هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من جديد تعود التظاهرات للسودان، لكن هذه المرة احتجاجا على الحكومة الانتقالية وسياستها، بعد فشلها بحسب المحتجين والمراقبين، في تحسين الأوضاع الاقتصادية ومنسوب الحريات وتحقيق السلام.
وخرج آلاف السودانيين بمدينة الفولة بولاية غرب كردفان، السبت، وبثت الصفحة الرسمية لما بات يعرف في السودان بـ"الزحف الأخضر"، مشاهد مصورة من الموكب الاحتجاجي بمدينة الفولة، على الرغم من حظر السلطات المحلية للتظاهر الى حين اقرار قانون ينظم ذلك.
وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان بأن المحتجين حملوا الأعلام الوطنية وهتفوا :"وينوا (أين) السلام وينوا..وينوا الوقود وينوا..وينوا الخبز وينوا؟".
ورددوا شعارات :" حرية ..سلام..عدالة... الثورة خيار الشعب... ياحمدوك أمرق أمرق (اخرج) الباب هناك."
وفي 14 كانون أول/ ديسمبر الماضي، انطلق أول موكب احتجاجي لـ"الزحف الأخضر" بالعاصمة السودانية الخرطوم، تلبية لدعوات عبر مواقع التواصل لـ"تصحيح مسار الثورة وتحقيق شعاراتها"، وفق القائمين عليها.
وفي 11 كانون الثاني/ يناير الماضي، طالب آلاف المحتجين السودانيين بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد)، في ثاني موكب لـ"الزحف الأخضر"، برحيل الحكومة الانتقالية، و"عدم المساس بالشريعة الإسلامية".
وهي المسيرات التي سرعان ما فجرت ردود فعل متباينة، حيث دعا رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى سنّ تشريع من خلال قانون ينظم التظاهرات ويحدد أهدافها والقائمين عليها.
اقرأ أيضا : مظاهرة بالسودان احتجاجا على غلاء الأسعار وتردي الأوضاع
وربط نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أثناء تعليقه على أحداث تمرد هيئة العمليات بجهاز المخابرات، بالعاصمة الخرطوم، بين مسيرات "الزحف الأخضر" والتمرد نفسه، معتبرا أن الأمر "مؤامرة" تحاك ضد الثورة السودانية، وهدفها "إرباك" المشهد السياسي بأكمله.
وتبنت تيارات وأحزاب إسلامية الدعوات للمشاركة في "الزحف الأخضر"، وتنوعت الأسباب التي أوردتها تلك الأحزاب لقراراتها المشاركة في الفعالية الاحتجاجية.
ومن الأسباب، الاعتراض على سياسات الحكومة التي قالوا إنها "انصرفت إلى الصراعات الحزبية، وتنفيذ أجندة سياسية ضيقة معادية للقيم والهوية السودانية الإسلامية، فضلا عن ممارستها للعزل والإقصاء".
لكن المتحدث باسم "تجمع المهنيين السودانيين" محمد ناجي الأصم، أشار في 10 كانون أول/ ديسمبر الماضي، إلى أن بعض كوادر "المؤتمر الوطني" المنحل (حزب الرئيس المعزول عمر البشير) هم وراء الدعوة لمظاهرات 14 ديسمبر.
وفي 21 آب/ أغسطس 2019، بدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرا، تنتهي بإجراء انتخابات يتقاسم خلالها السلطة كل من المجلس العسكري (المنحل)، وقوى إعلان الحرية والتغيير، قائدة الحراك الشعبي.