ملفات وتقارير

هؤلاء أكبر داعمي حملة ترامب الانتخابية.. كيف يؤثرون عليه؟

قطاع النفط والغاز لا يحتل موقعا متقدما في قائمة داعمي ترامب- جيتي
قطاع النفط والغاز لا يحتل موقعا متقدما في قائمة داعمي ترامب- جيتي

تمنح القوانين الأمريكية مساحة واسعة للسياسيين والأحزاب بالحصول على الدعم المالي من مختلف الأطراف، للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها، وذلك بشرط الشفافية.

 

ويوفر ذلك فرصة للمراقبين برصد الجهات أو الشرائح التي تمتلك أوراق ضغط على البيت الأبيض وصناع القرار في البلاد عموما، ويحتمل أنها تقف وراء توجهات أو قرارات، عبر التلويح بقطع الدعم أو زيادته.

 

وفي هذا الإطار، تزايدت التساؤلات في الآونة الأخيرة عن مدى تأثير شركات النفط الأمريكية، التي تواجه أزمة غير مسبوقة تاريخيا، على سياسات الرئيس دونالد ترامب، لا سيما مع اقتراب انتخابات يسعى من خلالها الفوز بفترة رئاسية ثانية، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

 

ويعمل في قطاع النفط أكثر من نصف مليون أمريكي، يواجه عشرات الآلاف منهم خطر التسريح من الوظائف وإفلاس شركاتهم جراء انهيار أسعار النفط إلى ما دون الصفر، لأول مرة في التاريخ.

 

وتحسب هذه الشريحة تقليديا على الحزب الجمهوري، وشاركت بكثافة في التصويت لصالح ترامب عام 2016، لكن تقريرا سابقا لـ"عربي21" رصد عدة أسباب لاستبعاد تخليهم عنه، وأبرزها كونه الأفضل بالنسبة لهم في كل الأحوال، وانتماؤه إلى تيارهم "المحافظ"، فضلا عن استفادتهم، في المقابل، من أسعار متدنية جدا للوقود.

 

ولكن ماذا عن حجم هذا القطاع وشركاته والشريحة المجتمعية التي تعتاش من ورائه، مقارنة بالقطاعات والشرائح الأخرى، في قائمة داعمي حملة ترامب الانتخابية؟

 

"شعبوية"

 

استنادا إلى بيانات "مركز السياسة المستجيبة"، رصدت "عربي21" القطاعات الرئيسية الأكثر دعما لحملة ترامب الانتخابية.

 

ومما يثير الانتباه في طبيعة الدعم المقدم لترامب، كونه "شعبويا"، إذ إن نحو 50.31 بالمئة من الأموال المقدمة لحملته بشكل مباشر، أي أكثر من 124 مليون دولار من أصل نحو 247 مليونا، هي عبارة عن مساهمات شخصية صغيرة تقل قيمتها عن 200 دولار، بينما لا يتجاوز حجم المساهمات الكبيرة 30.46 بالمئة.

 

اقرأ أيضا: بايدن يتقدم على ترامب في استطلاع رأي للناخبين الأمريكيين

 

في المقابل فإن المساهمات الكبيرة، التي عادة ما تقف وراءها "اللوبيات"، تشكل 60.42 بالمئة من أصل نحو 134 مليون دولار جمعتها حملة الديمقراطي جو بايدن، مقابل 39.55 بالمئة للمساهمات الشخصية الصغيرة.

 

وبلغ مجموع ما جمع لصالح إعادة انتخاب ترامب، سواء عبر حملته أو من خلال مؤسسات أخرى داعمة لها، نحو 293 مليون دولار، مقابل 211 مليونا لصالح بايدن.

 

ونستعرض تاليا القطاعات والشرائح الأكثر إنفاقا لصالح إعادة انتخاب ترامب، ويظهر فيها حلول قطاع النفط والغاز عاشرا، مقابل تصدر المتقاعدين، ومن يفضلون وصف أنفسهم بأنهم جمهوريون و/أو محافظون على حساب أي اعتبار مهني (تشمل الأرقام المساهمات الفردية المباشرة والقادمة عبر مجموعات دعم).

 

 

يثبت هذا المشهد الصبغة الشعبوية/ الحزبية/ الأيديولوجية لحملة ترامب، وهو ما يفسر ربما بعضا من توجهاته وسياساته على امتداد رئاسته.

 

ومن أبرز تلك التوجهات مؤخرا، دعمه، المثير للجدل، لرفض مواطنين لإجراءات العزل وإقفال الاقتصاد، الموصى بها لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، رغم أن البلاد تواجه كارثة مع تصدرها دول العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات، وربما تستأثر بنصف عدد الضحايا في قادم الأيام، مع انحساره في أوروبا، بعد تمكن الصين من السيطرة عليه بالفعل.

 

وفي غمرة معاناة الولايات المتحدة من تفشي الفيروس، ومن الانهيار التاريخي في أسعار النفط، وتجاوزها الصفر وصولا إلى سالب 37.6 دولارا، فضل ترامب التركيز على ملف الهجرة إلى البلاد، موقعا على قرار تنفيذي يقضي بحظرها.

 

وفي إعلانه عن التوقيع على القرار، الأربعاء، لم يشر ترامب إلى مدة الحظر التي تحدث عنها سابقا مسؤولون في إدارته (60 يوما)، كما لم يأت على ذكر أزمتي "كوفيد-19" والنفط وتأثيرهما على الوظائف لتبرير الخطوة.

 

في المقابل، فضل ترامب استدعاء برنامجه الشعبوي- المستمر- منذ عام 2016، قائلا إن البلاد بات لديها بكل الأحوال جدار على طول الحدود الجنوبية، و"يحميه 27 ألف جندي مكسيكي"، في تلميح إلى أن وعده بأن تدفع الجارة اللاتينية تكاليف إنشاء الجدار تحقق ولكن بشكل مختلف.

 

 

وكانت عدة تقارير قد أكدت في هذا السياق أن أنصار ترامب، وإن تضرر بعضهم جراء أزمة النفط، إلا أن أغلبهم يستفيدون من تدني أسعار المحروقات، فيما سيحمّل قسم كبير منهم الجائحة الفيروسية مسؤولية تراجع أداء الاقتصاد، وكذلك حكام الولايات، ومجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ولن ينال الرئيس الجمهوري سوى قدر ضئيل من الغضب.

 

وتناولت تقارير سابقة لـ"عربي21" المشهد الانتخابي والأيديولوجي على الساحة الأمريكية، حيث ظهر أن الحزب الجمهوري بات يمثل تيارا واحدا واضح المعالم، تعبر عنه بشكل عام شخصية الرجل الأمريكي الأبيض ذي الميول المحافظة.

 

في المقابل، يعاني الحزب الديمقراطي، رغم تمثيله عددا أكبر من الناخبين، من تشرذم كبير في الأفكار والتوجهات والخلفيات، يجعل تقديم مرشح للرئاسة مجمع عليه أمرا في غاية التعقيد، ما لم يتم الاتفاق على الحد الأدنى من الأهداف المشتركة، وهو ما سيكون في هذه الجولة الإطاحة بترامب بأي ثمن.

 

في عام الانتخابات.. تعرف على "أمريكا المنقسمة" (إنفوغراف)

 

هذه الملفات ستحدد خيارات الأمريكيين في رئاسيات 2020

هل "تتآمر" مؤسسة الحزب الديمقراطي الأمريكي ضد ساندرز؟

التعليقات (0)