مقابلات

خبير لـ"عربي21": فشل مزدوج بعد قمة سد النهضة.. أرقام مرعبة

تطرق خبير القانون الدولي للمياه إلى حقائق وصفها بـ"المرعبة" عن تصريف النيل الأزرق حاليا- يوتيوب
تطرق خبير القانون الدولي للمياه إلى حقائق وصفها بـ"المرعبة" عن تصريف النيل الأزرق حاليا- يوتيوب

علق خبير قانوني سوداني، على نتائج قمة سد النهضة "المصغرة" التي أجريت الثلاثاء برعاية الاتحاد الإفريقي، وبمشاركة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، ورئيسي الوزراء السوداني عبد الله حمدوك والإثيوبي آبي أحمد.


وقال خبير القانون الدولي للمياه الدكتور أحمد المفتي في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن القمة الإفريقية المصغرة بتاريخ 21 تموز/ يوليو 2020، انتهت بفشل ثلاثي مزدوج، موضحا أن الفشل الأول للسودان ومصر، على اعتبار أن انعقاد القمة في حد ذاته "يعطي الشرعية الضمنية، للملء الأول الذي قامت به إثيوبيا بإجراء منفرد".

 

 

الفشل الثالث يتمحور في الوصول إلى اتفاق (صوري)

 


وتابع المفتي: "كما يشكل سابقة قانونية، ويعطي إثيوبيا الحق في مواصلة الملء والتشغيل السنوي بإرادتها المنفردة"، مضيفا أن "الفشل الثاني، يتمثل في عدم وصول القمة إلى اتفاق نهائي ملزم، يضمن على الأقل أمان السد والأمن المائي والتعويض عن الأضرار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية".


أرقام مرعبة


وأردف قائلا: "الفشل الثالث يتمحور في الوصول إلى اتفاق (صوري)، مثل إعلان مبادئ سد النهضة عام 2015، الذي يعطي إثيوبيا كل شيء، ولا يعطي السودان أي حق من حقوقه المائية"، متطرقا إلى حقائق وصفها بـ"المرعبة" عن تصريف النيل الأزرق في الوقت الحالي، مقارنة بالعام الماضي.


وأوضح المفتي أن الخطوة الإثيوبية المتمثلة ببدء ملء سد النهضة، انعكست بشكل فوري على التصريفات المائية، مبينا أن "تصريف سد الروصيروص وصل لـ124 مليون متر مكعب مقارنة بـ448 مليون متر مكعب العام الماضي".

 

اقرأ أيضا: مصر تعلن نتائج قمة سد النهضة "المصغرة" وتواصل المفاوضات


وبحسب المفتي، فقد وصل تصريف سد سنار إلى 73 مليون متر مكعب، مقارنة بـ373 مليون متر مكعب العام الماضي، لافتا إلى أن ارتفاع منسوب مياه النيل بالخرطوم انخفض إلى 12 مليونا، مقارنة بـ14.6 مليون العام الماضي.


وأكد الخبير السوداني أن "الانخفاض سيستمر لفترة تتوقف على كمية الأمطار في إثيوبيا"، مستدركا: "السبب المباشر للانخفاض، يعود لبدء ملء سد النهضة دون تنسيق، ودون اتفاق ملزم مع دولتي السودان ومصر".


وحذر من خطورة التصرفات الإثيوبية، مستهجنا الإعلان السوداني بعد القمة الإفريقية المصغرة، والذي يعتبر الاتفاق على مواصلة المفاوضات إنجازا، بعد يوم من الإعلان الإثيوبي الرسمي عن اكتمال المرحلة الأولى من ملء سد النهضة.

 

الشرعية الإثيوبية


وأشار المفتي إلى أنه توقع فشل القمة الإفريقية المصغرة، قبل أن تبدأ، لكنها فشلت بأكثر من المتوقع، موضحا أن الفشل كبير رغم عدم الاعتراف السوداني به كالعادة، ويتمثل بشكل أساسي في إكساب إثيوبيا شرعية ملء السد.


ورأى المفتي، الذي شارك في مفاوضات دول حوض النيل سابقا، أن الفشل يمتد إلى الموافقة على مواصلة المفاوضات دون تحديد زمني، ودون التوصل لاتفاق على أي نقطة خلاف، حتى أسهل نقطتين، وهما إلزامية الاتفاقية، وإلزامية آلية حل المنازعات.

 

السودان وافق على منح إثيوبيا الحق بإقامة مشروعات مائية مستقبلية أخرى


وختم الخبير القانوني السوداني بقوله: "عقب فشل القمة الإفريقية المصغرة، وافقت الخرطوم على منح إثيويبا، الحق في إقامة مشروعات مائية مستقبلية أخرى، بخلاف سد النهضة، بما في ذلك بناء سدود أخرى، ولم تطالب بحقوقها المائية المتمثلة بأمان السد والأمن الغذائي، والتعويض عن الأضرار".


وكان رئيس الحكومة السودانية الانتقالية عبد الله حمدوك قال في تغريدة بموقع "تويتر" عقب قمة سد النهضة: "كان اليوم لقاء مثمرا في القمة الإفريقية المصغرة حول سد النهضة، وانتهينا بالتفاهم لمواصلة المفاوضات، للوصول إلى اتفاق ملء وتشغيل السد".


وعلقت وزارة الخارجية المصرية أيضا على نتائج القمة، بالقول: "تم التوافق على مواصلة التفاوض، وضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا، يتضمن آلية لفض النزاعات بين الأطراف الثلاثة"، مبينة أنه "يحق لأي من أطراف الاتفاق اللجوء إلى هذه الآلية لحل أي خلافات حول تفسير أو تنفيذ الاتفاق".


وأشارت الوزارة المصرية إلى أنه جرى التوافق على مواصلة المفاوضات والتركيز على منح الأولوية لبلورة الاتفاق الملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، على أن يتم لاحقا العمل على اتفاق شامل لكافة أوجه التعاون ين دول النيل الأزرق.



 
0
التعليقات (0)

خبر عاجل