ملفات وتقارير

حفتر في القاهرة.. ما خيارات بقائه في المشهد والحل السياسي؟

حفتر سيلتقي الخميس باللجنة المصرية المكلفة بالملف الليبي- الأناضول
حفتر سيلتقي الخميس باللجنة المصرية المكلفة بالملف الليبي- الأناضول

وصل اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، إلى القاهرة الأربعاء، في زيارة غير معلنة، هي الأولى له منذ سلسلة الخسائر العسكرية التي مني بها على رأسها قاعدة "الوطية العسكرية" الشهر الماضي، إضافة إلى بلدات أخرى بمحيط العاصمة الليبية طرابلس.


ولم تتطرق أي وسيلة إعلامية أو صحفية مصرية - خاصة الرسمية والقومية منها - إلى الزيارة وطبيعتها ومدتها باستثناء موقع اليوم السابع الموالي للنظام، والذي نقل الخبر عن مصادر ليبية، وسط تكتم شديد بشأن أهداف الزيارة والمسؤولين الذين سوف يلتقيهم.


وأعلن الجيش الليبي، الأربعاء، سيطرته على مطار العاصمة طرابلس، بعد طرد قوات "خليفة حفتر"، وشن هجوم على "ترهونة" من ثلاثة محاور، فيما توجه نائب رئيس الحكومة الليبية، أحمد معتيق، إلى موسكو لإجراء محادثات رسمية مع مسؤولين روس.


وقالت مصادر مطلعة لـ"عربي21": إن "النظام المصري قرر استدعاء حفتر بالتزامن مع زيارة حليفه السابق، رئيس مجلس النواب المنعقد بطبرق عقيلة صالح للقاهرة، منذ السبت الماضي، ولقائه بعدد من المسؤولين المصريين السياسيين والعسكريين".

 

اقرأ أيضا: حفتر يصل القاهرة ويبحث مع السيسي آخر التطورات في ليبيا

ورفض مجلس النواب في مدينة طبرق شرقي ليبيا، الشهر الماضي، القبول بإعلان حفتر الذي نصب فيه نفسه حاكما للبلاد، مؤكدا دعمه لمبادرة رئيس البرلمان عقيلة صالح، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.


وكان حفتر أعلن تنصيب نفسه حاكما على البلاد، وإسقاط اتفاق الصخيرات السياسي، رغم معارضة صالح وبرلمانه لتلك الخطوة الأحادية، والتي رفضتها مصر أيضا، وفقا لمصدر مطلع.


مناقشات حفتر في القاهرة

 
وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "حفتر سيلتقي كلا من وزير الدفاع الفريق أول، محمد زكي، ومدير المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، إضافة إلى اللواء عمر نظمي مسؤول الملف الليبي في المخابرات العامة، واللجنة المكلفة بالملف الليبي صباح الخميس".


وأوضحت المصادر أن "المسؤولين المصريين يدعمون حفتر عسكريا رغم خسائره المتكررة، باعتباره الخيار الوحيد، ولكن يريدون إعادة الوجه السياسي له من خلال إعادة ترتيب البيت الشرقي الليبي بعد احتدام الخلاف بين صالح وحفتر".


وبشأن الموقف المصري من الخلاف، أكدت المصادر لـ"عربي21": "هناك حالة غضب من حفتر، ولكن يجب توجيه هذا الغضب نحو إعادة ترتيب الأوراق، وليس بعثرتها، ولا وقت لمثل هذه الأمور؛ لأن الوقت ليس في صالح البحث عن بديل لحفتر"، مشيرا إلى أن "المسؤولين المصريين وبخوا حفتر بعد تنصيب نفسه حاكما والمغامرة بالتخلي عن تأييد برلمان طبرق كغطاء سياسي لعملياته العسكرية".


واختتمت المصادر بالتأكيد أن "مصر لا تمانع من العودة لطاولة المفاوضات وإحياء مسار الحل السياسي، ووقف إطلاق النار، لإعادة ترتيب الأوراق مجددا"، ولكنها لم تؤكد إذا ما كان السيسي سوف يلتقي حفتر أم لا، خاصة بعد مواقف الأخير غير الموفقة سياسيا وعسكريا.


الخيار السلمي وبقاء حفتر

 
ورحبت مصر والإمارات، الثلاثاء، بإعلان الأمم المتحدة قبول الطرفين المتنازعين في ليبيا استئناف مباحثات وقف إطلاق النار.


وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، مجدداً على تمسك البلدين (مصر والإمارات) بالحل السياسي، الذي يدعم السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء ليبيا.


وعلق عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، بالقول إن "زيارة حفتر للقاهرة تؤكد ما ذكرناه سابقا، أن السيسي يصر على وجوده، وأنه يخالف الشرعية الدولية، ومبادرات الحل السياسي، والتدخل في الشأن الليبي بشكل سافر".

 

اقرأ أيضا: الوفاق لـ"عربي21": قواتنا بسطت سيطرتها على مطار طرابلس

وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى وجود "نقاش سري يدور حول استمرار دعم حفتر، ومحاولة إعادة التوازن العسكري على الأرض، خاصة أن القاهرة شريك رئيسي فيما يحدث على الأراضي الليبية من عمليات قتل وتدمير، وتشارك في إجهاض أي حل سياسي يقوم على الشرعية الشعبية".


ورقة الناظوري

 
بدوره؛ قال الناشط السياسي والصحفي الليبي، فرحات العمامي، إن "زيارة حفتر تتزامن مع خسائره المتلاحقة في ليبيا وتقهقر قواته في محيط طرابلس، وإنقاذ موقفه مع حليفه العسكري نظام السيسي الذي كان يرفض هجومه المتعجل على طرابلس".


وأضاف لـ"عربي21": "حفتر يسعى الآن إلى لملمة أوراقه مع النظام المصري الذي ربما ينظر إلى العسكري القوي عبد الرزاق الناظوري كبديل له، والذي يحظى بولاء القبائل في شرق ليبيا ربما أكثر من حفتر ذاته"، مشيرا إلى أن "عقيلة صالح هو رجل روسيا ومصر باعتباره يمثل شرعية قانونية مدنية أمام العالم".


وتوقع أن "يحصل صالح على تأكيدات مصرية بعدم تعرض حفتر له، بعد أن ترددت نيته اغتياله، وأن يناقش الطرفان كيفية التعامل في المرحلة القادمة بعد هزائم حفتر على أبواب طرابلس، والتنسيق لتوحيد مبادرة تخرج بالتوافق بين صالح وحفتر سياسيا وعسكريا".

1
التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الأربعاء، 03-06-2020 10:00 م
انتهى دورك يا حفتر و الان مصيرك اما الهروب او مواصلة القتال و سوف يكون مميتا لك و نهايتها باذن الله