا، حتما سينفجر.. والسؤال الخطير ليس متى، لكن في وجه من أولا.. المعارضة أم الانقلاب؟ حفظك الله يا مصر..
التعليقات (0)