قضايا وآراء

اليمن.. وتبدل هوية الصراع

حازم عياد
1300x600
1300x600

تكاد تختلط على المراقب هوية الأطراف المتصارعة في اليمن نتيجة تصارع الفرقاء في معسكر الشرعية وعلى رأسهم حكومة الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية عبدر ربه هادي منصور من جانب والمجلس الانتقالي الانفصالي بزعامة عيدروس الزبيدي وحليفه السلفي المدخلي هاني بن بريك من جانب آخر.

الصراع بين الشرعية والمجلس الانتقالي طغى على المشهد السياسي والأمني في اليمن ما يقارب العام؛ ولم يعكر صفوه سوى هجمات الحوثيين الصاروخية بين الحين والآخر على المملكة العربية السعودية كان آخرها قصف وزارة الدفاع السعودية في الرياض وعدد من المواقع والمنشآت في المملكة بأكثر من ثلاثة صواريخ بالستية و8 طائرات مسيرة يوم أول من أمس الثلاثاء الموافق 23 حزيران (يونيو) الحالي.

هجمات الحوثيين الأخيرة على العربية السعودية لم توقف التداعيات الخطيرة للمواجهات في جزيرة سقطرى ومحافظة أبين بين قوى الشرعية والمجلس الانتقالي؛ إذ دفعت أعضاء في حكومة الشرعية إلى التهديد بطلب المساعدة من تركيا التي تملك حضورا قويا وفاعلا في البحر الأحمر والصومال لمواجهة القوى الانفصالية.

 

البحث عن حلفاء جدد مسار بات أكثر جدية بعد خسارة حكومة الشرعية جزيرة سقطرى لصالح المجلس الانتقالي ذي النزعة الانفصالية وتعثر السعودية في وقف الاقتتال الداخلي والحد من طموحات الانتقالي وحلفائه في أبو ظبي

 



دعوات من الممكن أن تعيد هندسة الصراع بعد أن تعثرت جهود السعودية غير مرة لوقف الاقتتال في معسكر الشرعية؛ كان آخرها الإعلان عن وصول القوات المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة أبين بين قوات الشرعية والمجلس الانتقالي يوم أمس الأربعاء الموافق 24 حزيران (يونيو).
 
البحث عن حلفاء جدد مسار بات أكثر جدية بعد خسارة حكومة الشرعية جزيرة سقطرى لصالح المجلس الانتقالي ذي النزعة الانفصالية وتعثر السعودية في وقف الاقتتال الداخلي والحد من طموحات الانتقالي وحلفائه في أبو ظبي بحسب مزاعم وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري ومحافظ سقطرى رمزي محروس.

توجه شجع عليه تأخر الرياض في وقف هجمات الانتقالي؛ وعززه الحضور التركي الفاعل في البحر الأحمر وقربها من خطوط التماس في الجزيرة المنكوبة ونجاحها في تحقيق الاستقرار ودعم الحكومة الصومالية في مواجهة الجماعات الإرهابية فضلا عن نجاحها في دعم حكومة الوفاق في ليبيا لتقدم نموذجا قابلا للاستنساخ في ظل الضغط العسكري الذي تواجهه حكومة الشرعية وحلفاؤها.

إرسال مراقبين للإشراف على وقف القتال في محافظة أبين لم يعد كافيا بالنسبة لمحافظ سقطرى الذي فقد السيطرة على الجزيرة ومرافقها الحيوية وبات حالها كحال مدينة عدن التي تخضع لهيمنة الانتقالي؛ فالرياض ورغم تدخلها غير مرة وجمعها الفرقاء في جدة إلا أنها لم تتمكن من دفع الانتقالي للانسحاب من عدن ليبقى الصراع بين قوى الشرعية والانتقالي عرضة للانفجار من جديد مهددا بتوسع دائرة الصراع والتحالفات في اليمن مستقبلا.

ختاما: المفاوضات والهدن الخاصة بالنزاع في اليمن لم تعد تقتصر على طرفي الصراع، حكومة الشرعية في عدن في مواجهة الحوثيين في صنعاء وصعدة؛ إذ توسع الصراع وتبدلت هويته أكثر من مرة بتبدل أطرافه وسيولة تحالفاته؛ فهوية الصراع لم تعد مرتبطة بقوى الشرعية في مواجهة القوى الانقلابية التي مثلها تحالف الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجماعة أنصار الله أو بالسعودية وإيران؛ إذ بات له أطراف جديدة أبرزها الانتقالي وحكومة الشرعية؛ تحول فتح الباب واسعا لتحالفات إقليمية جديدة بفعل الفشل في حسم الصراع عسكريا أو سياسيا.

hazem ayyad
@hma36

التعليقات (0)