اقتصاد دولي

باركليز: هكذا تعامل أثرياء الشرق الأوسط مع انهيار سعر النفط

انهيار أسعار النفط دفع برجال الأعمال الأثرياء بمنطقة الشرق الأوسط، للاستثمار بالملاذات الآمنة- الأناضول
انهيار أسعار النفط دفع برجال الأعمال الأثرياء بمنطقة الشرق الأوسط، للاستثمار بالملاذات الآمنة- الأناضول

قال بنك "باركليز"، إن جائحة كورونا التي ضربت وما تزال، مختلف القطاعات الاقتصادية حول العالم، دفعت برجال الأعمال الأثرياء بمنطقة الشرق الأوسط، للاستثمار بالملاذات الآمنة، على غرار الأصول الدولارية والأسهم.

ولفت البنك إلى أن رجال الأعمال أصبحوا الأكثر تجنبا للمخاطر من بين المستثمرين الأثرياء في الأسواق الناشئة بعد أن تضرروا من انهيار أسعار النفط.

وفي هذا الصدد، قال مدير أسواق النمو العالمية ببنك "باركليز" الخاص، سلمان حيدر، في مقابلة صحفية، اليوم الجمعة، إن عملاء المصرف الأثرياء في شتى أنحاء الأسواق الناشئة يتحولون نحو الاستثمارات التي تعتبر أكثر أمانا، مثل الأصول الدولارية أو الأسهم التي تأتي بتوزيعات نقدية أو أدوات دخل ثابت انتقائية، لكن العزوف عن المخاطرة ليس بنفس الكثافة التي كان عليها إبان الأزمة المالية العالمية، لكن الحذر يعد أكثر وضوحا في الشرق الأوسط.

وأوضح حيدر: "مستويات الإقبال على المخاطرة في الشرق الأوسط انخفضت كثيرا... هناك تركيز أكبر بكثير على السيولة المحلية... تركيز أكبر بكثير على الحفاظ على السيولة".

وأضاف أن الإقبال على المخاطرة تراجع أيضا في روسيا، وهي اقتصاد آخر غني بالنفط، في حين خفت الإقبال في الهند، وقال إن العملاء كانوا أكثر جرأة بعض الشيء في مناطق أخرى بآسيا.

وتابع: "صار الكثير من التركيز على التأكد من قدرة أعمالهم على تغطية احتياجات السيولة ورأس المال العامل وما إلى ذلك".

وذكر مسؤول بنك "باركليز" أن هناك إجماعا كبيرا من العملاء على تحويل تدفقات المحافظ إلى قطاعات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا والبعد عن مناطق أكثر انكشافا على الجائحة مثل السفر والترفيه.

وبالنسبة لاستثمارات العائلات وشديدي الثراء، قال حيدر إن هناك إقبالا على الاستثمار في الأصول المتضررة، بدءا من قروض البنوك وصولا إلى أصول الرعاية الصحية والتكنولوجيا.

وبين حيدر أن البنك شهد "اهتماما قادما لبحث فرص معينة للاستثمار المباشر. كان يمكن أن تكون هذه استثمارات مباشرة في شركات بقطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا حيث يمكن توفير مدخل مباشر كمشاركة في الملكية"، مضيفا أن هناك تجددا للاهتمام بالعقارات.

وفي الوقت الذي استعادت فيه الأسهم العالمية بعضا مما فقدته بعد هبوط في آذار/مارس، تسببت فيه مخاوف حيال الكلفة الاقتصادية للجائحة، لا تزال أسعار النفط عند مستويات متدنية رغم زيادة هذا الشهر.

وعملاء البنك الخاص عادة ما يكون لديهم أصول متاحة للاستثمار بأكثر من 20 مليون جنيه إسترليني (24.7 مليون دولار).


اقرأ أيضا : هكذا تعامل الملياردير"كوبان" مع اضطراب الأسواق بسبب كورونا


وكان الملياردير والمستثمر الأمريكي، مارك كوبان، نصح باستعمال استراتيجية الإبقاء على السيولة النقدية، لمعالجة حالة الاضطراب التي تعيشها أسواق العالم، بسبب فيروس كورونا.

ورأى كوبان، أن الإبقاء على السيولة النقدية في حوزته، خلال هذه الفترة، سيكون الخيار الأكثر أمانًا، في ظل تقلب قيمة الاستثمارات والمخاوف المتعلقة بشأن المستقبل، متنبئا بأن "الاتجاه الهبوطي للأسواق لم ينته بعد".

وبحسب تقرير لموقع "بزنس إنسايدر"، نشر في نيسان/أبريل قال كوبان، إن التوقعات تشير إلى وقوع انخفاض على المدى القصير، مؤكدا أنه "بعد ثلاث أو خمس سنوات من الآن، سيكون السوق صاعدا أكثر مما عليه اليوم".

ويضيف: "عندما ننظر إلى الوراء عبر العشر سنوات الماضية، نجد أن هناك بعض الشركات المذهلة التي تم إنشاؤها، والاحتفاظ بالسيولة النقدية سيتيح لي فرصة للاستثمار بها".

لهذا السبب، يتابع التقرير، فإن النهج الذي يتبعه كوبان تجاه أسواق الأسهم يستند إلى الاستراتيجية المعروفة بـ"الانتظار والترقب الشديد للنقدية"، إنه يبني الآن مخزونه النقدي حتى يتمكن من توزيعه على رواد الأعمال والشركات التي ستتجاوز الأزمة بنجاح وتماسك.

التعليقات (0)