سياسة عربية

"رزنامة الأمل".. فلسطيني يحصي الأيام للقاء ابنه الأسير (شاهد)

بنبرة حزن عميق تذكر الحاج قعدان زوجته والدة "عبد الرؤوف" التي توفيت قبل نحو 20 شهرا- عربي21
بنبرة حزن عميق تذكر الحاج قعدان زوجته والدة "عبد الرؤوف" التي توفيت قبل نحو 20 شهرا- عربي21

على صدر لوحة ورقية مقسمة، عُلقت على حائط غرفة صغيرة تحتضن مسنا فلسطينيا، يحصي الأيام المتبقية لنجله الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في انتظار يوم تحرره الذي يقترب رويدا رويدا.

ينام ويستيقظ الحاج سميح عبد الرؤوف قعدان (77 عاما)، من سكان حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب القطاع، وهو والد الأسير "عبد الرؤوف" الذي مضى على اعتقاله من قبل الاحتلال أكثر من (16 عاما)، وبجواره قلم أحمر يستخدمه لشطب كل يوم يمضي من الأيام المتبقية لنجله التي وثقها على صدر "رزنامة الأمل والألم".

وأوضح قعدان لكاميرا "عربي21" التي زارته في منزله للحديث عن شوقه وترقبه لليوم الذي يعانق فيه ابنه الحرية، أن جيش الاحتلال اعتقل "عبد الرؤوف" قبل أكثر من 16 عاما من على حاجز أبو هولي (كان يفصل القطاع لنصفين من حدود مدينة خان يونس)، أثناء مروره لتناول طعام الإفطار، في شهر رمضان مع عائلته، التي كانت تقيم في مدينة دير البلح وسط القطاع في حينه.

وذكر قعدان، أن نجله الأسير كان "مطلوبا ومطاردا" من قبل جيش الاحتلال، والخبر نزل عليه كـ"الصاعقة"، منوها أنه صدر بحقه حكم من قبل الاحتلال بالسجن 17 عاما.

ونوه أن "عبد الرؤوف" تنقل بين العديد من سجون الاحتلال؛ من سجن المجدل إلى سجن السبع ومن ثم إلى سجن نفحة ومن ثم لريمون، والآن في سجن نفحة الإسرائيلي، موضحا أنه منذ تفشي وباء كورونا توقفت الزيارات ولم يتمكن من رؤيته منذ 6 أشهر.

وفي تعبير واضح عن مدى الشوق الكبير ليوم تحرر نجله، نبه الحاج أنه في العام الأخير المتبقي لـ"عبد الرؤوف" في سجون الاحتلال، قام بإعداد لوحة تحتوي على 360 مربعا، وكل مربع يعبر عن يوم، يقوم فور استيقاظه بشطب هذا اليوم بقلمه الأحمر، وعندها يشعر بالارتياح وقرب موعد التحرر.

وبنبرة حزن عميق، تذكر الحاج قعدان زوجته والدة "عبد الرؤوف" التي توفيت قبل نحو 20 شهرا، وهي التي كانت تنتظر بفارغ الصبر يوم خروج ابنها من ظلمة سجون الاحتلال.

وذكر لـ"عربي21"، أنه ينتظر بزوغ فجر يوم جديد لشطب يوم آخر، وقال: "كل يوم يمضي، يعني اقتراب موعد احتضاني لابني"، وبحسب "رزنامة الأمل والألم" بقي على تحرر الأسير "عبد الرؤوف" 118 يوما.

وبين والد الأسير الطاعن في السن والذي تحكي تجاعيد وجهه حجم المعاناة الكبيرة التي يمر بها، أن الأسرى في سجون الاحتلال يعانون أكبر منها؛ فالغرف مكتظة، والحركة مقيدة وحتى نوع الأكل، معربا عن أمله أن يتم تبييض السجون الإسرائيلية من جميع الأسرى قريبا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات (0)