صحافة دولية

ذي نيويوركر: الشرق الأوسط يتأرجح بين أزمتي كورونا والنفط

الصحيفة قالت إن أزمات الشرق الأوسط الحالية ستجعله أكثر تقلبا- جيتي
الصحيفة قالت إن أزمات الشرق الأوسط الحالية ستجعله أكثر تقلبا- جيتي

سلطت صحيفة "ذي نيويوركر" الضوء على تأثير أزمتي انتشار فيروس كورونا، وانهيار أسعار النفط، على الشرق الأوسط وفرص تعافيه منهما.


وقالت الصحيفة في مقال للكاتب روبين رايت ترجمته "عربي21" إن الشرق الأوسط، الذي يعتبر أكثر مناطق العالم تقلبا على مدى أكثر من 7 عقود، أصابته في الشهرين الأخيرين كارثتان، جائحة كورونا، والانهيار التاريخي لأسعار النفط. 


ولفتت إلى أن أزمة كورونا تزامنت مع معضلة الاقتصاد في المنطقة بعد هبوط أسعار النفط إلى مستويات متدنية الشهر الماضي، بسبب زيادة في الإنتاج اقترنت مع تراجع في الطلب على مستوى العالم بسبب الإغلاقات.


وذكّرت الصحيفة أن سعر برميل النفط كان قبل عام 67 دولارا، لكنه تراجع الشهر الماضي على مستوى العالم، حتى وصل في أمريكا لأول مرة تحت الصفر.

 

هل سيتعافى الشرق الأوسط؟


ونقلت عن الخبيرة في معهد بروكنغر سوزان مالوني، قولها: "لا أرى كيف سيتعافى الشرق الأوسط، وسيكون لهذا أثر كارثي على المنطقة، لأن الثنائي كوفيد-19 وانهيار أسعار النفط سيصيب الدول المنتجة للنفط والتي بدورها كانت مصدر مساعدات لبقية المنطقة".

 

اقرأ أيضا: كاتبة أمريكية: علينا التخلص من العبء السعودي إلى الأبد

وقالت الصحيفة إنه "ومنذ أواخر شباط /فبراير تحولت الصورة في كل أنحاء المنطقة، وتحول معها أجندة الدول وزعماؤها، وبحسب الصحيفة، ففي سوريا هدأ الصراع نسبيا، وأصبحت مخاطر الفيروس أكبر من مخاطر نظام الأسد، وفي السعودية التي فيها أقدس حرمين للمسلمين فرغ المسجد الحرام من المصلين، بعد أن علقت السعودية الحج والعمرة في آذار/ مارس الماضي، وهي العبادات التي لم تنقطع في الحرم  منذ حملة نابليون على مصر عام 1798".


وفي السياق أضافت: "اختبأت العائلة المالكة منذ أن أصيب حوالي 150 من أمرائها وأميراتها، فالملك سلمان في عزلة على جزيرة في البحر الأحمر بالقرب من جدة، بينما ذهب ولي العهد الطموح محمد بن سلمان هو وحاشيته إلى المدينة المستقبلية". 


وتابعت: "أصبح البقاء أهم من أشد الصراعات الإقليمية، حيث أعلنت السعودية وقفا لإطلاق النار في اليمن وأبدت رغبة في إنهاء الحرب".


ولفتت إلى أن هذه الأزمة مهدت الطريق أمام الشرق الأوسط ليصبح أكثر تقلبا، فحوالي 60% من السكان تحت سن الثلاثين وهو ما قد يؤثر على أعداد الناجين من الجائحة.


ونقلت عن رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن بول سالم قوله: "إن الجائحة ما زالت في مراحلها الأولى في كثير من أجزاء الشرق الأوسط، ولعل المناطق الأكثر عرضة هي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في أنحاء المنطقة، والعشوائيات في الدار البيضاء والجزائر ومناطق الحروب في اليمن وليبيا والمناطق المكتظة مثل غزة، والتي ليس لديها إلا إمكانيات محدودة للتعامل مع التفشي إن وقع".


ثمن هائل

 
وقال سالم: "إذا ما اعتبرنا أنه لا يوجد علاج ولا لقاح وأن الإغلاقات لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة يمكن أن يكون الثمن البشري على مدى العام أو العامين القادمين هائلا جدا، وقد يموت في الشرق الأوسط بسبب الجائحة عدد أكبر ممن ماتوا في الحروب منذ الحرب العالمية الأولى".


واستطرد: "تواجه كل حكومة تحديات اقتصادية هائلة، فالجزائر التي فيها أكبر عدد وفيات بسبب كوفيد-19 في أفريقيا وتشكل عائدات النفط 60% من دخلها تعاني من دمار كبير.، وأعلن رئيس البلاد، عبد المجيد تبون، هذا الأسبوع بأنه يجب تقليص الميزانية إلى النصف، وميزانية 2020 للسعودية كانت مبنية على أن يكون سعر برميل النفط يساوي 80 دولارا، وأصبحت الآن مضطرة لسحب 32 مليار دولار من احتياطيها من العملات الصعبة وأن تلجأ للقروض لسد الفجوة".

 

اقرأ أيضا: NYT: كورونا كشف حجم التمييز ضد الأجانب في الخليج

وتابع: "خطة السعودية رؤية 2030 لتحديث وتنويع الاقتصاد السعودي التي نادى بها ولي العهد السعودي، لم تعد تكلفتها مقبولة، على الأقل حسب ما يبدو حاليا، ولا يبدو أن اتفاقية خفض إنتاج النفط بحوالي عشرة ملايين برميل في اليوم ستساهم في حل الأزمة، ففي نيسان/ أبريل، قدرت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط سيتراجع بحوالي 29 مليون برميل في اليوم. وسوف تخسر بذلك العراق وليبيا وإيران ودول الخليج مليارات الدولارات من الدخل".

 

تكريس الدكتاتورية

 
وشدد سالم على أن الجائحة، استغلت في تكريس مزيد من الدكتاتورية، حيث فرضت الإمارات عقوبات على من يدلي بأي رأي حول انتشار الفيروس في البلاد، يعارض البيانات الرسمية، والسعودية فرضت منعا للتجول، وجرمت مصر نشر حالة الذعر بشأن الجائحة، بينما منح البرلمان المزيد من السلطات للرئيس عبدالفتاح السيسي والأجهزة الأمنية. 


وختمت بالقول: "لو كان الحكام، حكماء لخفضوا نفقاتهم العسكرية وتوقفوا عن التورط في الحروب وركزوا بدلا من ذلك على الصحة والرعاية". مشددة على أن موجات الاحتجاج التي سبقت الجائحة تشير إلى أن الشرق الأوسط مستعد أو ربما تجاوز مرحلة الاستعداد للتغيير، ولكنه تحت سطوة أمراء الحرب والميليشيات والنخب الفاسدة فإن الاحتمالات ضئيلة. وذلك لا يبدو جيدا لمستقبل الشرق الأوسط بعد الجائحة.

التعليقات (0)