صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي يتناول أسباب فشل نتنياهو بمواجهة كورونا

قال كاتب إسرائيلي إن "القائد الحقيقي يتجاهل الاعتبارات السياسية والمنافسات الشخصية"- جيتي
قال كاتب إسرائيلي إن "القائد الحقيقي يتجاهل الاعتبارات السياسية والمنافسات الشخصية"- جيتي

تناول كاتب إسرائيلي، أسباب فشل حكومة بنيامين نتنياهو في مواجهة الأزمة الصحية الكبيرة التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، مؤكدا أن "الأداء السياسي لنتنياهو يظهر أن النجاح الذي يتباهى به إنما كان فشلا ذريعا".


وقال الكاتب بن كاسبيت في مقال نشرته صحيفة "معاريف" وترجمته "عربي21" إن "هذا يؤكد أنه لا يوجد في إسرائيل زعيم يحب الدولة، بل يحب نفسه، ويقتنع بأن وجوده أمر أساسي لمستقبل الدولة، لكن سوء حظه هذه المرة، أنه ليس لديه من يلومه في هذا الإخفاق".


وأضاف أن "القائد الذي يحب إسرائيل وجب أن يقاتل ضد كورونا، ويفوض كل سلطاته، ويمنح كل الوسائل المتاحة، ويشكل مجلس وزراء مستقل لمواجهة الوباء، بصلاحيات كاملة"، مستدركا بأنه "للأسف لا يوجد مرشحون لهذا المنصب، فجميعهم مفقودون، لأن القائد الحقيقي يتجاهل الاعتبارات السياسية والمنافسات الشخصية، والاضطرابات الداخلية".

 

"المرحلة المهينة" 


وأوضح كاسبيت أن "نتنياهو كان مطالبا بأن يعين في منصب مواجهة كورونا أحد الجنرالين غادي إيزنكوت أو يائير غولان، أو وزير الحرب السابق نفتالي بينيت"، معتقدا أنه "كان على نتنياهو تجنب الذعر في المرحلة الأولى من الوباء، والنشوة بالمرحلة الثانية، حتى لا يضطر للوصول للمرحلة المهينة"، وفق وصفه.


ورأى أن "نتنياهو كان جزء رئيسيا من النجاح النسبي لإسرائيل بمحاربة كورونا في الموجة الأولى، بفضل إغلاق الحدود وفرض حالة الطوارئ، فانحسر منحنى الوباء"، مشيرا إلى أن "نشوة نتنياهو جاءت مصحوبة بالتعجرف، والشعور القائل (أنا ولا شيء أكثر)، والتركيز على خطة الضم، وحصول عائلته على مزيد من الامتيازات المالية".

 

اقرأ أيضا: إسرائيليون يحتجون على مخطط نتنياهو لـ"تصفية" الكنيست


واستدرك: "لكن فيروس كورونا لا ينتظر أحدا، فلم تستفد الحكومة من مرحلته الأولى، رغم توفر عدد كافٍ من العاطلين، الذين يصلون لإنشاء دائرة خاصة بمواجهة الوباء، بدلا من بيروقراطية وزارة الصحة".


وأعرب كاسبيت عن استغرابه من إطلاق تل أبيب قمر التجسس الفضائي، وفي الوقت نفسه لا تستطيع إغلاق دائرة الإصابة بفيروس كورونا، مرجئا ذلك إلى غياب بديل مدني لمواجهة الوباء، وظهور حاجة ماسة لاستغلال قدرات جهاز الأمن العام (الشاباك) وتوسيع صلاحياته على حساب وزارة الصحة.

 

تفويض السلطة


وأوضح أن "وزارة الصحة الإسرائيلية ليست مصممة لتحمل آلاف الأشخاص، الذين تلقوا تعليمات بالخروج من عزلة دون مبرر، ولذلك فقد انهار النظام الصحي بمجرد استيقاظه"، متابعا بأن "الغريب أن إسرائيل دولة قادرة على العمل، فكيف يمكن تفسير الفشل الحالي".


وبيّن أن "السبب بسيط جدا، وهو أن نتنياهو غير قادر على تفويض السلطة، ولا مشاركة الائتمان مع أي شخص، وكل اعتباراته شخصية وحزبية وغير تقديرية، رغم أن الدولة فيها من المؤسسات والجهات التي تكلفها مليارات الشواكل لمواجهة مثل هذه الأزمات".


وعدد هذه المؤسسات بالقول: "قيادة الجبهة الداخلية وسلطة الطوارئ الوطنية ونظام المعلومات الوطني ووزارة الحرب والسلطات المحلية والتجمعات السكنية، جميعهم لديهم حملات إعلامية، ويعرفون كيفية الوصول لكل إسرائيلي، ويعملون بكل اللغات، ولديهم دعم استخباراتي ولوجستي كبير".


وأكد أن "هذه أصول وطنية للشعب اليهودي، لكن نتنياهو يتجاهلها في الأزمة الأخيرة، وكالعادة فهو ينسب كل نجاح إلى نفسه، وفجأة أصبح هذا النجاح فشلا"، وفق تقدير الكاتب الإسرائيلي.

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: فقدنا السيطرة على تفشي كورونا

 
التعليقات (0)